الفراعنة فى كأس العالم 4.. حسن رجب نجم مونديال 1934من القمة للقاع
شارك منتخب مصر في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام "1934 و1990 و2018"، وخلال هذه المشاركات تألق عدد من النجوم، وتلقي "الدستور" الضوء عليهم من خلال سلسلة حلقات الفراعنة في كأس العالم.
الحلقة الرابعة.. حسن رجب من القمة إلى القاع
قصة حياة حسن رجب، نجم منتخب مصر في مونديال 1934، تصلح كفيلم سينمائي، حيث انتقل من قمة الشهرة والنجومية إلى القاع وغياهب السجون بعدما كانت الجماهير تهتف له "السنتر هاف بتاعنا اسمه حسن رجب عصفورة فضة ودهب" .
ولد حسن رجب يوم 9 يناير 1907 في حى الأزاريطة بالإسكندرية الذي خرج منه نجوم الثغر حسين حجازي والديبة والبوري وسعد راشد والسيد حودة، وكان حسن رجب من أسرة فقيرة، وكان والده يملك صالونًا متواضعًا للحلاقة، ولعب الكرة الشراب فى حواري الأزاريطة وزاع صيته فانتقل لنادي العلم المصري عام 1921، ثم الاتحاد السكندري عام 1924 وعمره 17 عامًا، وفاز معه ببطولة كأس مصر عام 1926، وكأس البلدية عام 1929، وكأس الملك فؤاد للمناطق عام 1930.
في عام 1926 قام الاتحاد بجولة في تركيا وبلغاريا لعب خلالها 13 مباراة، وبعد العودة طلب مسئولو نادي الترسانة الاستعانة بحسن رجب في جولة الفريق الأوروبية عام 1928 التي لعب خلالها في ألمانيا والنمسا، وعقب إحدى المباريات الكبرى التقى بحسناء كانت تعمل صحفية في إحدى وكالات الأنباء العالمية كانت معجبة بطريقة لعبه، وبعد التعارف اتفقا على الزواج لكن فرحته لم تكتمل وبعد 4 سنوات أنجبت فيها الزوجة بنتًا جميلة لم تستمر الحياة بين الزوجين بسبب اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد وتم الطلاق وعادت الحسناء إلى ألمانيا، ورغم هذه التجربة الفاشلة واصل حسن رجب مشواره في الملاعب وأصبح أفضل متوسط دفاع في مصر بسبب قوة بنيانه وإجادته ألعاب الهوا وحسن توقعه، وشارك في دورتي أمستردام 1928 ولوس أنجلوس 1932 الأولمبيتين ونهائيات كأس العالم 1934، وللأسف كانت الشهرة سلاحًا قاتلًا فأصبح ممتلأ بالغرور والعجرفة خاصة بعد المشاركة في مونديال 1934 بإيطاليا.
قرار بإيقافه بعد توقيعه للزمالك
عندما تولى حسين صبري باشا- خال الملك فاروق- رئاسة نادي الأوليمبي قام ضمه لصفوفه ولعب بجوار حميدو شارلي وخميس عاشور وحافظ كاسب، وساهم في فوز الأولمبي ببطولة كاس مصر عامي 1933 و1934، وعندما قام بالتوقيع لنادي المختلط "الزمالك" أصدر إسماعيل صبري محافظ الإسكندرية قرارًا بإيقافه.
قبل المونديال كانت حياة حسن رجب تسير بشكل طبيعي وتألق في عدد من المباريات الودية منها مباراتي يوغوسلافيا والمجر، وبعد العودة من مونديال إيطاليا تعددت زيجاته حتى أصبح الناس يصفونه بأنه زير نساء لكثرة علاقاته النسائية، وكان أشهرها حكايته مع إحدي السيدات الأجنبيات ولسوء حظه كانت زوجة لمصري يشغل منصبًا كبيرًا ويعد واحدًا من أصحاب النفوذ بالإسكندرية، وكانت بداية المأساة عقب إحدى المباريات بملعب الاتحاد بالشاطبي، حيث خرج حسن رجب بعدها يضحك ويرد تحية الجماهير بعدما قام بصلاة المغرب في حجرة الملابس، وعندما كان يستعد لعبور الشارع توقفت أمامه سيارة سوداء كبيرة هبط منها سائقها النوبي واقترب منه وقال له بكل أدب تسمح تكلم حسن بك، وأشار إلى السيارة التي التفت إليها حسن رجب فوجد بداخلها امرأة رائعة الجمال ويبدو عليها الثراء الشديد، وفتحت السيدة باب السيارة وقالت له بطريقة تشبه الهمس تفضل ودون تردد وجد نفسه يقفز إلى داخل السيارة ويجلس بجوار المرأة الفاتنة، وبعد جولة في شوارع الإسكندرية توقفت السيارة أمام قصر كبير كان حسن رجب يعرفه فطالما نهره جند الحراسة لمجرد السير على الرصيف المجاور له ولشدة دهشته انفتح باب القصر وقام الحراس بأداء التحية له.
الليلة التي غيرت مجري حياته
تلك الليلة كانت سببًا في تغيير مجري حياة حسن رجب وأطاحت به من القمة إلى القاع وحدثت بسببه أزمة بين السرايا والحكومة واتحاد الكرة بسبب نفوذ زوج هذه السيدة حتى تم شطبه من سجلات اتحاد الكرة عام 1935، ليتحول بعدها إلى طريق المخدرات والكحوليات حتى أدمنها جميعًا، وفي شهر سبتمبر عام 1954 ألقت الشرطة القبض عليه متلبسًا بحيازة المخدرات وحكم عليه بالسجن المؤبد، وترك عائلته وزوجاته الثلاث وأبناءه الـ14 بدون عائل، وطوال فترة وجوده في السجن لم يتوقف حسن رجب عن البكاء بعدما أعلن توبته، وكانت تقارير السجن تؤكد التزامه بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها إضافة لقيامه بتكوين فريق لكرة القدم بداخل السجن، كما أكدت التقارير أنه بعد تعرض السجن للقذف الجوي خلال العدوان الثلاثي عام 1956 كان حسن رجب يمنع المساجين من الهرب ويقول لهم إن الوطن في محنة وأن عليهم أن يكونوا معه وليس ضده، ولشدة حب المساجين له كانوا يطيعونه ويعودون إلى عنابرهم، مما أثار دهشة أجهزة وزارة الداخلية وقتها.
ولفتت قصة حسن رجب انتباه صناع السينما المصرية فقدموا فيلمًا فيه بعض أجزاء من مشوار حياته وهو فيلم كابتن مصر الذي قام ببطولته المطرب الشهير محمد الكحلاوي الذي قدم شخصية لاعب كرة متفوق سقط قي بحر الغواية ثم عاد إلى الطريق المستقيم، وتوفي حسن رجب في أكتوبر 1973 عن عمر يناهز 69 عامًا.