الفراعنة في كأس العالم 3 .. مصطفى كامل منصور لعب تحت التهديد فتألق بأوروبا
شارك منتخب مصر في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام (1934 و1990 و2018) وخلال هذه المشاركات تألق عدد من النجوم، وتلقي «الدستور» الضوء عليهم من خلال سلسلة حلقات الفراعنة في كأس العالم.
الحلقة الثالثة.. مصطفى كامل منصور
مصطفى كامل منصور أحد نجوم منتخب مصر في كأس العالم 1934 و دورة برلين الأوليمبية 1936 من مواليد 2 أغسطس عام 1914 بالإسكندرية وإن كانت أسرته من الشرقية وعندما بلغ عمره 12 سنة انتقل مع أسرته للعيش في حي الزمالك بالقاهرة انتقل لمدرسة السعيدية بعدما كان في مدرسة فؤاد الأول وكان لاعبا للجمباز ولم تكن كرة القدم متواجدة في ذهنه بشكل كبير .
فى إحدى المرات التي كان يتدرب فيها علي الجمباز بصالة المدرسة اكتشفوا عدم تواجد حارس مرمى بفريق الكرة فطلبوا منه اللعب كحارس مرمى لكنه رفض ليتدخل مدرس الألعاب ويهدده بحرمانه من ممارسة الجمباز إن لم يوافق علي اللعب الأمر الذي جعله يوافق مضطرا وبعد تلك المواجهة تم اختياره كحارس للفريق الأول.
انضم مصطفى كامل منصور للأهلي وعمره 16 عاما وفى ذلك الوقت كان مختار التتش وعلي توفيق وجميل عثمان يتدربون على التسديد وهو حارسا للمرمى وفي عام 1930 صعد ليشارك مع الفريق في دوري المناطق الذي كان يضم الاهلي والزمالك باسمه القديم " المختلط " والسكة الحديد والترسانة والبوليس.
نجح مصطفى كامل منصور في التأهل مع منتخب مصر لمونديال 1934 في إيطاليا ودورة برلين الأولمبية عام 1936 وفي المونديال شارك مصطفى كامل منصور في مباراة المجر التي خسرها الفراعنة 2-4 بسبب الحكم الإيطالي بيرلاسينا الذي أدار المباراة وكان ظالما حتى أن الصحف الإيطالية هاجمته بشدة.
كان الشوط الأول قد انتهى بالتعادل 2-2 وفي الشوط الثاني تستلم مختار التتش الكرة في منتصف ملعب المجر وراوغ كل من قابله وسدد الكرة داخل المرمى لكن الحكم احتسب تسلل على محمد لطيف رغم أن التتش لم يمرر لأي لاعب آخر.
وخلال المباراة تعرض مصطفى كامل منصور للإصابة عندما قفز في الهواء للإمساك بالكرة فاشترك معه تولدي مهاجم المجر وضربه بقدمه في صدره وتسبب كوعه في كسر أنفه فسقط بالكرة داخل المرمى واحتسب الحكم الهدف بدلًا من خطأ لصالحه.
عقب انتهاء دورة برلين سافر مصطفى كامل منصور إلى اسكتلندا بناءَ على تعليمات جيمس ماكراي مدرب منتخب مصر لدراسة التربية البدنية وهناك لعب لصفوف كوينز بارك الاسكتلندي لمدة 3 سنوات وأصبح أول حارس لا يحمل الجنسية البريطانية يلعب في الدوري الاسكتلندي ثم عاد إلى الأهلي عام 1939 وظل يلعب للمنتخب والأهلي حتى الاعتزال عام 1945 وقبل الاعتزال عمل سكرتيرا لفريق الكرة بالأهلي ولم يستمر طويلا خوفا من الدخول في خلافات مع صديقه مختار التتش الذي كان يتولى منصب مراقب عام الأنشطة.
بعد الاعتزال اتجه مصطفى كامل للتحكيم وأصبح حكما دوليا عام 1951 وكان مشهورا بالشجاعة والعدالة اللتين ظهرتا بوضوح في مباراة السويس والترسانة حيث كانت الكرة قادمة من خلفه في اتجاه مرمى السويس ومصطفى رياض لاعب الترسانة يجري ليلحق بالكرة ومعه أبو غبان لاعب السويس وسقط مصطفى رياض داخل منطقة الجزاء وفجأة وجد الحكم الكرة داخل الشباك واتخذ قراره باحتساب الهدف لكنه فؤجىء باعتراض لاعبي السويس.
وبعد المباراة وداخل غرفة الملابس سأل مصطفى كامل منصور عن سر اعتراض السوايسة ثم سأل هل دخلت الكرة المرمى قبل الصفارة فرد أحدهم أن الكرة دخلت بعد الصافرة فقال مصطفى كامل منصور أن الكرة ليست هدفا بل ركلة جزاء وطلب من مسئولي السويس الذهاب لاتحاد الكرة لتقديم احتجاج على نتيجة المباراة وفي نفس الليلة كتب تقريره وأكد فيه أن الهدف خطأ ويجب إعادة المباراة وأعيدت بالفعل وفاز السويس بعدما فاز الترسانة في المباراة الأولى 2-1.
في عام 1957 اختاره المشير عبد الحكيم عامر للإشراف على منتخب مصر عقب الهزيمة أمام تركيا برباعية وذلك استعداد لتصفيات دورة ألعاب البحر المتوسط ووقتها تعادل منتخب مصر مع نظيره التركي 1-1.
سافر مصطفى كامل منصور الى أوروبا عدة سنوات وعاد إلى مصر مجددا وتولي رئاسة لجنة الحكام عام 1981 وتقدم باستقالته منها ثم عاد مجددا لرئاسة اللجنة من 1994 حتى 1995 وتوفي عام 2002 عن عمر يناهز الـ 88 عاما.