علي ارصفة السفارات
في مصر , تعود المواطنون الذين يمرون بالشوارع التي بها سفارات عربية واجنبية , علي مشاهدة طوابير من المصريين , يقفون بحذاء الرصيف , وينتهي الطابور عند شباك .
الطابور به شيوخ , ونساء تحمل طفلا , وأخري تحمل في بطنها وفي حضنها وفي يدها اطفالا . , قد لا يتحملون الوقوف الطويل .
وعندما يبدأ التعامل مع الشباك , يجب أن ينحني الردل أو السيدة , بطريقة قاسية , كي يتحدث من الموظف المسئول , والذي يتكلم من خلف قضبان حديدية سميكة , وكانه يتعامل مع عدو وليس مواطن شريف .
إنه منظر مهين بلاشك , ولا اعتقد أن أحدا من كبار المسئولين في بلادنا يرتضيه .
الحقيقة , اننا لا نعرف نوع المعاملة التي يلقاها المواطن , عندما يتعامل مع الشباك , إلا أن المعاملة التي نراها علي أرصفة السفارات تشي بالتأكيد عن المعاملة داخل الشباك .
ببعض السفارت الأوروبية صنعت مظلة واقية فوق الشباك , وصنعت كراسي يجلس عليها المترددون , ولكن السفارات العربية , تترك المتعاملين معها نهبا للشمس والحر , وفي الشتاء يتحملون ما تجود به الطبيعة من برد وهواء بارد وقارس .
صحيح أن السفارت تحاول بقدر الإمكان حماية أنفسها من الإرهاب , الذي ضرب بأطنابة منطقتنا وبلادنا , دون غيرها من البلاد .
ولكن ألا تكفي تلك الأسلحة والجنود التي تحيط بكل السفارات , من توفير الإحساس بالأمن لمن هم بداخل السفارة .؟
الغريب أن تلك السفارت تثتني ابناءها , وبعض الدول التي تدخل معها في وحدة أو تحالف , من التعامل مع الشباك , وتدخلهم من الأبواب الي حيث يجلسوا ويستريحوا .
وإذا كانت بعض الدول العربية والخليج , يحتاجها المصريون بكثرة في تعاملاتهم , وتعودت علي إستقبال الأعداد الكبيرة , اما كان ينبغي لها ان تبحث لها عن مكان , يوفر نوع من الآدمية للمتعاملين معها , وأن تفتح العديد من وسائل التواصل , والمنافذ التي تخف الزحام .
وقد أقسم لي أحد المتعاملين مع تلك السفارت أنهم يبيتون الليل من أجل أن يجدوا مكانا لهم في هذا الزحام .
وهو الأمرالذي أدي ألي إنتشار أنواع من الفساد والرشاوي الخفيفة , من أجل الوصول الي الشباك وتقديم الأوراق بسهولة , سواء من بين حراس السفارة , أو اصدقاء موظفي تلك السفارات .أو من المتعاملين مع السفارة .
ومع طول الوقت , نشات بالقرب من تلك التجمعات بوفيهات , ومقاهي ومطاعم تقدم وجبات خفيفة , لهؤلاء الذي قدر عليهم أن يتواجدوا أمام تلك السفارات .
وقد لجات بعض الجهات والشركات السياحية , التي تضطرها ظروف موظفيها الي التعامل مع السفارات الي تخصيص أحد موظفيها من أجل أني قوم بالنيابة عنهم , في تقديم الطلبات من أجل الحصول علي التاشيرات . .
الحاجة تضطر المصريين أن يتقبلوا أمورا يصعب أن يتقبلها أحد , ومع ذلك فهم صابرون يتحملون سوء المعاملة المستتر في صبر دون شكوي .
نريد مسئول من الخارجية , يتحرك من أجل أن يضع حدا لتلك الإهانات , التي تلحق بالمصريين . ...