«كانت علاقته وطيدة بفرنسا».. عبد الرشيد محمودي يكشف علاقة طه حسين بالغرب
يعد الدكتور طه حسين من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، التي مازالت أعماله عالقة في ذهن القارئ العربي والغربي، حسين فهو صاحب مقولة "قوة القرآن مشروحة لغير المسلمين"، ولا أحد غيره استطاع الكتابة عن جماليات كتاب الله، كما وصفه الدكتور عبد الرشيد الصادق محمودى، الباحث الكبير الذي كرس كامل جهده ورحلته العلمية فى تتبع تراث عميد الأدب العربى طه حسين.
فقد كتب العديد من المؤلفات التي تتناول سيرة عميد الأدب العربي منذ نشأته حتى رحيله، كما وضح لنا كيف كان يراه الغرب.
قال المحمودي: "إن الغرب يعرف قيمة طه حسين الأدبية والفكرية، لأن بعض أعماله ترجمت إلى اللغات الأوروبية المتعددة، وأصبح مشهورًا، وهو كان وقتئذ أشهر أديب مصرى عربى فى أوروبا، خاصة فرنسا، ولم يحظ كاتب بهذا الاهتمام مثل طه حسين، وشهرته بدأت فى وقت مبكر، وكانت صلته بفرنسا وبالأدب الفرنسى وطيدة، وهناك رؤى متعددة لطه حسين، لكنهم يرونه ممثلًا للأدب العربى".
وتابع: "عندما يتحدث الناس فى أوروبا عن الأدب العربى بالضرورة يتذكرون طه حسين، واستطاع عميد الأدب العربى أن يكون حلقة وصل بين الثقافة العربية والثقافات الأوروبية".
وأضاف خلال حوار له في "الدستور" أن طه حسين استطاع أن يكوِّن لنفسه مكانة راسخة فى تاريخ الأدب العربى، وبالنسبة للتطرف، فكان طه ضده لكن فى عهده التطرف لم يصل إلى ذروته من الحدة والعنف، والتطرف لم يكن يهمه بالقدر الكافى، لأنه كان منصرفًا لأعمال أخرى هو وأبناء جيله، وكانوا مفكرين ليبراليين ويؤمنون بالديمقراطية وبالحياة البرلمانية، ومسألة مواجهة التطرف كانت تشغل اهتمامهم كما تشغل الاهتمامات الآن.
وأشار إلى أن من الملامح البارزة التى خرجت بها من الكتابات عنه، أنه رغم فقد بصره، استطاع أن يحقق لنفسه مكانة عالية فى تاريخ الأدب العربى تمتد إشعاعاتها إلى اللغات الأوروبية، فهو أبرز أديب عربى فى القرن العشرين، وحقق مكانة عالمية وأصبح رمزًا للثقافة والأدب العربى.
وأكد صادق محمودي أن طه حسين كان غزير الإنتاج ولم يتوقف عن التأليف فى مجالات مختلفة، ولم يترك نوعًا من النشاط الأدبى إلا وطرقه، فكتب شعرًا وقصصًا وروايات، إضافة إلى إسهاماته فى دراسة الأدب العربى والتعريف بالآداب الأوروبية، وبصفة خاصة فى الأدب الفرنسى، طه حسين كان متعدد الجوانب، ولديه أنشطة متنوعة.