«اللاتين» عن عيد جميع القديسين: أسسه البابا بونيفاسيوس الرابع
تحتفل الكنيسة اللاتينية، اليوم، بعيد جميع القديسين، وقالت الكنيسة إنه تُذَكِّر روزنامة الكنيسة الرومانية بجميع القديسين الذين بلغوا السعادة الأبدية. بما أن عدد القديسين يفوق التسمية والتعداد وبما انه من غير الممكن اعلان قداسة كل مَن بلغ الملكوت، فلذلك تُعَيِّد الكنيسة اليوم جميع الذين ينعمون بالسعادة الابدية. اوّل مَن رسَم هذا العيد في هذا اليوم هو البابا بونيفاسيوس الرابع (608-615).
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: كوننا محصّنين بالتعّاليم،[تعاليم الكتاب المقدّس]، فلْنسر من دون خوفٍ نحو مخلّصنا يسوع المسيح، نحو جمع الآباء، فلنذهب صوب أبانا إبراهيم، عند حلول اليوم. فلْنَسر من دون خوفٍ نحو جمع الأبرار والقدّيسين هذا. سوف نذهب نحو آبائنا، هم الذين علّمونا الإيمان؛ حتى لو كانت الأعمال تنقصنا، فلْيساعدنا الإيمان، فلْندافع عن ميراثنا! سوف نذهب إلى الأماكن التي يفتح إبراهيم قلبه فيها للفقراء كما للعازر؛ هناك يستريح الذين تحمّلوا الثقل الشّاق لحياة هذا العالم. الآن، أيّها الآب، أيضًا وأيضًا امدد يديك لاستقبال هؤلاء الفقراء، افتح ذراعيك، وسّع صدرك لاستقبال المزيد، لأنّ عددهم كبير جدًا هؤلاء الذين آمنوا بالله.
سوف نذهب إلى فردوس الفرح حيث آدم، الذي وقع قديمًا في كمين لصوص، لم يعد يفكّر بالبكاء على جراحاته، وحيث اللّص بذاته يستمتع من جهته في الملكوت السماوي. حيث لا غيوم، لا عواصف، لا برق، لا أعاصير، أو ظلمات، لا غسق، لا صيف ولا شتاء يظهرون عدم استقرار الأزمنة. لا صقيع، لا برَد، لا مطر. شمسنا الصّغيرة المسكينة، القمر والنجوم، لن ينفعوا بعدها لشيء؛ وحده وضوح الله يسطع؛ لأن الله سيكون نور الجميع، هذا النّور الحقيقي، الذي يُنوِّر كل إنسان، سيسطع للجميع . سوف نذهب إلى حيث أعدّ الرّب يسوع منازل لخدّامه الصغار، لكي حيث يكون هو، نكون نحن أيضًا.
«يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد» ... إننا نتبعك، أيّها الرّب يسوع؛ ولكن لهذا، ادعنا، لأنّه من دونك ما من أحد يصعد. أنت الطّريق، الحقّ، الحياة، الإمكانية، الإيمان، المكافأة. استقبلنا، ثبّتنا، أعطنا الحياة! .