«تبًا».. رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (11)
عزيزي عمر خورشيد
مرّت الأيام بسرعة والتقينا من جديد..
عندما أبدأ بالكتابة إليك لا أضع في ذهني أمرًا محددًا لأحدثك عنه، لكني أترك قلمي ينطلق عابرا للسطور، ليملؤها بحروف تخط لك كل ما في قلبي من امتنان وحب وسعادة وحياة.
لا أخفي عليك، مرت الأيام الماضية بكل ما بها من حلو ومر.
لكن تظل أنت أجمل ما بها. يكفي أن أسمع لحنك الذي أحب فأذوب وأتحول لنغمات تشق عنان السماء، تخترق النفوس وتداوي القلوب الجريحة.
أجمل ما حدث لي مؤخرا هو مشاهدة فيلم أنت بطله، أراه لأول مرة وبالصدفة البحتة، عبر إحدى القنوات غير المعروفة.. لا أخفي عليك عندما سمعت المطربة تغني شعرت أنها واقعة في غرامك بالفعل وليس بحكم دورها في الفيلم...!
وبعد انتهاء الفيلم، أدركت لماذا أحبتك، أو إن شئت الدقة لماذا أذابها حبك..؟!
ربما لأنك لم تكن تمثل أمامها.. لقد بحت لها بما في قلبك.
أيقنت أنك تبثنا حبك وتقديرك للمشاعر وللإنسانية بصدق وببساطة، فأنت لم تعد أيقونة موسيقية فقط بل أيقونة أبدية للحب والأمل..
كما ورد على لسانك في هذا الفيلم الذي يحمل جيتارك عنوانا له..!!
ناهيك عن إطلالتك الجذابة وملامحك الوسيمة القادرة أن تأسر أيًا كان..!
فنحن مهما تظاهرنا بالقوة والتماسك، أمام حضورك، يتبدد كل ما نعتنق من قناعات.
كذلك جيتارك الذي شاركك أجمل الألحان وأروعها مما سكنت القلوب وهذبت الأرواح.
عزيزي عمر خورشيد
يقال إن الأرواح جنود مجندة ما تلاقى منها ائتلف..!
لا أخفي عليك، هذا ما جمعني بك، وهو ما جمعني بكل من يحبك مثلي...!
أجمل ما في أيامي هي تذكر الآخرين لي أثناء تأديتهم الطاعات المختلفة، فهذا يتذكرني أثناء عمرته وهذه تدعو لي في صلاتها، وآخر يتصدق باسمي وآخر يخرج سهم زكاة، وهكذا.
بخلاف الرسائل التي ترد إلىّ من الأصدقاء الذين يباغتوني باعترافهم الذي يسعدني، مثل صديقة الممر التي قالت لي أحبك دون ترتيب أو مناسبة.. وقع كلمة أحبك ممن نحب لها مفعول السحر.. لا تبخلوا عن التعبير عن مشاعركم لمن تحبون...!
لا تعتبروا البوح ضعفا والتعبير عن المشاعر مذلة.. فالحياة أبسط من ذلك..
أكثر ما يبهجني حقا أن ما جمعني بكل هؤلاء الكتابة والحب في الله ولله.
أمتن كثيرا لمهنتي، لكلماتي، التي تؤثر بالقلوب وتجمعنا بمن نحب..
عزيزي عمر خورشيد
تقابلت أخيرًا مع صديقة الممر، لا أخفي عليك أفتقدها كثيرًا كثيًرا...
أفتقد ضحكتها وحديثها، أخبرتها أنني أعيد شحن طاقاتي بها ورؤيتها وكذلك هي.
لا أخفي عليك أطمح للتفرغ من الجديد، أتمنى أن يمهلنا الزمن القليل من الوقت حتى نتقابل مجددًا وبكثرة كالسابق.
يكفي أن أجلس معها حتى يخف حملي وأبتهج.
أتساءل دومًا: لماذا لا يوجد منها نسخًا كثيرة؟!
ربما لو كان هناك العديد منها ما شعرت بتفردها وتميزها..؟!
أشكر الظروف التي جمعتني بها وأتمنى أن نظل معا للأبد وألا يفرق بيينا أي شيء.
عزيزي عمر خورشيد
لا أخفي عليك، أخشى كثيرًا على هذا الوطن، فهناك من يحاول بشتى الطرق إسقاطه، يبذلون العديد والعديد من الجهد لتفكيكه، يتلاعبون بالحقائق.
يزيفون الواقع يعملون بلا كلل أو ملل من أجل أن ينحني أن يقع أن يفقد تماسكه...!
أدرك أننا نعي هذه اللعبة وبتنا نكشف تلك الألاعيب، ويقظين مع أصحاب هذه الأيادي الخبيثة!.
لكن يظل هناك قلة تصدق تلك الادعاءات وتترك نفسها أداة للآخرين.
عزيزي عمر خورشيد
علمتني الحياة ألا أكون أداة في يد أحد، لم أعتد أن أكون وسيلة أو درجة سلم يصعد على حسابها الآخرون... لتحقيق مأربهم.
عندما يطلب مني أن أوجه نصيحة لأي أحد..
أخبره أن فكر كثيراً، وتمهل..
استمع جيدًا، أنصت لكل الآراء ثم دع عقلك يفكر، ثم قرر ماذا تفعل؟!
لا تستجب لأي كان.. ولا تستمع لأي كان!
ولنا في دول الجوار عبرة.
قد يرى البعض ما أقول محاباة أو تجملا أو رياء أو تملقا..؟!
لكني أراه حبًا خوفًا على تراب هذا الوطن الذي اختلف كثيرًا عن السابق.
جميعنا لمسنا حجم الاختلاف والتغير. فى أوقات المعارك لا بد أن نتخلى عن الحياد.. ونحن نواجه معركة وعي بطلها نحن وهم... أريد أن يعي الجميع أن هناك من يتربص ببلادنا وأنهم ينشطون كل فترة من أجل إحياء وشحن الجميع ضدها.
أراهن على فطنة ووعي الأجيال الحالية والقادمة وأعلم أنهم على دراية تامة بكل ما يحكاك ضدنا سرًا وعلانية.
أعلم أننا تركنا بلادنا أمانة في أعناقاهم.
أتعجب حقا ممن يتخذون الخارج مأوى ويهاجمون الشأن الداخلي وهم لم يروا مصر في السابق أو الآن..؟!
كل ما يعرفونه عنها ما يبثه إعلام متطرف مناهض للدولة وغير شريف.
محاولات إفهامهم الحقيقة تبوء بالفشل..
هناك سلبيات شأن العديد من البلدان، لكن الفارق هو احترامنا للقانون وللأرض التي نقيم بها.. هؤلاء يفتقدون للحرية التي يطالبون الآخرين بتطبيقها ويحرضونهم عليها، هؤلاء يجملون الكلمات ويتخذون الشعارات الرنانة نهجا لهم.
لا يدرون أن الأجيال الحديثة أكثر وعيًا ويقينًا ودراية ..
لكل هؤلاء أقول لكم:
ألا تبت يداكم...!!
وإن غدًا لناظره قريب وإن مصر باقية وستبقى.
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير لأكتب لك مجددًا.