السبت.. محمد صالح البحر يناقش المجموعة القصصية «نوافذ الضوء»
يناقش الروائي والقاص محمد صالح البحر المجموعة القصصية "نوافذ الضوء" بالصالون الثقافي لستار بوكس بعمارة يعقوبيان، ويناقشه الناقد والأكاديمي الدكتور محمود الضبع، والناقد والشاعر أسامة جاد، وتدير الندوة الكاتبة هناء نور، وذلك في تمام السابعة من مساء الأحد القادم الموافق 6 نوفمبر، بمقر ستار بوكس، عمارة يعقوبيان وسط القاهرة.
وقال الروائي والقاص محمد صالح البحر عن المجموعة القصصية:" تحتفي بالإنسان، مشاعره وأحلامه وتطلعاته ورؤيته لذاته وللعالم الذي يموج من حوله تأثيرًا وتأثرًا، ويتحقق ذلك من خلال احتفائها باللحظة الآنية التي تعيشها كل شخصية من شخصيات القصص، احتفاءً يؤمن بانزياح المسافة الفاصلة بين الواقعي والفانتازيا الأسطوري فيها، وبأن كل لحظة ليست وليدة الآن فقط، بل هي نتاج كل اللحظات السابقة التي شكلتها، لذلك يحتشد الماضي بكل تنويعاته وذكرياته وآلامه في ثنايا كل لحظة قصصية، ليس فقط ليُكسبها العمق الفني والفكري اللازمين لكل عمل إبداعي ناضج، بل أيضًا ليملأ كل الفراغات التي تعكر صفو حاضرها، بحيث يبدو السرد وكأنه عملية تصحيح لكل الأخطاء التي وقعت فيها الشخصيات، مما يساعدها على إعادة تشكيل رؤيتها باتجاه المستقبل الذي ترجوه.
من اجواء المجموعة مقتطف من قصة أثر المحبة
ما ذهب عني الحزن أخذت ألملم نفسي مرة أخرى حتى تماسكت، وجعلت أنظر إلى سطح الماء في الترعة حتى تلاشتْ فيه آخر دائرة صنعتها دموعي وهي تتساقط من فوقه، وحتى بدا سطح الماء ساكنًا جدًا، وهادئًا جدًا، ينشع في برد الليل وبراح المكان برودة محببة، رحتُ أتنفسها بتلذذ وأنا أرى صورتي في سطح الماء تخرج من الاهتزاز حتى تثبتْ، فتتضح معالمها جليَّة، وأرى الانتعاش يدخلني، ويُعيد إليّ حيويتي مرة أخرى، شعرت بارتياح غريب، ولسبب موغل في البُعد بداخلي أحسست بألفة شديدة لوجودي في المكان، وعندما امتدتْ عيناي في البُعد الموازي لحافة الترعة رأيت بيت يوسف الكبير، يقف هناك بعزة وكبرياء موغلين في الزمن، تحوطه الحدائق الخضراء والشجر العالي الممتد إلى مسافة غير قصيرة حتى أطراف المعبد الفرعوني القديم، كأنما يدان ممتدتان بالسلام والمحبة، فتذكرت أنني ما زلت أقف في أملاك عائلة يوسف، أن كل هذه المسافة المزروعة بموازاة الترعة، والتي تتعدّى حدودها الحوش القديم المهجور، وتبعد عن حد الترعة بمسافة مائتي متر تقريبا، هي أرض "الفضل" التي ورثها عن آبائه وأجداده، وورثها من بعده يوسف وأخوه.
الأكبر، شدني جمال البيت على البُعد، ورأيت بعينيّ الثاقبتين الآن طائرًا يأتي باتجاهي من الفضاء الواسع المجهول من خلفه، ينساب بهدوء وثقة وهو يطير فوق ماء الترعة، ويفرد جناحيه باتساعهما كأنما يتحدّى مجهولًا ما، لم أستطع الوصول إليه، وبلا شعور امتلأ داخلي بأمنية يوسف القديمة والدائمة، والتي ظلتْ معه حتى دخوله أرض الحوش المهجور، واحتضان قلبه للرصاصة المجهولة قبل قليل، وما إن تمنيت أن أطير مثله حتى اجتاح داخلي شعور عارم بالخِفَّة، أحسست أنني حرة بما يكفي، وأن الحياة ليست سوى مجموعة من القيود، بقدر وهنها وضعفها بقدر قدرتها على صناعة العجز وخلق السكون.
أما عن محمد صالح البحر (1968-) كاتب ومسرحي وناقد مصري، ولد في محافظة قنا، حصل على بكالوريوس من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تقلد منصب الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر في دورته الثامنة والعشرين.
قدم العديد من الاعمال الابداعية ما بين الرواية والقصة القصيرة منها "رواية "حقيبة الرسول"، و"موت وردة"، طنصف مسافة"، وفي مجال القصة القصيرة قم "أزمنة الآخرين"، و"ثلاث خطوات باتجاه السماء " إلى جانب كتابة المسرحية “فريكيكو” (مسرحية للطفل)، كما أنه حصل على العديد من الجوائز منها:
- جائزة المسابقة الثقافية لاتحاد شباب العمال عام 1994.
- جائزة المسابقة الثقافية لاتحاد الشباب التقدمي عام 1994.
- جائزة المسابقة الثقافية لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي عام 1998.
- جائزة المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة في القصة عام 2001.
- جائزة المسابقة الثقافية لمؤسسة اقرأ في القصة أعوام 2001، 2002، 2003.
- جائزة الشارقة للإبداع العربي في الرواية عام 2004.