مى التلمسانى تنعى بهاء طاهر: «أنت وكتابتك فيكم نفس الألفة»
نعت الكاتبة الروائية والناقدة الفنية والأكاديمية مي التلمساني الأديب بهاء طاهر، الذي غادر عالمنا مساء أمس الخميس، عن عمر ناهز 87 عامًا، بكلمات مؤثرة.
وقالت الروائية "يعني إيه؟ حاعدي من تحت بيتك يا بهاء وما اطلعش أسلم؟ عارف لما اتمشينا في إيطاليا دراعي في دراعك؟ مش بانسى اليوم ده، لقطات كثيرة في حياتنا مشتركة، وفيها نفس الحركة، نفس التأمل، نفس الأمان اللي بيشع دايما في وجودك. قابلنا ستيفكا وكملنا مشي إحنا الثلاثة، اشتريت لي هدية من البورسلين. اتكسر جزء منها واحتفظت بالجزء التاني للذكرى".
وتابعت عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": كنت حاسة إنك صديقي وأبويا وأني في أمان طول ما انت هنا. ويوم ما اتكلمنا في ندوة جنيف سوا؟ مش فاكرة ليه كتير كنا نتقابل برة مصر، في ندوات أو مؤتمرات، رحلة أيطاليا انت اللي رشحتني أروحها، اتكلمت عن روايتي هليوبوليس واتكلمت انا عن روايتك نقطة النور، جمعوا بين جيلين وقلنا فيه امتداد، حبل سري يربط بين المشروعين، حبل الجدية في التعامل مع الأدب رغم اختلاف نوع الكتابة، وفضلنا اليد في اليد، كأن فيه اتفاق على المحبة، محاطين بإبراهيم أصلان وآدم حنين وكل الناس الحلوة اللي سبقتك للبر التاني، وأنا أكيد جايلكم، مش كدا؟".
وأضافت: "فاكر يوم ما استقبلتني أنا وشهاب وزياد في بيتك العامر، وأكلت الولدين بنفسك؟ قمنا أنا وستيفكا نعمل شاي واتأكدت وأنا في المطبخ إني وسط عيلتي، إحساس عدم الغربة في وجودك إحساس جميل، أنت وكتابتك فيكم نفس الألفة، وبعدين تمر سنين وأشوفك في مظاهرات الدستور مسنود على دراعات ناس تانية، كان التعب واضح، بس البدلة شيك والمشية هي المشية، مشيت معاك مسنودة على دراعك، مسنودين على بعض. وكان وجودك خير وبركة على المسيرة. ابتسامتك وعيونك الطفلة والسنين المحفورة على الخدين والأمل بيشع من كل قسماتك دايما في القلب ودايما ماشيين سوا".
وولد بهاء طاهر عام 1935، وهو مؤلف روائي وقاص ومترجم ينتمي إلى جيل الستينيات، منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته "واحة الغروب"، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني حتى عام 1975، سافر إلى إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجمًا، وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجمًا في الأمم المتحدة.
حاز بهاء على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، وجائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وجائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن "الحب في المنفى".