الكنيسة اللاتينية: اليهود رفضوا قبول الإنجيل
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر، برئاسة الانبا كلاديو لوراتي، اليوم، بحلول الخميس الثلاثون من زمن السنة.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يشهد الكتاب المقدس بأن أورشليم جهلت زمان افتقادها وأنّ اليهود بمعظمهم لم يقبلوا الإنجيل، لا بل كثيرون هم الذين قاوموا انتشاره. غير أن اليهود، كما يقول الرّسول بولس، لا يزالون "مَحْبوبونَ (من الله) بِالنَّظرِ إِلى الآباء (آباء العهد القديم)، فلا رَجعَةَ في هِباتِ اللهِ ودَعوَتِه". إنّ الله وحده، والذي فيه تدعو الرَّب جميع الشعوب بصوت واحد "ويخدمون تحت نير واحد". وبما أن للمسيحيين ولليهود تراثاً روحياً مشتركاً وسامياً، يريد هذا المجمع المقدس أن يوصي بالمعرفة والاعتبار المتبادلين وأن يعززهما بين الاثنين؛ ويحصل ذلك خصوصاً بالدروس الكتابية واللاهوتية وبالحوار الأخوي.
وإن تكن سلطات اليهود وأتباعها هي التي حرضت على قتل الرّب يسوع المسيح، لا يمكن مع ذلك أن يُعزى ما اقتُرِف أثناء آلامه، الى كل اليهود الذين كانوا يعيشون آنذاك دونما تمييز ولا الى يهود اليوم. وإن تكن الكنيسة شعب الله الجديد، يجب مع ذلك ألا ينظر الى اليهود كمن رذلهم الله ولعنهم، كما لو كان ذلك ناتجاً من الكتب المقدسة. فليحرص الجميع إذاً في التعليم المسيحي وفي الوعظ بكلام الله على ألا يعلموا شيئاً لا يتلاءم مع الحقيقة الإنجيلية ومع روح الرّب يسوع المسيح.
علاوة على ذلك، أن الكنيسة التي تشجب الاضطهادات كلها ضد الناس أياً كانوا، تتأسف للبغضاء وللاضطهادات ولكل مظاهر معاداة السامية التي استهدفت اليهود في أي زمن كان وأيًّا كان مقترفوها... أضف إلى ذلك أنّ الرّب يسوع المسيح بمحبته الفائقة، قد قدَّم ذاته طوعاُ الى الآلام والموت بسبب خطايا جميع الناس لكي يحصلوا جميعهم على الخلاص، هذا ما تمسكت به الكنيسة ولا تزال. ويعود للكنيسة المبشّرة أن تبشر بصليب الرّب يسوع المسيح علامة لحب الله الشامل وينبوعاً لكل نعمة.