بقلظ
أنا من الجيلاللي كان بـ ياكل لما يجوع، ويشرب لما يعطش، ويدرس وهو صغير، ويشتغل وهو كبير، ويخطب قبل ما يتجوز، وبعد ما يتجوز يخلف.
وقت المرض كنا نروح لـ الدكتور، ولما نعوز نشتري هدومنروح محل ملابس، ونركب مواصلات عادية، والمستريح مننا يركب تاكسي، والواحد لما كان ربنا يكرمه أويكان يشتري عربية وكنا بـ نشوف كورة، وكل واحد يشجع ناديه، وينبسط لما يسجل هدف، ويزعل لما يدخل فيه جون.
المعايش كانت صعبة، والواحد كان بـ يتعب علشان يلاقي مجال يكسب منه قرش كويسيعرف يصرف منه على نفسه وعياله, كنا بـ نتحمل الحر في الصيف، ونتحمل البرد في الشتا، ونعاني من التقلبات في الخريف والتراب في الربيع.
كنا بـ نسمع أغاني جميلة، ونشوف أفلام حلوة، وكان فيه فنانين كتير بـ نحبهم، ونستنى اللي يقدموه، ونستمتع بيه.
إحنا أكتر جيل اتظلم، تعبنا، بس عرفنا نتحدى أيامنا، ونعيش فيها أحلى الأوقات
تقريبا اللي فات دا ملخص الكلام اللي بـ يقوله معظم الناس، أيا كانت أعمارهم، وأيا كانت الفترة اللي عاشوها، وأيا كان الوقت اللي بـ يقولوه فيه. لـ إنه بـ بساطة دي الحاجات اللي بـ يعملها كل الناس في أي زمان وأي مكان.
معظم الناس بـ يعيشوا أغلب فترات حياتهم حياة عادية، وحتى الفترات الاستثنائبة في حياة البشر بـ تبقى غريبة بس في أولها، لكن بـ سرعة بـ يلاقوا وسايل يعيشوا بيها حياة عادية في ظل الظروف الاستثنائية، زي الحروب أو الكوارث أو ما أشبه.
في حدود علمي ما كانش فيه أي حقبة زمنية خاصة أو مميزة عن إخواتها، سواء بـ الإيجاب أو السلب، طول الوقت الناس بـ تقاتل ضد الطبيعة من أجل العيش، وبـ تسعى لـ تحسين وضعها، وطول الوقت قدرتهم على الوصول لـ أهدافهم متفاوتة.
طول الوقت فيه ناس أغنيا جدا وناس فقرا جدا وبينهم درجات كتير. فيه ناس أصحاء وناس مرضى، فيه فن جيد وفن رديء، ودا مالوش علاقة بـ انتشار الفن أو الأدب، عادي، الجيد ممكن ينتشر وممكن لأ، والرديء ممكن ينتشر وممكن لأ، وكل زمن فيه كل حاجة.
اللي بـ يخلي كل واحد فينا يحس إنه الفترة اللي هو عاشها مميزة أو خاصة إيجابا أو سلبا مش أكتر من الغرور والأنانية اللي بـ يتميز بيهم الهومو سبيان بـ شكل عام، اللي بـ يخلوه يبص لـ كل حاجة بـ نضارته هو الشخصية، اللي هي نضارة الاستحقاق، اللي بـ تضخم وتفخم كل حاجة خاصة بيه، تحدياته هو تحديدا أيا كانت هي الأصعب، وإن انتصر فيها فـ هي المعجزة لا أقل، وإن خسر فـ هي أم المعاناة.
يا راجل! دا اللي عاش زيي طفولته في التمانينات بـ يعتبر بقلظ حاجة خارقة، راقية، فن عالي لا جه قبله ولا هـ ييجي بعده، مع إنه في الأول وفي الآخر بقلظ. عادي يعني، فـ القصد، كل واحد بـ يشعر في قرارة نفسه إنه فريد وإنه مفيش حد زيه، وهو فعلا مفيش حد زي حد بـ معنى يتطابق معاه، إنما في النهاية فاضية زي محملة وكله محصل بعضه، وكله فاني وما دايم إلا وجه الله.