في ذكرى الأسقف كلاريت.. اللاتينية: تفرغ للوعظ متجولاً في أنحاء إسبانيا
تحتفل الكنيسة اللاتينية، اليوم، بتذكار اختياريّ للقدّيس أنطونيوس ماريّا كلاريت، الأسقف ولد في إسبانيا عام 1807، سيم كاهنا وتفرغ للوعظ متجولاً في أنحاء إسبانيا، أسس جمعية المرسلين، انتخب أسقفاً لجزيرة كوبا، وعاد إلى إسبانيا وتحمل الكثير في سبيل الكنيسة حتى توفي بفرنسا عام 1870.
بهذه المناسبة، بثت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال القدّيس بولس: "أمّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح". كان أمرًا مدهشًا أن يبصر الأعمى منذ مولده النور في سِلوام؛ ولكن ما كان نفع ذلك لجميع العميان في العالم؟ كان أمرًا عظيمًا يفوق الطبيعة أن يقوم لعازر من بين الأموات بعد أربعة أيّام؛ لكنّ هذه النعمة لم تُفِد أحدًا سواه وحده، ولم تأتِ بأيّ منفعة لجميع الّذين ماتوا في العالم بسبب خطاياهم. كان أمرًا مدهشًا جَعل الطعام يدفق لإشباع خمسة آلاف رجل بخبزات خمس؛ ولكنّ ذلك لم يكن بشيء للّذين يُعانون في العالم من جوع الجَهل. كان أمرًا مدهِشًا تحرير امرأة قَيَّدَها إبليس منذ أكثر من ثماني عشرة سنة؛ ولكن ما نفع ذلك بالنسبة إلينا نحن كلّنا المقيّدين بسلاسل خطايانا؟
لكن، والحال هذه، فإنّ انتصار الصليب قد قاد إلى النور جميع الّذين أعماهم الجَهل، وحرّر كلّ الّذين جعلتهم الخطيئة أسرى، وافتدى البشريّة جمعاء. لا تَعجَب من أنّ العالم بأسره قد افتُدِيَ. فالّذي مات من أجل ذلك لم يكن إنسانًا فحسب، بل هو ابن الله الوحيد. "فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه؟" إن كان أبوانا الأوّلان قد أُلقِيا فيما مضى خارج الفردوس بسبب الشجرة الّتي أكلا من ثمرها، أفَلا يدخل المؤمنون اليوم الفردوس بسهولة أكبر بواسطة شجرة صليب الرّب يسوع؟ إن كان الإنسان الأوّل المجبول من تراب قد جلب الموت للجميع، أفلا يعطيهم ذاك الّذي جبله من تراب الحياة الأبديّة، بما أنّه هو نفسه الحياة؟