«لاتين مصر» يحتفلون بالقدّيس يوحنا الكابيستراني الكاهن
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بتذكار اختياري للقديس يوحنا الكابيستراني، الكاهن الذي ولد في كابسترانو في ايطاليا عام 1386.
درس القانون وعمل فترة في القضاء. ثم دخل رهبنة الآباء الفرنسيسكان وسيم كاهنا. فتفرغ للوعظ والرسالة في أنحاء أوروبا، ليقاوم الهراطقة ويُثَبِت المؤمنين في الحياة المسيحية. توفي في النمسا عام 1456.
وبهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية إنه صعدَ فرّيسيّ وعشّار إلى الهيكل ليصلِّيا، فبدأ الفرّيسيّ يعدّد فضائله كلّها، قائلاً: "الَّلهُمَّ، شُكرًا لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا العَشّار!".
ما أشقاكَ، أنتَ الذي تجرؤ على إصدار الأحكام على الأرض بأسرها! لِمَ تمعِنُ بإهانة قريبك؟ ما حاجتُكَ إلى أن تحكم على هذا العشّار، ألم يكفِكَ ما فعلتهُ بالأرض؟ لقد أصدرتَ اتّهاماتٍ بحقّ جميع البشر، بدون استثناء: "لستُ كسائر الناس... ولا مثل هذا العشّار؛ إنّي أصومُ مرّتين في الأسبوع، وأؤدّي عشرَ كلّ ما أقتني". كم من الادّعاء في هذه الكلمات! يا له من بائس!...
أمّا العشّار، فقد سمعَ جيّدًا هذه الكلمات، وكان بوسعه أن يجيبَ بهذه العبارات: "مَن تظنّ نفسك، أنت الّذي تجرؤ على توجيه مثل هذه الألفاظ المهينة بحقّي؟ ماذا تعرفُ عن حياتي؟ أنتَ لم تعِش قطّ في البيئة التي أعيشُ فيها، ولستَ من المقرّبين لي. لِمَ تُظهر هذا الكبرياء؟ ومن جهة أخرى، مَن يستطيعُ أن يُثبتَ حقيقة أعمالك الصالحة؟ لِمَ تمدح نفسك، وما الذي يدفعك إلى تمجيد نفسك بهذه الطريقة؟" لكنّه لم يُجِب بشيء، بل بالعكس، فقد سجدَ قائلاً: "اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ!" وقد بُرِّئَ لأنّه أظهر تواضعه.
غادرَ الفرّيسيّ الهيكلَ، محرومًا من الغفران، في حين أنّ العشّار ذهب، وقلبه متجدّد بالعدالة التي حظيَ بها. ومع ذلك، لم يكن هناك من تواضع، إذا استخدمنا هذا المصطلح عند انحناء أحد النبلاء؛ إذ، في حالة العشّار، لم يكن الأمرُ يتعلّق بالتواضع، بل بالحقيقة البسيطة، لأنّ ما قاله حقّ.