سفير ميثاق المناخ الأوروبى: التغيرات المناخية كابوس يهدد العالم
قال الدكتور مصطفى الشربيني- سفير ميثاق المناخ الأوروبي، إن التغيرات المناخية أصبحت كابوسًا يهدد العالم كله، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد على أن التغيرات المناخية هي قضية وجودية، وهي القضية الأولى التي تشغل العالم.
وأوضح خلال تصريحات خاصة لـ«الدستور» على هامش مؤتمر «الطريق للأخضر.. التغيرات المناخية وسبل المواجهة» الذي نظمته جمعية الشبان المسيحية بالإسكندرية، أن هذه الفاعلية تأتي ضمن توجيهات الرئيس السيسي لجميع مؤسسات الدولة استعدادًا لـcop 27، لافتًا إلى أننا أمام 3 قضايا متشابكة، وهي قضية التغيرات المناخية، ونقص الغذاء وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على ارتفاع الأسعار، وقضية المياه التي أصبحت في قلب التغيرات المناخية.
وأضاف أن مصر تصنف الدولة رقم 19، وتقع بالمنطقة الحمراء في التغيرات المناخية، بسبب موقعنا في بيئة جافة قاحلة، فضلًا عن طبيعة مصر وتواجد 3500 كيلو متر من الشواطئ المصرية على البحر الأحمر والمتوسط، مما يجعلها عرضة لأي اهتزازات أو تغيرات في المناخ، وهو ما يؤثر على المحاصيل، والصحة العامة.
وتابع أنه وفقًا لتقارير الهيئة الدولية الحكومية المعنية بالتغيرات المناخية، أن إقليم البحر المتوسط، تقل به إنتاجية المحاصيل الزراعية بداية من 15% حتى 2050، وهو ما يستدعي لتنفيذ خطط وإجراءات للتكيف لاستنباط بذور أخرى تقاوم درجات الحرارة وتؤدي إلى الإنتاجية الكاملة، لمحاربة نقص الغذاء في ضوء زيادة أعداد السكان ونقص الرقعة الزراعية، بسبب غزو المياه المالحة لجزء كبير من الدلتا.
وأشار إلى أن مؤتمر cop27، هو نقطة انطلاق لتنفيذ مشروعات التكيف، وفقًا لاتفاقية باريس والتي تستهدف 4 أشياء وهي تخفيض الدول العظمى من انبعاثاتها حتى عام 2030 بنسبة 45٪ فيما تصل بحلول عام 2050 إلى الحياد وهو صفر كربون، ولذلك أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وأطلقت عدة مبادرات منها مليون شاب متطوع للتكيف المناخي، مبادرة سفراء المناخ، التي نشرت الوعي للمجتمع المدني وتأسست من خلالها الاتحاد النوعي للمناخ الذي يقود المجتمع المدني حاليًا نحو مواجهة التغيرات المناخية، ونشر الثقافة المناخية.
وأوضح أن هناك 3 قضايا متشابكة لا بد من حلها وهي: التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها، والتنوع البيولوجي وفقدان النوع، حيث إن أكثر من 5 ملايين نوع مهددة بالانقراض، والقضية الثالثة هي التلوث البيئي وهذه القضايا يعالجها الاقتصاد الأخضر، وهو ما نفذه الرئيس السيسي بالاتجاه نحو التحول الأخضر، وأصبحت 35% من ميزانية مصر مشروعات خضراء بالإضافة إلى التحول في مجال الطاقة، حيث إن 42% من الطاقة ستصبح طاقة خضراء بحلول عام 2035، لنرى تحولًا كاملًا في التوجهات الاقتصادية بالطاقة المتجددة.
وأشار إلى أنه بجانب التغيرات المناخية والشق المائي وتأثير ذلك على مصر، هناك قضايا أخرى منها التمويل الإضافي، حيث تحتاج مصر وإفريقيا إلى تريليونات الدولارات لتستطيع السير في إجراءات التكيف، والصمود ضد التغيرات المناخية، حيث إن هناك 20 دولة صناعية تنتج 80% من غازات الاحتباس الحراري، فلا بد أن يكون هناك عدالة مناخية، بإعفاء الدول النامية والمتأثرة بالتغيرات المناخية من ديونها حتى تستطيع الصمود أمام التغيرات المناخية، حتى يتعافى اقتصادها ويصبح اقتصادًا قويًا قادرًا على الصمود أمام الكوارث المناخية، مناشدًا أن تطرح هذه القضية في مؤتمر المناخ القادم، لتوحيد الصوت الإفريقي وإعفاء الدول النامية من ديونها، وأن تتحلى الدول العظمي بمسئولياتها تجاه تلك القضية.