تفاصيل حفل مناقشة رواية «ليالى الهدنة.. مطارحات الألم» بأتيلية القاهرة
استضاف أتيلية القاهرة حفل مناقشة وتوقيع رواية "ليالي الهدنة.. مطارحات الألم"، والصادرة عن دار ميريت للنشر والتوزيع للكاتبة الروائية منى العساسي، والتي ناقشها الناقد والأكاديمي عادل ضرغام، والناقد والأكاديمي شريف الجيار، والكاتب والناقد الأكاديمي كمال مغيث، وأدارها الفنان أحمد الجناوالتي.
من جانبه قال الناقد والأكاديمي كمال مغيث: "الحقيقة أن رواية "ليالي الهدنة" لمنى العساسي هي واحدة من روايات كتابة المجتمع، فلاشك في كونها رواية صراع، هي اختارت الليل، وهذا يختلف عن النهار الوصفي أما الليل تكمن خطورته في أنه الوقت الذي يقابل فيه الفرد نفسه ويتأملها ويعيد حساباته ويقرر مواقفه، والهدنة دون إغراق، إنما معروف أن الهدنة حالة من السلام بين حربين".
وأضاف: “الهدنة عند منى العساسي لم تكن هدنة حقيقية وإنما أكثر ضراوة وأكثر صراعا وزخم شعوري أكبر من الحرب، والليل في الأدب معروف ومشهور مثل ليالي ألف ليلة القائمة على فكرة أن شهرزاد تحتفظ بسلام مع شهريار دون أن يقتلها عبر القص المستمر والتشويق، أما ليالي منى العساسي كان الصراع فيها هو الغالب فليالي منى العساسي استمرت أقل من 40 ليلة إلى أن انتهت بالقرار الشجاع”.
وتابع: “الرواية تتحدث عن ذلك الذي كان موجودا واختفى، والليالي كلها تسرد معاناتها من لوع واشتياق بجانب الرغبة في الحضور والمشاركة، والتأسي على وقت ضاع هل هذا الوقت كان جميل أم مفقود وفي الحقيقة أني كنت حاسس أنها تكتب وهي تمسك بسلك عريان طوال الوقت وفي الواقع أن من يكتب قصة عاطفية بياخد هدنة”.
واستكمل: “الرواية مليئة بصراع للأفكار فجعلتني ألهث خلف السطور، فلم تلجأ الكاتبة إلى الوصف فهي تعيش مع نفسها في حالة صراع فألفاظها كانت خاصة جدا في الليل ولهذا وهي داخل هذا البحر عيشت القارئ مع هذه الحالة تماما فهي فصحاها فصحى جميلة تنعجن بالعامية في بعض المواضع، كما تلجأ لتعبيرات لغوية خاصة مثل ضحك الضل وهناك تعبيرات منحوته مثل اشتقتك وكأن الاشتياق جارف لدرجة انها تعملها كلمة واحدة، لن يحبل سريرك بي مجددا، أو تحول الكلمات إلى شخوص فكلمة اشتياق بالنسبة للمشتاق مؤلمة أما بالنسبة للمشتاق إليه فهي كلمة سعيدة، وهي تأخذ القارئ إلى عالم سحري لا هو حسي تماما ولا هو رمزي تماما ولا هو حالة رضا مستمرة ولا هو غضب وتفكر، هل يمكن أن تكون للألفاظ ملمس هل يمكن ان تكون لها رائحة ولون فتتحدث عن لون السعادة ملمس الدهشة رائحة الخوف”.
وأكد مغيث على أنه "بالرغم من الإغراق في الرمزية والوجدانيه إلا أنه طوال الوقت ابحث عن الواقعية فاجدها تقول "نحن نتاج سلسة طويلة من الانتهاكات"، وأن كنت تسائلت هي اختارت أن الانتهاكات والاحباطات نتيجة الموقف الذي تعانيه البطلة إنما هو الكلام صحيح ولكن لعوامل كثيرة إيجابية وسلبية".
وتعتمد الرواية على فكرة السارد الوحيد، اللغة والأسلوب جاء راقيا ومناسبا رغم صعوبة الموضوع، ولذا جاءت الألفاظ والجمل في منتهى الحساسية وإذا جاز التوصيف فيمكن ان نصنف الرمزية، كما أن الجنس وتوظيفة كان شديد الروعة فلم تنزل إلى حالة من الاشتياق الشهواني وفي نفس الوقت لم يتحول الموضوع إلى حالة من الرومنسية التي ليس لها معنى لكن كان الاستخدام موظف ورائع وجميل واستمرت هذه اللهفة إلى أن قررت البطلة في النهاية إنهاء هذه الليالي.
واختتم مغيث: “أن ما كتبته منى العساسي هو شيء لافت للغاية فقد اعتمدت منى شيء مهم جدا في كتابتها في هذه الرواية فهي كتبت عن لحظة فقط استوقفتها فطوال هذه الرواية هي لحظة واحدة اعتمدت عليها في كل صفحات الرواية هذه اللحظة استطاعت أن تقبض عليها وأن تتفاعل معها طوال صفحات الرواية هذ الشد والجذ ب بين ماهية العلاقة بينها وبين الرجل الخمسيني، واستمر هذا الجدل في شد وجذب في حقيقة مشاعرها فكانت منى طوال النص كأصحاب الأعراف”.