أين الله من الشر الكوني؟.. أسامة الأزهري يجيب الملحد المنفجر نفسيا
قال الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف ومستشار الرئيس للشئون الدينية، إن الملحد المنفجر نفسيًا يظهر من منطلق أين الله من الشر الكوني؟، فيذهب إلى 3 احتمالات إما أنه لا يوجد إله أو يوجد إله غير عالم، أو يوجد إله شرير.
السبب في وجود قضية الشر الكوني
وأوضح الأزهري، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد الدريني، في برنامج "الحق المبين" المذاع على فضائية DMC، أن قضية الشر الكوني لا تتولد إلا عند إنسان يتصور أنه من يضع خريطة الوجود، يريد من الله أن يعمل وفق تصوره العقلي، والله يقول "لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض"، لافتًا إلى أن الإنسان لا يدرك المآلات والعواقب التي ستحدث عندما يريد أن يسير الكون وفق ما يتبدى له.
وأردف: "الله صاحب العلم المطلق أودع كل شيء في مكانه الصحيح، والإنسان كل فترة وجوده 60 سنة أو 70 سنة، هي لحظة عابرة في الزمن، وهذا الإنسان يقيس الأمور بمنظوره الشخصي، يدعي لنفسه أنه الأقدر على نسج تصور أمثل للكون، بينما لو ألقى نظرة من الخارج لعرف أن كل شىء ركب في مكانه الصحيح".
وقسم أسامة الأزهرين وجود الشر في الكون لشر قصدي وشر كوني، الشر القصدي هو الحرب والأزمات والتحرش والاغتصاب والمجاعات والأوبئة، أما الشر الكوني مثل الزلازل والبراكين.
أسامة الأزهري: الشر القصدي لازم من لوازم الإرادة الحرة للإنسان
وأوضح أنه بالنسبة للشر القصدي، فالملحد والمؤمن يرى ويعظم معنى الحرية للإنسان الحي، وإلا صاروا مجموعة روبوتات، الجميع يرى أفضلية أن تكون للإنسان إرادة واختيار، وحرية الإرادة ستقتضي حتمًا خطأ وصوابًا، قد تؤدي لإشعال حروب، وتدمير هائل في العالم، مثلما فعل هتلر، فإرادة شخصية لفرد أدت لدمار هائل طال العالم كله، مردفًا: "ما دام الحق خلق الإنسان على وصف الحرية تقبل معها وجود الشر القصدي".
وتابع: "الشر لازم من لوازم وجود الإرادة الحرة للإنسان، وإلا أصبح الإنسان مجبرًا على فعل الخير".
هل الزلازل والبراكين شر؟
أما الشر الكوني مثل الزلازل والبراكين، استعان الأزهري بقصة حكيم من الصين، لتوضيح مفهوم الشر، قائلًا: "يحكى أن من حكماء الصين، حكيمًا عاشقًا للخيول، فخرج حصان عزيز على قلبه، ولم يرجع، اجتمع أهل البلد ليواسوه على فقد الحصان، فقال لهم وما يدريكم أنه شر، لإيمانه أنه لا يلزم أنه شر، اصبروا وشوفوا المآل، بعد يومين عاد الحصان ومعه قطيع خيل بري، فجاء أهل البلد يهنأونه، فقال وما يدريكم أنه خير، أنا ساكن في الشر والخير، وعدت أيام، ابنه ركب الحصان العزيز على قلبه فانكسرت رجله، فالناس قالوا يا ريته ما رجع، فاجتمعوا إليه، قال لهم وما يدريك أنه شر، عدت الأيام جاءت غارة على البلد انتزعوا شبان القبيلة الفتيان وتركوا ابنه لأنه مكسور الرجل، وهكذا فإن الأمر يبدو ظاهره خيرًا أو شرًا لكن مآله قد يكون مختلفًا".
وختم: "لو أنك تقيس الأمور بنظرتك الحالية، اخرج خارج الزمن، وهذا الأمر مرده إلى عدم الحكم الجزئي واللحظي، وأن الخط الزمني يشمل الدنيا والآخرة، وحتمية وجود البعث، لأن الدنيا وحدها ليست صالحة لتفسير كل شىء، وإنما الإنسان الذي عانى في الدنيا يجازيه الله في الآخرة، ويأتي الإنسان الذي ظن أنه نجى بكل شروره وآثامه، بعد انقضاء العالم ولحظة البعث، يحاسب على أفعاله".
اقرأ أيضًا:
أسامة الأزهرى يوضح أسباب ظهور الإلحاد فى القرون الهجرية الأولى
أسامة الأزهري: الأزهر يسير على خطى «ابن عباس» عندما واجه الخوارج