«عن الجميل اللى هنا».. حكايات أشرف عبدالشافى مع محمد فوزى فى كتاب جديد
صدر حديثًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب «يا جميل ياللي هنا» للكاتب الصحفي والروائي أشرف عبدالشافي، وتصميم الغلاف للفنان عبدالرحمن الصواف.
الكتاب هو عبارة عن ذكريات مستعادة مع الألحان والعبقرية الموسيقية التي تجسدت في شخص المطرب والملحن الكبير محمد فوزي، وكعادته يدمج أشرف عبدالشافي ألحان الموسيقار الكبير في مواقف حياتية كان فوزي برغم غيابه شاهدًا عليها.
يقول أشرف عبدالشافي عن محمد فوزي: «هو لحن البهجة في حياتي، شخص لطيف يأتي إليك ـ وحدك ـ ليسعدك ويبهجك ـ وحدك ـ ويمضي كنسمة تنتظرها الروح كلما غابت، وكلما عاد تأتى روائح الأحبة».
وينتقل عبدالشافي دون أن يشعرك أنه انتقل من الأساس ليمزج ما بين ألحان الموسيقار وشخصيات أدبية كبيرة، فهناك مقال لمحمد مستجاب أعلن فيه عن عشقه للفنانة العبقرية «أ,دري هيبورن»، ونشر المقال في كتابه الشهير تنميل الدماغ، وفي لحظة من لحظات التجليات قام عبدالشافي وعلى إثر لحن فوزي باستدعاء مستجاب: «جاءني مرة وفى يده محمد مستجاب، كان يضحك وهو يغنى ليه بس يا قلبي تبص لفوق وينظر إلى مستجاب الذى كان قد بص لفوق جداً وسقط بجسده الممتلئ في غرام أودري هيبورون فاتنة هوليوود المحندقة كقطعة سكر، وفي ليلة لا تنسى جاء بحبيبتي زينات علوي فهي وليس غيرها التى شفايفها نفحة من الجنة بلون الورد والحنة، وكلامها ـ الشفايف يعنى ـ أحلى من المغنى، زينات جارحة القلب بعيون كأس يدور على الناس فيسكرهم، وفيها جمال وفيها دلال يحيرهم، زينات التي تعذبت وحدها رقصت في تلك الليلة !، داخت مع موسيقى فوزى وراحت تحكى ما جرى في أنشاص وما بعدها».
يأتي فوزي في كل الليالي الجميلة حاملًا ألحانه ليصبها في أذن «عبدالشافي»، فيترنح الأخير ويكتب: «كثيراً ما زراني فوزي بصحبة يحيى خليل على نغمة «أكابيلا.. كلمني.. طمني... وارحمني.. يوووم يا حبيبي، وكلما تجلى وسمعت صوته يسبقه على السلم بكلمات فتحي قورة صبري فرغ يا جميل.. والنفس مانعاني.. وما دام كتمنا الهوى.. يا كتر ما نعانى عايز أقولك بحبك، بس منعانى .. أعرف أن الفنان صبري فواز بصحبته فلا يغنيها إلا وطيف صداقتي القديمة مع الصابر الفواز يمر أمامي فقد سمعتها بصوته ذات ليلة شتوية مطلع التسعينات، فنقضى الليلة سويا ونحكى ويطيب المزاج فنسمع " طير بينا يا قلبي ولاتقوليش " ونطير جميعا مع نجمنا المصري محمد صلاح وحكاياته فى بلاد الإنجليز، ويأتى الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذى كان عاشقا لليفربول ومغرما بمارادونا الذى يشبه الشاعر محمود درويش بالنسبة له، ونتخيل لو كان موجوداً وهو يشهد اللحظة ارتدى فيها صلاح تي شيرت ليفربول، وليست كل الليالى مبهجة، فقد سمعت من فوزى "ياليالي الشوق فاض منى الشوق على بر الشوق رسيني.. أنا ليا نصيب وإن كان لي نصيب.. حلاقيه في الغيب مستنيني.. رسيني رسيني، لكنه في المرة الأخيرة أخذني مع كلمات حسين السيد إلى ثلاثة بحور هادئة لدرجة الحزن والشجن، فإن وصلت إلى بحر محمود مرسى حذفتني نظرة عينيه القوية الهادرة إلى بحر الست أمينة رزق التي أراها جالسة وحيدة على شاطئها الناعم الطيب فنبكى سويا حتى أسمع صوت الفتى صلاح السعدني يضحك مهوناً من الأمر فيأخذنى معه إلى أقرب محطة من عمرى وأيامى وأرى صورة محمد فوزى تزين الحائط فنبتسم لبعضنا البعض ويمد يده ونعبر.. ورائحة البحور الثلاثة تملأ رئتي».
وفي النهاية وإن كان الكتاب يحكي مستوحيًا ألحانًا كثيرة لفوزي فإنه في النهاية يدور على أجزاء كثيرة من شخصيات شهيرة كان لعبدالشافي لقاء معها بحكم عمله ككاتب صحفي بالأهرام، ومن هنا فإن الكتاب ليس فقط حكايات واستعادة ذكريات، إنما هو يبحث في عالم موسيقار عظيم يسمى محمد فوزي.