ميجيل أنخل أستورياس روائى حقق عناصر الواقعية السحرية
ميجيل أنخل أستورياس، الروائي والشاعر، الحاصل علي جائزة نوبل للآداب في العام 1967، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1899، ويعد واحدا من أوائل كتاب أمريكا اللاتينية الذين تناولوا الهم العام في بلدانهم، خاصة جواتيمالا التي ينتمي إليها أستورياس.
ومن أعمال ميجيل أنخل أستورياس الروائية: الريح القوية، السيد الرئيس، بشر الذرة، البابا الأخضر، أساطير من جواتيمالا، العاصفة، عيون المدفونين، خلاسية ما، رامة الشحاذ، اللص الذي لا يؤمن بالسماء وغيرها.
ومن أعماله الشعرية: “رسائل هندية”، “سهرات ربيع نيرة”. وله مجموعة قصصية بعنوان “مرآة ليداسال وقصص أخرى”، “رومانيا اليوم”.
ولد ميجيل أنخل أستورياس في جواتيمالا، وبعد أن أتم دراسة الحقوق، سافر إلي باريس في الثلاثينيات حيث درس في السربون ديانات الهنود الحمر قبل فتح كولمبوس للقارة، وهناك ألف كتابه الأول “أساطير من جواتيمالا”، والذي كتب مقدمته الكاتب الفرنسي بول فاليري، تعرض فيه لبلاده قبل الغزو وبعده.
عاد ميجيل أنخل أستورياس، إلي جواتيمالا عام 1933 ومعه مخطوطة روايته “السيد الرئيس”، والتي لم تنشر إلي عام 1946 بسبب الأوضاع السياسية التي كانت تحول دون التعرض لديكتاتورية “استرادا كابريرا”، التي كان قد مر عليها أكثر من نصف قرن.
شغل ميجيل أنخل أستورياس، منصب ملحق ثقافي بسفارة جواتيمالا في المكسيك سنة 1946، ثم وزير مستشار بسفارة جواتيمالا في الأرجنتين سنة 1947 حيث تزوج “بلانكا مورا أي أروجو”. ثم تنقل بين مناصب دبلوماسية وسياسية أخرى حتى سقوط حكومة أربنز الديمقراطية فلجأ إلي الأرجنتين سنة 1957. وطيلة أعوام المنفى أقام في الصين ورومانيا وإيطاليا وفرنسا التي عاد إليها سنة 1966 سفيرا لحكومة مونتينجرو، وفي السنة نفسها حصل علي جائزة لينين للسلام، أعقبتها جائزة نوبل للآداب في العام 1967.
ــ معاينة الحياة بكل مظاهرها في “البابا الأخضر”
تصور رواية “البابا الأخضر” للكاتب ميجيل أنخل أستورياس، الصراع بين العقلانية الأنجلوسكسونية وبين الروح الأسطورية الهندية أو سكان أمريكا الأصليين، في سرد روائي لم يتعرض إليه بمثل هذه القوة والعمق من قبل، بحسب المترجم محمد علي اليوسفي.
تتمحور رواية "البابا الأخضر"، حول شاب أمريكي طموح، يتردد بين مهنة القرصنة، ومهنة أخري أكثر نفعا هي زراعة الموز، في جمهورية صغيرة وسط أمريكا اللاتينية، والتي كان قد بلغ شاطئها ذات يوم.
ويشير مترجم رواية “البابا الأخضر”، محمد علي اليوسفي، إلي أن أهمية هذه الرواية، تكمن في غني الفصول وحركة الشخصيات الواقعية، خصوصا في معاينة الحياة بكل مظاهرها من الصراعات العائلية الصغيرة إلي الصراعات الكونية.
ــ هكذا رصد أستورياس الصراع بين العقل واللا عقل
وعن رواية “بشر الذرة”، فهي نموذجية في وصفها هذا التناقض بين العقل واللاعقل، حيث ترسم لنا كيف أن الهنود يزرعون الذرة لكي تشكل غذاءهم، بينما يزرع البيض والخلاسيون الذرة لمجرد أن يبيعوا منتوجها إلى الشركات الاحتكارية.
ومن هنا لم يكن غريباً أن يقول عنها ماريو بارجاس يوسا إنها أشد روايات أستورياس غموضاً فهي التي "تحيّر" القارئ الديكارتي العقلاني لأن الفوضى التي تهيمن عليها مستقاة مباشرة من العقليات البدائية التي تعكسها "أساطير جواتيمالا" مبرزة بصورة مستمرة نوعاً من التهجين بين العقل واللاعقل، التاريخ والأسطورة، المنطق والحنون واليقظة والحلم، أي كل تلك العناصر التي تتشكل منها الواقعية السحرية في أقوى تجلياتها. فعن أي شيء تتحدث هذه الرواية "التأسيسية"؟ عن كل شيء بالتأكيد.