مقتل 8 أشخاص فى حريق ومواجهات سجن إوين فى إيران
ارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا في الحريق والمواجهات التي وقعت في سجن «إوين» في إيران، في نهاية الأسبوع، إلى ثمانية، وفق السلطات الإيرانية، في وقت تتواصل الاحتجاجات الشعبية في البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني قبل شهر.
وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، إن أربعة سجناء توفوا في المستشفى "نظرا لتراجع وضعهم الصحي، ما يرفع العدد الإجمالي لضحايا الحريق والمواجهات بين السجناء إلى ثمانية أشخاص".
وكانت السلطات قد ذكرت، الأحد، أن وفاة الأربعة ناجمة عن استنشاق الدخان.
وأكد الموقع أن القتلى الثمانية هم "من المحكومين بجرائم سرقة".
وأفاد مصدر أمني، الأحد، بأن "اضطرابات ومواجهات وقعت ليل السبت في قسم احتجاز المجرمين في سجن إوين"، ووقع "إشكال بينهم وبين عناصر السجن"، وقام "البلطجية بإضرام النيران في مستودع للألبسة في السجن، ما تسبب بحريق".
وأكدت السلطات الإيرانية أنّ الوضع عاد "تحت السيطرة" في السجن الذي يعتقل فيه أيضا سجناء سياسيون وناشطون وأجانب.
وأظهرت صور بثّتها وسائل إعلام محلية ألسنة لهب ودخانا كثيفا يتصاعد من المجمّع الكبير مساء اندلاع الحريق.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" إنّ هذه الأحداث "لا علاقة لها" بالاحتجاجات التي أعقبت مقتل مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي دخلت أسبوعها الخامس على الرغم من حملة القمع التي خلّفت 108 قتلى على الأقل، وفقاً لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران" (آي إتش آر) التي تتخذ من أوسلو مقرا.
وشكّكت المنظمة في رواية السلطات، وقالت: "بالنظر إلى كذب المسئولين الذي بات طبيعياً، لن نقبل التفسيرات الرسمية"، مشيرة إلى أنها تلقّت تقارير تفيد بأنّ حرس السجن شجّعوا السجناء أثناء القتال فيما بينهم.
وفي مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كان في الإمكان سماع طلقات نارية وأصوات انفجارات في محيط السجن مساء السبت.
وأرسل مئات من الأشخاص الذين اعتُقلوا خلال الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني إلى سجن إوين، الذي يوصف أحيانا بـ"جامعة إوين"، بسبب العدد الكبير من المثقّفين المحتجزين فيه.
وبعد الحريق، أعربت منظمات غير حكومية والولايات المتحدة عن قلقها على السجناء، لكنّ العديد من المعتقلين الأجانب تمكّنوا من التواصل مع عائلاتهم.
وقال هادي قائمي، مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران" الذي يتخذ في نيويورك مقرا، "السجناء وبينهم السجناء السياسيون لا يملكون وسائل للدفاع عن أنفسهم" داخل إوين.
وشددت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، على أن "من واجب السلطات الإيرانية القانوني أن تحترم حياة جميع السجناء وتتولى حمايتها".
ويضم سجن إوين سجناء أجانب بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، والمواطن الأميركي سياماك نمازي، الذي قالت عائلته إنه أعيد إلى إوين هذا الأسبوع بعد فترة إفراج موقت.
وطلب مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل من السلطات الإيرانية لزوم "أقصى قدر من الشفافية"، فيما يستعدّ الاتحاد الأوروبي لإقرار العقوبات على إيران الاثنين.
وحذّرت الولايات المتحدة من أنّ "إيران تتحمّل المسئولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين ظلماً، والذين يجب إطلاق سراحهم على الفور".
وقالت فرنسا إنها تتابع "بأكبر قدر من الاهتمام" مصير الفرنسيين "المعتقلين تعسّفياً" في إوين.
وتجمّع عدد من أفراد عائلات سجناء خارج إوين، مساء الأحد، مطالبين بالحصول على معلومات عن أوضاع أقربائهم، وفق ما ذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران.