كيف أثرت الحرب «الروسية ـ الأوكرانية» على العملات العالمية؟
تأثر العالم بالحرب الروسية الأوكرانية إذ شهد العامين الماضيين عدد من الأزمات التي لحقت بدول العالم، وكان أبرزها جائحة فيروس كورونا ومن ثم أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي أثر سلبًا على القطاعات الاقتصادية وسلاسل الإمداد العالمية.
ومؤخرًا تعيش كبرى الدول الآن في حالة من التضخم والركود، إذ تراجعت العملات الأوروبية في ظل مواجهة المنطقة لأكبر أزمة أمنية منذ الحرب العالمية الثانية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
اليورو يهبط لمستويات غير مسبوقة
وهو ما ظهر واضحًا في العملة الرسمية لقارة أوروبا "اليورو" الذي هبط إلى 1.3%، مسجلاً أكبر انخفاض منذ تفشي الوباء في مارس 2020، في حين خسرت العملات الإسكندنافية التي تتجنب المخاطرة أكثر من 2%.
وقد فقدت العملة الأوروبية الموحدة الآن جميع مكاسبها بعد الغزو الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، وتشديد السياسات للتعامل مع التضخم المالي الذي بلغ بالفعل أعلى مستوياته منذ عقود.
حتى أنه الآن يتم تداول اليورو عند أدنى مستوى له عند 1.1155 دولاراً، وهو في أضعف مستوياته هذا الشهر.
الجنيه الاسترليني يخسر 1.5% من قيمته
الخسارة طالت أيضًا عملة الجنيه الإسترليني الذي خسر 1.5% من قيمته مقابل الدولار، بحسب ما أكدته صحيفة The Daily Telegraph البريطانية.
وتراجعت عملة الجنيه الإسترليني إلى أن أصبحت تساوي 1.12 دولار، الأمر الذي جعل بنك إنجلترا يتدخل وينفق حتى الآن 65 مليار جنيه إسترليني بما يعادل 74 مليار دولار لشراء السندات لدعم السوق، وذلك بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية.
انخفاض قيمة الروبل الروسي
وكذا الحال بالنسبة لعملة روسيا التي انخفضت الى مستوى غير مسبوق حيث أعلن كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن حظر أصول البنك المركزي الروسي، انخفض الروبل بمعدل 27٪ منذ بداية عام 2022 وتم تداوله بأكثر من 100 روبل للدولار.
كرواتيا واليابان
أما فى كرواتيا، فإن معدلات التضخم تتسارع بشكل ملحوظ اذ أبلغ مكتب الإحصاء الحكومي في كرواتيا عن تسارع التضخم بمعدل 12.8% على أساس سنوي، وهو رقم قياسي مطلق في تاريخ الاقتصاد بكرواتيا.
ارتفعت أسعار المنتجات الغذائية الأغلى في البلاد 19.1 %، وجاءت في المرتبة الثانية الخدمات الفندقية والأسعار في المطاعم 17.3 %، وتم إغلاق المراكز الثلاثة الأولى من حيث نمو التكلفة من خلال الأثاث والأجهزة المنزلية وصيانة المنزل 15.7 بالمائة.
وفى اليابان وصل الين الياباني إلى أدنى مستوى له فى 32 عامًا مقابل الدولار الأمريكي، بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أنه انخفض الين إلى 147.66 مقابل الدولار الأمريكي، قبل أن يستعيد بعض قوته. وفي خطوة نادرة الشهر الماضي، أنفقت اليابان ما يقرب من 20 مليار دولار لدعم العملة المتعثرة في البلاد.
سلاح العملات الرقمية
يذكر أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا عظمت من استخدام العملات الرقمية مثل البيتكوين، وهي أحد الأسلحة الحديثة التى تستخدم فى الحرب الروسية الأوكرانية فلم يسبق استخدامها في الأزمات من قبل.
إذ سبق وقبلت أوكرانيا تبرعات لجيشها واستطاعت أن تجمع 35 مليون دولار من التبرعات بتلك العملات وذلك مع استمرار العملية العسكرية الروسية بالعملات المشفرة.