على طريقة جونسون.. مخططات للإطاحة بليز تراس من رئاسة الحكومة البريطانية
كشفت تقارير بريطانية، السبت، عن أن رئيسة الوزراء ليز تراس تكافح من أجل البقاء في منصبها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تهدد المملكة المتحدة والتخبط الذي تعاني منه الحكومة الجديدة.
وتحت عنوان "تراس تكافح من أجل البقاء"، قالت صحيفة "ذي تايمز" إنه بعد يوم على إقالتها وزير المال، كواسي كوارتنغ، حمّلته مسئولية الاضطرابات في الأسواق التي أحدثتها ميزانيته في 23 سبتمبر.
كما تمت الإطاحة برئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، في يوليو الماضي، من رئاسة الحكومة بعد حشد عدد من نواب حزب المحافظين ضده بسبب فشله في الملف الاقتصادي.
مخططات للإطاحة بليز تراس
فيما ذكرت "ذا تايمز" و"تليجراف"، وغيرهما من الصحف، أن نوابا في حزب المحافظين الذي تنتمي إليه الحكومة ما زالوا يخططون للإطاحة بتراس، وهو أمر قد يحدث في غضون أيام، في ظل تدهور موقع الحزب في استطلاعات الرأي منذ تولت المنصب خلفا لبوريس جونسون في السادس من سبتمبر.
وأقالت «تراس» وزير المال كوارتنغ بعد ساعات على عودته السريعة من اجتماعات مالية دولية في واشنطن، وتراجعت عن نقطة أساسية أخرى في برنامجها فزادت الضرائب على أرباح الشركات بشكل كبير.
وأفاد كريستوفر تشوب، وهو نائب محافظ موالٍ لتراس، لمحطة "بي بي سي": "أشعر بخيبة أمل كبيرة".
وقال إن تصرّفات تراس الجمعة كانت "غير منسجمة إطلاقا مع كل ما دافعت عنه رئيسة الوزراء عندما تم انتخابها".
بدوره، رأى زعيم المحافظين السابق، وليام هيغ، أن بقاء تراس في منصبها بات "معلّقا بخيط"، بينما لفت وزير المال السابق فيليب هاموند إلى أنها "أهدرت سنوات وسنوات من العمل المضني" لبناء سجل الحزب في الكفاءة الاقتصادية.
لكن مع تقدّم حزب العمال المعارض في الاستطلاعات، حذّر وزير شئون ويلز، روبرت باكلاند، زملاءه المحافظين الذين ضاقوا ذرعا بتراس من الإطاحة بها بعد مدة قصيرة من إطاحتهم بجونسون.
وقال لإذاعة "بي بي سي": "أعتقد أنه إذا بدأنا بالتخلي من دون أخذ العواقب بعين الاعتبار ورمينا برئيس وزراء جديد إلى الذئاب، فسنواجه المزيد من التأخير والجدل وعدم الاستقرار".
تراس تتراجع عن خططها الاقتصادية
وفي مؤتمر صحفي عقدته في داونينغ ستريت، وكان الأول لها منذ خلفت بوريس جونسون، قوبل أداؤها بانتقادات واسعة، إذ فشلت في تهدئة الأسواق.
واكتفت «تراس» بالإجابة عن أربعة أسئلة فقط بينما كانت تتلفت بتوتر وترد بإجابات مقتضبة.
وأصرّت على أنها تصرّفت بشكل "حاسم" عبر إقالتها كوارتنغ بهدف تحقيق "الاستقرار الاقتصادي"، لكن الجنيه الإسترليني عاد ليتراجع مجددا في أسواق العملات، بينما شهدت أسواق السندات في المملكة المتحدة اضطرابات مرة أخرى.
ولدى سؤالها عن سبب عدم استقالتها، قالت تراس إنها "عازمة تماما على المضي قدما بما تعهّدت به".
لكن مع تخليها عن تعهّداتها الاقتصادية اليمينية التي أوصلتها إلى زعامة الحزب المحافظ في مواجهة خصمها ريشي سوناك، واجهت «تراس» انتقادات متزايدة بأن مصداقيتها السياسية انهارت.
وحذّر وزير المال البريطاني الجديد جيريمي هانت، في وقت سابق اليوم السبت، من زيادة مقبلة للضرائب، بينما أقر بارتكاب سلفه "أخطاء" في موازنة كارثية كشف عنها الشهر الماضي وما زالت تهدد بالإطاحة برئيسة الوزراء ليز تراس.
وأشار الوزير الجديد جيريمي هانت إلى أنه سيتخلى عن الاستراتيجية التي أوصلت تراس إلى رئاسة الحكومة.
وقال هانت، الذي شغل منصب وزير الخارجية في الماضي ويعد من المحافظين الوسطيين: "كانت هناك أخطاء".
ولفت إلى أن كوارتنغ ورئيسة الوزراء ارتكبا خطأ في محاولتهما خفض ضرائب الأعلى دخلا، وبعرضهما الموازنة من دون انتظار توقعات مستقلة من مكتب "المسئولية عن الموازنة".
وقال هانت، لـ"سكاي نيوز": "اعترفت رئيسة الوزراء بذلك، لهذا السبب أنا هنا".