الشباب.. وقضية التغيرات المناخية فى الحوار الوطنى
فى الخامس من سبتمبر انطلقت «قافلة الشباب والمناخ» من وزارة الشباب والرياضة لتجوب محافظات مصر من أجل التوعية بالتغيرات المناخية والآثار السلبية الناتجة عنها، وذلك فى إطار الإعداد لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوب ٢٧»، الذى تستضيفه مصر فى شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل ٢٠٢٢.
ولقد صرّح جيرمى هوبكنز، ممثل «اليونيسف» فى مصر، بأن أزمة المناخ عرّضت الأطفال فى كل قارة لمخاطر مناخية من موجات الحر والجفاف إلى الأعاصير والفيضانات، بالإضافة لزيادة مستويات التلوث فى الماء والهواء، مما يجعلنا قلقين للغاية، وأضاف ممثل «اليونيسف» بمصر: «إننا فخورون بأن نكون جزءًا من قافلة الشباب من أجل المناخ، التى تسافر عبر المحافظات المختلفة للاستماع إلى الأطفال والشباب للتعبير عن أفكارهم وتوصياتهم حول ما يمكننا القيام به للتخفيف والحد من إطار تغير المناخ».
إننا فى حاجة إلى استمرار التوعية بالتغيرات المناخية طوال السنوات المقبلة وليس فقط فى فترة المؤتمر الذى تستضيفه مصر، حيث إنه فى حلقة نقاشية، تم عقدها الأربعاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢ فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان «إدراك المواطنين بالتغيرات المناخية»، يقول النائب البرلمانى السابق عبدالحميد كمال: «كشفت نتائج الحلقة عن مجموعة من المؤشرات المهمة، منها أن ٢٥٪ فقط من الشعب المصرى سمعوا عن تغير المناخ، وأن المواطنين يفسرون التغيرات المناخية بأنها ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، والبعض عنده فكرة بسيطة عن أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يسبب ثقب الأوزون»، وأشار إلى أن الحلقة النقاشية انتهت بعدد من التوصيات المهمة، منها إضافة موضوع التغيرات المناخية فى المناهج الدراسية، وتوعية المواطنين بالسلوكيات التى تسهم فى مواجهة تغير المناخ، بجانب الاهتمام بزيادة المساحات الخضراء، وفصل المخلفات وتدويرها.
ولقد أوضح الدكتور زكريا فؤاد، الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث، فى أحاديثه عن المناخ، عدة نقاط مهمة، منها المؤشرات الدالة على التغيرات المناخية وهى ذوبان الجليد، وارتفاع درجة الحرارة، وزيادة متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر، والأمواج العالية، وتغيرات فى الشعاب المرجانية، وزيادة فى درجة حرارة البحار والمحيطات، وتآكل الشواطئ، وتغيرات فى أنماط تساقط الأمطار والثلوج، بجانب العواصف والأعاصير، وكثرة حرائق الغابات.
وأضاف الدكتور فؤاد أن كل ذلك يؤدى إلى التأثير على صحة الإنسان فى كل أنحاء العالم وإلى ظهور أمراض جديدة لم تكن موجودة، بل وعودة أمراض أخرى، نتيجة لهجرة الحيوانات والطيور والحشرات من موطنها إلى مواطن أخرى.
كما أشار الدكتور فؤاد إلى أن للاحتباس الحرارى آثاره على زيادة التصحر والجفاف مما يؤدى لفقدان الأراضى الصالحة للزراعة، وبالتالى يؤثر ذلك على الأمن الغذائى العالمى مسببًا المزيد من المجاعات، وأوضح أن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية، فى حين أنه يسهم فى زيادة معدلات الأكسجين وخفض انبعاثات الكربون.
ومن المعروف أنه حتى الآن لم تفِ الدول الصناعية الكبرى بالتزاماتها تجاه الدول النامية من أجل تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والاحتباس الحرارى، وآثاره على توزيع المياه والتصحر وجفاف مناطق كثيرة فى الوطن العربى وإفريقيا.
إننا نطالب الدول الكبرى «المسببة لتلوث المناخ» بالوفاء بالتزاماتها ناحية دول الجنوب ودعمها للتغلب على الصعوبات المناخية، كما أننا بحاجة إلى مزيد من المبادرات، وتحسين التعاون متعدد الأطراف فى مجال التمويل، نظرًا للحاجة لتوفير مبالغ مالية ضخمة للتصدى للتغيرات المناخية والمخاطر البيئية.
إن للشباب دورًا كبيرًا فى مواجهة التغيرات المناخية التى تؤثر على مستقبل البشرية وعلى عوامل استمرار الحياة على الكرة الأرضية.
وفى النهاية أشير إلى أهمية إدراج قضية التغيرات المناخية والبيئية ضمن قضايا الحوار الوطنى، ودور مؤسسات الدولة والجمعيات الأهلية والشباب فى مواجهة تحديات التغير المناخى من أجل مستقبل أفضل للبشرية.