خيانة صديق قادته للعالمية.. «كافكا» روائي لم يعلم بنجاحه
مبدع عالمي لم يكن يرى في نفسه الموهبة وقرر إحراق 90% من كتاباته وأوصى صديقه “ماكس برود” بحرق رواياته الثلاثة “المسخ، والمحاكمة، والقلعة” غير أن صديقه لم يفعل.
الألماني «كافكا» أحد الأدباء العالميين الذين غيروا مسيرة الأدب العالمي، فكانت خيانة صديقه هي التي شهرته وحصل بموجبها على كل هذه الضجة التي حدثت في العالم، ومن هذه الروايات عرف العالم قيمة «كافكا» ولكن بعد موته، ومن هذه الروايات وبعد انتشارها كانت هناك كتابات أخرى مثل رسائله إلى محبوبته ميلينا.
ولد الكاتب الألمانى فرانس كافكا، فى الثالث من يوليه 1883 وتوفى فى الثالث من يونيه 1924، وعلى مدار 40 عامًا عاش فرانس كافكا التشيكى الأصل، فترة مرهقة جدًا، فقد ولد لرجل عصامى غير أنه لم يكن عطوفًا بابنه مما قلب حياته رأسًا على عقب وجعله يرى الحياة من منظور أسود.
انتقل كافكا مع أسرته الى براغ فدخل مدارسها حتى أنهى دراسته بالجامعة فى القانون . ثم عمل فى احدى شركات التأمين وكان موظفا ناجحا غير ان مرض السل أقعده عن العمل .
كافكا والكتابة
كان فرانس كافكا، منذ نعومة أظافره مهموما بالكتابة يود من خلالها رصد حالة العالم الذى يراه قاتما ولم يفكر فى تجميل هذا العالم اول تقديم حلول لمشاكله . لذا جاءت كتابات كافكا سوداوية دون نقاط بيضاء .ولهذا لقبوه برائد للكتابة الكابوسية .
أسلوب كافكا فى الكتابة
كان فرانس كافكا متسقًا مع ذاته فى أسلوبه الأدبى وتقنياته السردية المنسجمة مع افكاره وقناعاته، لذا لم يجمل العالم فكان أسلوبه صادمًا.
واستخدم «كافكا» الواقعية العبثية من خلال أبطاله الذين يتعرضون لموقف غريب وغير مفهوم يحيل حياتهم إلى جحيم دون ذنب او جريرة وهذا ما سنوضحه من خلال استعراض رواياته “المسخ -المحاكمة - القلعة - رسائل الى ميلينا”.
المسخ
فى روايته الأهم المسخ . يحكى كافكا عن شاب يدعى جريجور يقوم على خدمة والديه وشقيقته . حيث كان يعمل بنقل البضائع من مكان إلى ٱخر كى يسدد ديون والده وينفق على أخته فى معهد الموسيقى . ودون سابق انذار استيقظ جريجور فوجد نفسه قد تحول إلى حشرة.
استطاع كافكا ان يجعلك ترى جريجور بعد ان تحول إلى مسخ فتتعايش معه وتعطف عليه إلى أقصى درجة، غير ان اهل جريجور المسكين أمروا بإلقائه فى صندوق المهملات.
أراد كافكا من رواية المسخ ان يقول إن أحدا ليس معك ، حتى وإن كنت شخصا جيدا ، فإذا المت بك مصيبة سينفرك العالم وبخاصة أهلك الذين ضحيت بكل شىء فى سبيل اسعادهم .
المحاكمة
فى روايته المحاكمة أراد كافكا أن يقول إن العالم يتٱمر عليك دون جريرة .
وتحكى الرواية عن شاب يدعى جوزيف استيقظ من نومه فوجد أفراد الشرطة فوق رأسه يخبروه بأن رهن الاعتقال، ثم تتشابك أحداث الرواية ليقضى البطل عام كامل فى محاولة البحث عن القضية التى وضع رهن الاعتقال بسببها غير أنه لم يعرف.
ربما أراد كافكا أن يوضح لنا مدى الظلم الذى يتعرض له الانسان فى المحاكمات الهزلية التى لا تحقق عدلا ولا يأتى من ورائها خير.
القلعة
أراد كافكا ان يقول فى روايته القلعة ان الاغتراب الذى يشعر به الانسان حتى وإن كان بين أبناء جلدته قاتلا ، وان هذا الاغتراب يكون بسبب الطمع وعدم التفاهم وغياب الانسجام . لذا عانى بطل القصة والذى نزل إلى احدى القرى بهدف مسح الأراضى لكنه وجد كل شىء يقف ضده.
رسائل إلى ميلينا
حتى فى الحب لم يكن كافكا يكتب ما يشى بالفرحة والسعادة بل كان سوداويا الى أبعد حد ، كان يتحدث الى حبيبته ميلينا وهى صحفية ومترجمه تشيكيه اتفقت معه على ترجمت اعماله من الألمانية الى التشيكية . وكان كافكا برغم حبه لها يستصغر نفسه أمامها لدرجه أنه قال لها فى احدى رسائله .
ميلينا انت بالنسبة لى لست امرأة انت فتاة لم ار مثلها ابدا من قبل ، لست أظن أننى ساجرؤ ان اقدم لك يدى ايتها الفتاة ، تلك اليد الملوثة المعروقة والمهتزة المتردة التى تتناوبها السخونة والبروده.
وانهى كافكا رسالته بقوله اذا خطوت نحوى سوف تنزلين إلى الهاوية .