عضو اللجنة الباباوية للتاريخ: عبد الله النديم رفض إدخال الدين ضمن مقومات الوطنية
أطلق ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، دراسة بمناسبة ذكرى عبد الله النديم، خطيب الثورة العرابية.
قال خلالها إنه يمثل الخطيب والمفكر الكبير عبد الله النديم حلقة هامة في تاريخ الحركة الوطنية في مصر. أما عن عبد الله النديم نفسه، ولد في 10 ديسمبر 1845 بالإسكندرية من أسرة فقيرة، وتعلم في الكتاب حيث كان يوجد معلم قدير علمه مباديء الخطابة والإنشاء، كما شجعه على القراءة والاطلاع. ثم نزح إلى القاهرة حيث عمل عامل تلغراف، وتأثر بجمال الدين الأفغاني كثيرا، ثم تحول إلى العمل الصحفي، فكتب عدة مقالات للمحروسة، والعصر الجديد ومصر والتجارة.
وفي عام 1881 بدأ في نشر جريدته الخاصة "التنكيت والتبكيت" ثم "الطائف"، وناصر الزعيم أحمد عرابي، ولما تزايد نشاطه السياسي تم نفيه إلى يافا لمدة سنة حتى دعاه الخديوي عباس حلمي الثاني للعودة إلى مصر، وخلال الفترة من (1892- 1893) نشر مجلة "الأستاذ" فاتهمته السلطات البريطانية بالتعصب، وتم نفيه للمرة الثانية إلى اسطنبول، حيث الحقته الحكومة العثمانية بوزارة التعليم، وبعد ذلك عمل مفتشا للمطبوعات، حتى توفي هناك في 11 أكتوبر 1896 عن عمر يناهز 54 عاماً.
وبالرغم من وفاته في سن مبكرة إلا أنه أثرى المكتبة المصرية بالعديد من المؤلفات القيمة، ولكن تم فقد جزء كبير منها ثم تمكن شقيقه عبد الفتاح نديم بالاشتراك مع صديقه محمود أفندي واصف من جمع ما تبقى من مؤلفاته وطبعوه في كتاب بعنوان “سلافة النديم في منتخبات السيد عبد الله النديم”.
أما عن قائمة مؤلفات عبد الله النديم ؛ يذكر الدكتور "علي الحديدي " في كتابه "عبد الله النديم خطيب الوطنية " انه لا يمكن تحديد عدد الكتب التي ألفها النديم بكل دقة ؛ فلقد ضاع الكثير منها وهي مازالت مخطوطة ؛ولكن من واقع المؤلفات التي وصلت الينا بالفعل قام الدكتور الحديدي بتقسيمها الي ست مراحل هي :-
أولاً: المرحلة الأولى منذ نشأته حتي آخر عام 1878
1- ديوان شعر صغير وهو مفقود
2- ديوان شعر متوسط وهو مفقود أيضا
3- مجموعة كبيرة من الرسائل الأدبية كتبها في صباه نذكر منها "لواء النصر في أدباء العصر" – "التنور المسحور في المفاخرة بين السفينة والوابور" – "طالع الكرامة بحسن السلامة " – " حفظ الودائع لدرر البدائع – “تنبيه اللبيب وتسلية الحبيب ”.. إلخ وهذه كلها موجودة في كتاب "سلافة النديم"
4- مجموعة أخري من الرسائل جمعها تحت عنوان "رياض الرسائل وحياض الوسائل "
ثانيا: المرحلة الثانية من عام 1879- 1881
1- جريدة التنكيت والتبكيت
2- تمثيلية الوطن وطالع التوفيق
3- تمثيلية "العرب" وهي مفقودة
4- آثار الإنسانية في تاريخ الجمعية الخيرية الإسلامية “وهو مفقود أيضاً”
ثالثا: المرحلة الثالثة 1881- 1882
وهي مرحلة الثورة العرابية وتشمل:
1- جريدة الطائف
2- مقابلة النظير وهو كتاب سياسي في أربعة أجزاء “مفقود”
رابعا: المرحلة الرابعة :- 1882- 1892
وهي مرحلة الاختفاء وتشمل
1- كتاب "كان ويكون" في 3 أجزاء
2- مجموعة من الخطابات المطولة لأصدقائه بعضها موجود بجريدة "الأستاذ"
3- مجموعة رسائل إلي الزعيم أحمد عرابي بسيلان
4- عشرون كتابا كتبها أثناء الأختفاء وكلها مفقودة
خامسا: المرحلة الخامسة 1892- 1893
وهي مرحلة الجهاد ضد الاستعمار البريطاني وتشمل:
1- جريدة “الأستاذ”
2- التحفة السنية بالأفراح الرياضية
3- آداب رمضان وهو ملحق كتيب كان يوزع مع الأستاذ
سادسا: 1893- 1896
وهي المرحلة الأخيرة من حياته التي قضاها في المنفي وتشمل:
1- كتاب "المسامير" في ثلاثة أجزاء وقد طبع منه جزء واحد
2- قام بعض أصدقائه بجمع بعض مقالاته ورسائله وفصلا من مسرحية "الوطن وطالع التوفيق" وأصدروها في كتاب أطلقوا عليه "سلافة النديم" طبع في جزئين وصدر بترجمة له بقلم صديق عمره أحمد سمير
وإذا ما حاولنا أن نقدم قراءة سريعة في فكر عبد الله النديم، نجد مفهوم الوطنية عنده أحتلت قيمة كبيرة عنده ؛فلقد كان لعبد النديم دور كبير في إرساء دعائم الحركة الوطنية في مصر ؛ وذلك من خلال كتابته في مجلتي "التنكيت والتبكيت" و"الاستاذ" ؛ كذلك من خلال خطبه ؛فلقد أمن بعدة مباديء حرص علي تنفيذها في كفاحه الوطني نذكر منها.
1- ألا يستعمل الجيش مطلقا في حركته بل يجعل جل اعتماده على الرأي العام الذي يمكن تنميته بالتربية الوطنية والأخلاقية للشعب حتي يتكون منه قوة تكون ركيزة للحركة الوطنية
2- الا يعادي الخديوي حتي لا تنقسم الأمة كما حدث بين العرابيين والخديوي توفيق ؛فيضطر الخديوي لكي لا يفقد عرشه الإنضمام للقوي القوي الاجنبية ضد الوطنيين
3- الا ييأس مطلقا من طريق الكفاح الشاق الطويل مهما طالت المقاومة لأن اليأس طريق الهزيمة الاكيد
4- ألا يطمئن للإنجليز بل يحذر من خداعهم ودسائسهم التي كان لها دخل كبير في إخفاق الثورة ووقوع الاحتلال.
وفي العدد الأول لمجلة "الأستاذ" الصادر في 24 أغسطس 1892، وفي مقال بعنوان "فصل في الأخلاق والعادات" كتب يقول في تعريف معني الوطنية وقال إن (الوطنية تجمع أجناسا شتى يدعوهم حب الوطن إلي توحيد المعاملة والسير في في كل ما من شأنه حفظ الوطن وعمارة وانتظامه وامتداد تجارته وتحسين صناعته لا يفرق بينهم جنس ولا دين لسير الجميع خلف مقصد واحد).
وتتضح معالم الوطنية عند النديم كما يحددها الدكتور الجميعي في النقاط التالية:
1- عدم إدخال الدين ضمن مقومات الوطنية، واعتبار الوطنية فوق كل الخلافات الدينية ثم محاولة نفي تهمة التعصب عنه وعن كل المصريين عموما.
2- استخدامه كلمة الوطنية بدلا من كلمة القومية حيث أنها لم تعرف كمصطلح سياسي في ذلك الوقت.
3- الربط بين فكرة الوطني ومحتواها حيث ذكر أن الحياة الوطنية لا تتحق إلا بانتشار المعارف والصنائع في الأمة.
4- دعوته إلى احتكاك الأفكار وتبادلها بين أبناء الوطن حتى يتبين لهم النافع من الضار.
4- الوطنية توجه الأفكار وتبعث الهمم العالية لدرجة الجود بالنفس والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الوطن.