أستاذ اقتصاد: كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أكثر الأزمات تأثيرًا على العالم
بسبب استمرار تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا من أزمة ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء أوروبا، في الوقت الذي أرجع خبراء اقتصاد العالم تلك الأزمة بصورة مباشرة إلى اضطراب أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد، مما ألقى أعباء على رفع نسب التضخم في اقتصادات منطقة اليوروـ لترتفع أسعار المواد الغذائية، والمعادن والسيارات في أوروبا بوتيرة غير مسبوقة منذ عقود.
علق الدكتور محمد الكيلاني، أستاذ الاقتصاد والاستثمار بجامعة عين شمس، أنه بالرغم الأزمة المالية العالمية الحالية، إلا أن الاقتصاد المصري يحقق مؤشرات إيجابية في ميزان المدفوعات.
وأكد الكيلاني، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج 8 الصبح على قناة DMC، أننا كخبراء اقتصاد دائما "بنحاول نشتغل على الأرقام ونبدأ نحلل، هل هذه الدولة مثلًا منذ 5 سنوات أو معدل التضخم عندها كام، هل في البطالة؟" كما أننا نحاول دائمًا أن نرى المشهد الدولي ولكنه يتمتع بالضبابية الشديدة مما يؤدي إلى نوع من أنواع عدم التوقع.
وتابع أن أكثر أزمتين أثرتا على العالم في الوقت الحالي هما فيروس كورونا المستجد، فكانت أزمة صحية ولكنها انعكست على مجال الاقتصاد، لكن تأثيرها على اقتصاديات الدول العالمية بقدر الصلابة التي تتمتع بها تلك الدول، ولكن - على حد تعبيره- القشة الذي قصمت ظهر البعير - الأزمة الروسية الأوكرانية لأنها أزمة تتعلق بالطاقة، ومن جانب آخر تتعلق بالغذاء، علاوة على أن روسيا تتمتع بثقل كبير جدًا من الغاز و40% نسبة من القمح للشرق الأوسط، علاوة على أن الشتاء الآن في الدول الأوروبية أكثر قسوة.
وأضاف أن الأزمات جاءت لنا بارتفاع التضخم في الدول الكبرى علاوة على انخفاض معدل البطالة بشكل كبير جدًا، وبالتالي جميع تلك الأزمات عصفت بالسياسات المالية والاقتصادية، مما أدى إلى أن الاقتصاد العالمي أصبح هشًا بالنسبة للاقتصاد الحالي.
وتطرق حديث إلى أن المعالجة الحقيقية لذلك الأمر تأتي أن كل دولة لديها مجموعة من المحددات ولديها مجموعة من الاستثمارات تقدر تشتغل عليها كنوع من أنواع المغايرة حتى تواكب هذه الأزمات، ولكن الإدارة السياسية في مصر اتخذت قرارات وخطوات ذات أهمية للشأن المصري عام 2016، مما أدى إلى صلابة ومتانة الدولة في مواجهة الأزمات، كما أن هناك برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نعمل عليه منذ عام 2015 وحتى الآن.
وفي وقت سابق، دائمًا ما ينوه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاباته على نحو ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، مُلقيًا باللوم في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود عالميًا على القوى التي فرضت العقوبات على بلاده، فإذا صدقت التكهنات الحالية بالانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي وتحوَّلت إلى أمر واقع بالنسبة للشركات؛ فستعاني التنافسية الصناعية الأوروبية أشد المعاناة.