هل مصطلح التنمية المستدامة له جذور فى مصادر التشريع الإسلامى؟.. مستشار المفتى يجيب
قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء العالمية ومستشار مفتي الجمهورية، إن رب العزة جل وعلا حينما قال في محكم تنزيله: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، فإن التأمل الدقيق يؤكد أن كل ما له علاقة برفاه البشر وسعادتهم والدلالة على الخير في معاشهم ومعادهم قد حث عليه القرآن الكريم.
وأضاف «نجم» خلال إجابته على تصريحات صحفية "نقرأ من قبل مصطلح التنمية ومترادفاته في القرآن أو السنة بهذا المدلول، فكيف يكون هناك علاقة؟، موضحًا أنه إذا لم يكن المصطلح بذاته قد ورد في مصادر التشريع الإسلامي فقد ورد ما يدل على معناه ومستهدفاته، مثلًا منها: الاستخلاف، والذي ورد في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30)، والخليفة مأمور بأن يتولى شئون ما استخلف فيه بالإصلاح والرعاية.
وأكمل: منها مصطلح الإعمار، الذي يكمل الصورة مع "الاستخلاف" قال تعالى: "هوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" (هود: 61)، والمعنى أنه طلب منكم إعمارها، ويقول صاحب تاج العروس إن اللغة تفيد بأن "مصطلح العمران أو الإعمار لا يطلق إلا على ما كثر خيره وخِصْبه ونماؤه وثراؤه وأفراده".
واختتم الدكتور إبراهيم نجم أن هناك مصطلحًا يدل أبلغ دلالة على معنى التنمية المستدامة، وقد ورد في القرآن بمشتقاته في مائة وثمانين موضعًا، وهو مصطلح "الإصلاح"، بكل معانيه، وفي كل جوانب الحياة، يكفيك منه قوله تعالى: وله تعالى: "وأصلحوا ذات بينكم" (الأنفال:1)، وقوله تعالى معبرًا عن هذا المعنى بمصطلح الإصلاح وضده: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (الأعراف:56)، و قوله تعالى معبرًا عن هذا المعنى بكل جوانبه المادية والروحية: "فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ" (هود: 116- 117).
وتستعد دار الإفتاء المصرية لعقد مؤتمرها العالمي السابع للإفتاء الذي تنظمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويًّا في الفترة من 17-18 أكتوبر الجاري في القاهرة، برعاية كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 90 دولة حول العالم، كما يشهد المؤتمر مشاركةً عالية المستوى من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعدد من الهيئات الدولية الأخرى؛ وذلك لمناقشة موضوع "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة".
وتتضمَّن فعاليات المؤتمر عقد مجموعة من الندوات وورش العمل والبرامج الخاصة بالتغيرات المناخية والبيئة وأهداف التنمية المستدامة؛ وذلك استعدادًا لقمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ بمصر.
ومن المقرر أن يتم خلال المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة، والإعلان عن ميثاق إفتائي لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي.