رحلا عام 307 ميلادية.. موارنة مصر يحتفلون بذكرى الشهيدين سرجيوس وباخوس
تحتفل الكنيسة المارونية الكاثوليكية في مصر، اليوم الجمعة، برئاسة المطران جورج شيحان، بذكرى رحيل القدّيسين سرجيوس وباخوس الشهيدان عام 307 ميلادية.
وقالت عنهما الكنيسة أنهما جنديّان باسلان، رافقا ملكهما في حروبه وخاضاها بكلّ بسالةٍ وإقدام، حتّى جعلهما الملك من حاشيته، مقرّبين منه في عيد الأصنام دعاهما الملك لمشاركته في تقديم الذبائح والبخور أمام الآلهة فرفضا ذلك معلنَين إيمانهما بالمسيح.
وتابعت:"غضب الملك وأمر بنزع ثيابهما العسكريّة وإلباسهما ثيابًا نسائيّة للهزء والسخرية، فصبرا على هذه الإهانة حبٌّا بالمسيح، ثمّ أرسلهما إلى القائد أنطيوخُس الذي حاول أن يتملّقهما فلم يُفلح، عندئذ أمر بجلد باخوس جلدًا وحشيٌّا إلى أن أسلم الروح بيد خالقه، أمّا سركيس فقد تعزّى ليلاً برؤية صديقه يتمتّع بالسعادة الأبديّة. وفي اليوم التالي، دُفع للسير بحذاءٍ وضعت فيه مسامير مسنّنة فتحمّل العذاب القاسي، إلى أن قُطِع رأسه بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 307.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: “فلتَذكرْ النفس ذلك: إنّ العريس هو أوّل مَن بحث عنها، وأوّل مَن أحبّها؛ هذا هو مصدر بحثها الشخصي وحبّها الشخصي”.
وقالت العروس في نشيد الإنشاد: "اْلتَمَستُ مَن تُحِبُّه نَفْسي". أجل، إلى هذا الالتماس يدعوكِ حنان ذاك الذي كان أوّل مَن بحث عنكِ وأحبّك. ما كنتِ ستبحثين عنه لو لم يبحث عنكِ أوّلاً؛ ما كنتِ ستحبّينه لو لم يحبّكِ أوّلاً".
وتابعت:"أنتِ لم تحصلي على بركة واحدة من العريس، بل على اثنتين: لقد أحبّكِ وبحث عنكِ. الحبّ هو سبب بحثه؛ وبحثه هو ثمرة حبّه، كما أنّه الضمانة المؤكّدة. هو يحبّكِ، ولا يمكنكِ بالتالي أن تظنّي أنّه يبحث عنكِ لمعاقبتكِ. هو يبحث عنكِ، ولا يمكنك بالتالي أن تتذمّري من عدم محبّته لكِ: هذه الخبرة المزدوجة عن حنانه ملأتكِ جرأة: لقد ألغتْ كلّ خجل، وأقنعتكِ بالعودة إليه وأثارتْ حماستكِ. من هنا هذه الحماسة وهذا الشوق إلى "التماس مَن تحبّه نفسكِ"، لأنّه ما كنتِ ستتمكّنين من البحث عنه، لو لم يبحث عنكِ أوّلاً؛ وبما أنّه يبحث عنكِ الآن، لم يعد بإمكانكِ عدم البحث عنه.