بعد ترميمه وتحويله لمركز إبداع..
مواطنون: لا بد من الاحتفاظ بقصر السلطانة ملك كمزار سياحى
في القاهرة بمنطقة مصر الجديدة تحديدًا في منطقة هليوبوليس، في الجهة المقابلة لقصر البارون الشهير، يقع أمامه تحفة معمارية تاريخية أخرى، وهو قصر السلطان حسين كامل، والمعروف باسم قصر السلطانة ملك، والذي تم الانتهاء من ترميمه خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتحويله لمساحة عمل مشتركة ومركز للإبداع الرقمي وريادة الأعمال يضم شركات مختلفة، وذلك تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
إلا أن تحويل القصر لمركز إبداع قوبل بالرفض والاعتراض من قبل العديد من المواطنين ومحبي التاريخ، خاصة أن القصر يحمل مكانة تاريخية كبيرة وعريقة، فعمر القصر تجاوز الـ114 عامًا، تم تصميمه عام 1908، ويوجد به نحو 40 غرفة، وقام ببنائه المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل الذي قام أيضًا ببناء قصر البارون وكاتدرائية البازيليك.
السلطانة ملك هي أول سلطانة لمصر في العصر الحديث منذ السلطانة شجر الدر في بداية الدولة المملوكية، وهي الزوجة الثانية للسلطان «حسين كامل» سلطان مصر، وتم تصميم القصر على طراز العمارة الإسلامية والباروكية، وهو ما يظهر في التكوين الخارجي له، ويضم أفخم الأثاث والمفروشات.
تقول أميرة الجدوي، من أهالي المنطقة، إن قصر السلطانة ملك كان مدرستها خلال مراحل تعليمها بالعقود الماضية، موضحة أن القصر له تاريخ كبير وظلت السلطانة تسكنه حتى توفيت، ومن بعدها تحول القصر إلى مدرسة في ستينيات القرن الماضي، وفي عام 2000 تم تسجيل القصر مبنى أثريًا ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.
وتابعت: إن القصر كان بحاجة للترميم خاصة بعد أن تحول لمدرسة وتهالك بعض الشىء، لتسجيله كمبنى أثري، مما كان يجعله بحاجة للترميم، ولكن لا بد من جعله مزارا سياحيا كقصر البارون وليس مركز إبداع رقمي من أجل الحفاظ على التاريخ والآثار.
وأضاف خالد على، أحد المواطنين، أنه كان من المفترض بعد الانتهاء من ترميمه أن يتم تحويله لمزار سياحي، ولكن تحويله لمركز إبداع رقمي وريادة الأعمال هو إهدار كنوز وتاريخ الأمة، لافتًا إلى أن الترميم جيد لكن لا بد من الحفاظ على تاريخه والأثاث الموجود فيه بدلًا من تغييره واستبداله بأثاث غير لائق بمكانة القصر، "شوفنا في صور كراسي مودرن دمرت هيبة القصر وعراقته".
وأوضحت مروة صلاح أن ما حدث بالقصر هو تشويه لجمال وأصالة القصر، وكان لا بد من الاحتفاظ به كمزار سياحي، وكون أنه تم ترميمه فهذا دافع أكبر لجعله قبلة سياحية للمصريين والأجانب، بدلًا من وضع مقاعد ملونة شوهت المظهر العام للقصر.