«عاوزة حق بناتي».. والدة طفلتي الإسكندرية تكشف تفاصيل لحظات الفراق
«عاوزة حق بناتي.. راحوا مني في غمضة عين» كلمات ممزوجة بالألم والبكاء تحدثت بها والدة الطفلتين إيمان وسجدة، ضحيتا الحقن بجرعة عقار خاطئة أودت بحياتهما في الحال، كاشفة تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ابنتيها الصغار.
وأوضحت والدة الطفلتين لـ«الدستور» إن ابنتيها أصيبا بنزلة برد، وقامت بالكشف عليهما، وتم كتابة العلاج من قبل الطبيب المعالج، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تأخذ فيها طفلتيها هذا العلاج، بل تكرر قبل ذلك قائلة: «العلاج خدوه قبل كدة، وقبل الواقعة بيوم كانت أول جرعة من الدواء ولم يصبهم ضرر، وكان من المقرر لهم جرعة ثالثة لإتمام كورس العلاج».
وأضافت أن هذا العقار يكون 4 سم، يتم أخد 3 سم منه فقط، وهي الجرعة المنصوص عليها، لافتة إلى أنها لا تعرف ماذا حدث هل تم إعطائهم الكمية كلها، فهي لاتدري ماذا حدث لأبنتها التي فقدتهما في لحظات.
وروت الأم الملكومة تفاصيل الواقعة واللحظات الأخيرة قائلة إنها اتجهت إلى الصيدلية لشراء العلاج وإعطائه لطفلتيها، وأخبرتها العاملة بالصيدلية أن عن وجود جرعة طفلتها إيمان وعدم وجود الجرعة الأخرى للطفلة سجدة، ولكن يوجد بديل بنفس المادة الفعالة، متابعة أنها خرجت للبحث عن النوع المذكور بروشتة العلاج وعندما لم تجده في الصيدليات عادت مرة أخرى للصيدلية لأخد الجرعتين منها.
وتابعت أن العاملة بالصيدلية، كانت تؤكد لها أنها نفس المادة الفعالة بالنوعين، ولذلك اطمئنت، ولكنها انتبهت أنها لم تستغرق غير ثواني معدودة لإعطاء ابنتيها الحقن، وبدون اختبار حساسية، مما جعل شاب يعمل بالصيدلية ينبهها أنها أعطت الطفلتين الحقن دون اختبار.
واستكملت حديثها أن بمجرد خروج الطفلتين من مكان اعطائهما الحقن ووصولهما بجانبها، كانت شكوى الأبنة الصغرى بوخز وتنميل في رأسها، فيما بدأت الأبنة الكبرى القيئ المستمر وتبعتها الصغيرة، التي ظهرت عليها اعراض منها برودة الجسد، وألم في الرأس جعلها تبدأ بالشد في شعرها، مما جعل الأم تصرخ وتطلب من العاملة بالصيدلية إعطاء ابنتيها أي علاج يوقف مفعول الحقن.
وأشارت إلى أنها هاتفت زوجها الذي حضر على الفور وتوجها بالطفلتين لصيدلية أخرى لإسعافهم، إلى أن الصيدلي وجه الأب بالإسراع لنقلهما للمستشفى، مشيرة إلى أنهم عندما وصلوا لمستشفى القباري العام، أمر الطبيب بدخولهما العناية المركزة على الفور واسعاف الطفلتين لعدة ساعات حتى تلقينا نبأ الوفاة في الرابعة فجرًا.
وقال وجيه عمار خال والدة الطفلتين، بثابةجدهم، إن الفتاتين كانتا في مرحلة العلاج، وتلقوا نفس العلاج المدون بالروشتة في صيدلية أخرى بمنطقة المطار أثناء تواجد الاسرة بمنزل الجدة، مشيرًا إلى أن الصيدلي بصيدلية المطار قام بالإدلاء بأقواله اليوم في النيابة، حيث قام بإعطاء الطفلتين جرعة العلاج بعد اجراء اختبار الحساسية.
وعقب جد الطفلتين على ما تم إعلانه من نقيب صيادلة الإسكندرية، مشيرًا الصيدلية صرفت العلاج من خلال طبيب معالج، وأن الاسرة لا تتهم مهنة الصيدلة، بل تتهم أحد ممتهني المهنة، حيث أن العاملين بالصيدلية يعمل بها أفراد لا يعرفون شيئًا عن اساسيات وتحذيرات حقن المضاد الحيوي التي تستلزم اختبار حساسية قبلها، قائلًا: “إن الأم طلبت اختبار الحساسية وعندما شعرا الطفلتين بالأعياء طلبت إعطاء ابنتيها علاج يوقف مفعول العقار، ولكن كان رد المتواجدة بالصيدلية أن الطفلتين لم يتناولا الطعام”.
وأشار إلى أن جرعة العلاج محددة من الطبيب في روشتة العلاج، حيث أن الصيدلية أعطت الطفلتين جرعة زائدة وبدون اختبار، قائلًا: “نحن نتحدث في تقصير واهمال متتابع وصل حد الجريمة، وأدى إلى إزهاق ارواح أطفال بريئة”.
وكان قد توفيا الطفلتين إيمان وسجدة، 7، 5 سنوات، من قاطني غرب الإسكندرية، أثر تليقيهما حقنة علاج مضاد حيوي دون اختبار حساسية، أودت بحياتهما في الحال.
وأمر النائب العام بحجز صيدلانية وحبس عامليْن لديها احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهام الأخيرين بمزاولة مهنة الصيدلة بغير ترخيص، واتهام الأولى بالسماح لهما بذلك، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.