عادت بـ5 أطفال.. حكاية عودة سيدة لأسرتها بعد غياب 40 عامًا
“وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما.. يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا”، كلمات جسدتها قصة عودة سيدة إلى أحضان أسرتها بعد مرور نحو 40 عامًا، في مدينة الفشن بمحافظة بني سويف.
بداية القصة
بدأت القصة في سبعينيات القرن الماضي، عندما اصطحبت السيدة تحية طفلتها الصغيرة رضا في ساعات الصباح الباكر، إلى السوق المجاورة لمحطة قطار الفشن، لبيع الخضروات لمعاونة زوجها الذي يعمل صيادًا، في مواجهة أعباء الحياة.
في هذا اليوم كانت الفتاة الصغيرة تلعب مع الأطفال بجوار والدتها حتى تنتهي من البيع، وبينما يقف قطار نزول الركاب، صعدت برفقة إحدى الفتيات لمطالعتها واستكشافه من الداخل، لكنه تحرك سريعًا قبل أن تتمكن من النزول.
غاب القطار بها عن أنظار بلدتها لتبدأ رحلتها مع المجهول لتستقر في أولى محطاتها بمدينة ملوي لا تدري من أين أتت وإلى أي مكان تذهب.
أودعها سكان المدينة مركز الشرطة قبل أن يتبناها الضابط يحيى عبدالرازق مأمور المركز حينها وابنته، بعد مرور 5 أيام على تواجدها دون أن يستدل عليها أحد.
استقرت الطفلة الصغيرة في منزل الضابط حتى عامها الخامس عشر، حتى قررت تغيير وجهتها وتهرب من ابنته التي كانت تمنعها من الخروج.
كواليس الزواج
تنقلت الفتاة الصغيرة بين محافظات المحروسة، قبل أن تحط قدميها في نجع الطويل بمدينة الأقصر، لتجمعها الصدفة بأحد الأشخاص ويتشاجران سويا، لتقرر بعدها الذهاب إليه، حيث يسكن مع أسرته وتعتذر منه على ما بدر منها لتتحول العداوة إلى محبة.
وبعد مرور الأيام يقرر الإثنين الزواج بإشهار في إحدى المساجد على كتاب الله وسنة رسوله، لعدم توافر أوراق ثبوتية لها.
لم يمضِ عام حتى نجح زوجها في استخراج بطاقة شخصية وتموينية وإصدار ختم خاص بها، والزواج رسميا في المستندات الحكومية.
عاش الزوجان في هدوء وسعادة وأنجبت له 5 أبناء، لكن القدر لم يمهله طويلا حتى توفي متأثرًا بإصابته بالسرطان.
كيف عادت لأسرتها
وبالرغم من مرور نحو 4 عقود على غيابها عن أسرتها، لكنها لم تنسىاليوم الذي رحلت عنهم، وبينما تحكي قصتها لإحدى السيدات، أوصلتها الأخيرة بأحد صانعي المحتوى على السوشيال ميديا.
استفاضت السيدة الأربعينية في إظهار الأمارات والعلامات لوالديها وشقيقتها علها تُذكرهم بها ليجتمع شملهما مجددًا.
على الجانب الآخر فقدت عائلتها الأمل في عودتها على اعتقاد أنها غرقت في مياه النيل، قبل أن تظهر من جديد على منصات التواصل الاجتماعي، لتتواصل الأسرة مع صانع المحتوى للتوصل إلى عنوان ابنتهما الغائبة ليجتمع شملها من جديد.