يكشف تفاصيل مثيرة.. قراءة في كتاب «رجل الثقة» عن دونالد ترامب
أثار كتاب "رجل الثقة" عن حياة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العديد من التساؤلات في الولايات المتحدة، حيث كشف الكتاب عن تفاصيل الأيام التي قضاها ترامب في البيت الأبيض والعديد من الأحداث المهمة منها اقتحام مبنى الكابيتول، حيث سجلت الكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز ماجي هابرمان حياة الرجل منذ أن كان رجل أعمال في نيويورك حتى وصوله لسدة الحكم.
وبحسب موقع "بي بي سي" فقد تتبعت الكاتبة، حياة ترامب منذ أن كان رجل أعمال في نيويورك إلى حياته بعد الرئاسة. واعتمدت الكاتبة في معلوماتها على مقابلات أجرتها مع ما يزيد على 200 مصدر، من بينهم مساعدون سابقون لترامب، فضلا عن ثلاث مقابلات مع ترامب نفسه.
وأبرز الكتاب العديد من الحقائق المثيرة التي يرصدها كتاب "رجل الثقة"، منها أن ترامب أراد إقالة إيفانكا وجاريد كوشنر، حيث ذكرت هابرمان في كتابها أن ترامب، خلال اجتماع مع رئيس أركان الجيش الأمريكي في ذلك الوقت، جون كيلي، ومستشار البيت الأبيض آنذاك، دون ماكجان، كان على وشك نشر تغريدة يعلن فيها إقالة ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر، وكلاهما كانا من أبرز مستشاري البيت الأبيض.
وتدخل كيلي ناصحا ترامب بالتحدث مع إيفانكا وكوشنر أولا قبل نشر التغريدة. ولم يتحدث ترامب معهما إطلاقا، وظل كلاهما مساعدين في البيت الأبيض حتى نهاية فترة رئاسته.
ويكشف الكتاب أيضا أن ترامب كان يتحدث كثيرا عن صهره. وعلق ذات مرة بقوله إن كوشنر "يبدو وكأنه طفل"، بعد سماع خطاب عام ألقاه في عام 2017.
ونفى ترامب رغبته في إقالة إيفانكا وزوجها، ووصف ذلك بأنه "محض خيال. لم يخطر ببالي إطلاقا".
كما كشف الكتاب عن رغبة ترامب في قصف مصانع مخدرات في المكسيك، وكتبت هابرمان أن ترامب أثار عدة مرات احتمال قصف معامل مكسيكية لإعداد المخدرات، وهو اقتراح أدهش وزير الدفاع الأمريكي السابق، مارك إسبر.
وجاءت الفكرة من محادثة أجراها ترامب مع بريت غيروير، مسؤول الصحة العامة والأدميرال في هيئة خدمة الصحة العامة الأمريكية.
ودخل غيروير إلى المكتب البيضاوي مرتديا الزي الرسمي، كما هو العادة بالنسبة لمسؤولي الصحة العامة، وقال لترامب إنه يجب التصدي لمعامل إنتاج المخدرات غير المشروعة في المكسيك من خلال اعتبارها "هدفا رئيسيا" بغية وقف عبور المواد غير المشروعة من خلال الحدود.
وأخطأ ترامب وظن أن غيروير يشغل منصبا عسكريا، فاقترح عليه بعد ذلك قصف معامل المخدرات، وردا على ذلك طلب البيت الأبيض من غيروير عدم ارتداء زيه العسكري.
كما كشفت الكاتبة عن خوف ترامب من الموت بسبب كورونا، وذلك عندما أصيب بكوفيد-19 في أكتوبر عام 2020، حيث كانت حالته الصحية في البيت الأبيض تزداد سوءا وكان يخشى الموت.
وحذره نائب رئيس الأركان، توني أورناتو، ذات مرة، من أنه إن تدهورت صحته أكثر، فسوف يتعين على ترامب اتخاذ تدابير تضمن استمرار الحكومة.
وسيطرت على ترامب حالة الخوف هذه على الرغم من المحاولات العديدة التي قام بها للتقليل من شأن الوباء، إذ كان يخشى أن يؤثر الفيروس سلبا على صورته ودوافعه السياسية.
وكتبت هابرمان أنه طلب ذات مرة من مساعدين حوله خلع أقنعتهم، وأنه نصح حاكم نيويورك في ذلك الوقت، أندرو كومو، بعدم التحدث عن الفيروس على شاشة التلفزيون.
كما ذكرت صحيفة واشنطن بوسط عن طلب ترامب من محامية الشخصي "عمل أي شيء" لتغيير نتيجة انتخابات 2020، حيث أنه عندما تبين أن ترامب سيخسر انتخابات عام 2020 أمام جو بايدن، اتصل بعمدة مدينة نيويورك السابق ومحاميه الشخصي رودي جولياني.
وقال له ترامب: "حسنا، يا رودي، أنت مسؤول، انطلق، افعل أي شيء تريده. لا يهمني"، بعد أن رفض محامون آخرون تنفيذ طلبه في محاولته لإلغاء نتائج الانتخابات.
وبحسب الكتاب، قال لجولياني: "المحامون عندي بشعون"، وكان ترامب يوبخ كثيرا مستشار البيت الأبيض، بات سيبولوني.
ويكشف الكتاب أن ترامب كان مفتونا في ذلك الوقت بنظريات المؤامرة وكان يستشير محامين شعر مستشاروه أنهم مضللون.
كما وثق الكتاب محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتهرب الضريبي، حيث أنه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016، طلب مدير حملته الانتخابية، كوري ليفاندوفسكي، وسكرتيرته الصحفية، هوب هيكس، من ترامب البت في رفضه الكشف عن إقراراته الضريبية، وهي قضية اعتبراها مشكلة خلال الحملة.
وكتبت هابرمان أن ترامب رد بالانحناء للخلف قبل أن ترد فكرة مفاجئة على باله وقال لهما: "حسنا، تعلمان أن إقراراتي الضريبية تخضع للمراجعة، أنا دائما أراجعها".
وأضاف: "لذا ما أعنيه هو، حسنا، يمكنني أن أقول فقط، سأكشف عنها عندما لا أكون قيد المراجعة. لأنني لن أكون أبدا قيد المراجعة".
ويكشف أي رئيس أمريكي، منذ ريتشارد نيكسون، طواعية إقراراته الضريبية، وكشف تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2020 أن ترامب دفع 750 دولارا قيمة ضريبة الدخل الفيدرالي في العام الذي تولى فيه الرئاسة.
وعندما كان ترامب في منصبه، اكتشف موظفو البيت الأبيض بشكل دوري أن المرحاض كان مسدودا بورق مطبوع يعتقدون أنه مستندات.
ويقال إنه كان يمزق مستندات، وهو أمر يتعارض مع قانون السجلات الرئاسية، إذ ينص القانون على أن أي وثائق يصدرها أو يتلقاها الرئيس هي ملك للحكومة الأمريكية، ويجب أن يتعامل معها الأرشيف الوطني الأمريكي بمجرد انتهاء فترة الرئاسة.
وكُشفت هذه التفاصيل في ظل مخاوف كبيرة، أثارها الأرشيف الوطني، عن ضياع مستندات من البيت الأبيض في عهد ترامب.