اختتام أعمال مؤتمر «الاستراتيجيات العربية للحدّ من مخاطر التغيرات المناخية»
اختتم مؤتمر «الاستراتيجيات العربية للحدّ من مخاطر التغيرات المناخية» والذي عقدته المؤسسة المصرية العربية للاستثمار والابتكار والتنمية الصناعية بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 2-6 أكتوبر 2022؛ بمشاركة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فعالياته، حيث عُقد المؤتمر برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور خالد عبد الغفار- وزير الصحة، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء خالد فودة- محافظ جنوب سيناء، وزارة السياحة، الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، المركز القومي للبحوث، وبرئاسة الدكتور حسين درويش، والدكتور لمياء سليم أمين عام المؤتمر والمتحدث الإعلامي.
وألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد البيان الختامي للمؤتمر أكد فيه: أنَّ الأزهرَ الشَّريفَ -انطلاقًا من دورِه العالميِّ والإنسانيِّ- يمدُّ يدَه بكلِّ خيرٍ للبشريَّةِ كلِّها، ويخاطبُ الضَّميرَ العالميَّ بضرورةِ الحفاظِ على الحياةِ ومكوِّناتِها، ويصوغُ خطابَه هذا في أشكالٍ متعدِّدةٍ كالبياناتِ الرَّسميَّةِ، والقوافلِ التَّوعويَّةِ، والنَّدواتِ التَّثقيفيَّةِ، والحملاتِ الإلكترونيَّةِ وغيرها، وأنَّ البشريَّةَ كلَّها فوقَ ظهر الأرضِ أشبهُ بركَّابِ سفينةٍ واحدةٍ، إمَّا أن تنجوَ جميعًا، وذلك إذا تشاركت خبراتِها وأدواتِها، وإمَّا أن تهلكَ جميعًا، وذلك حين يتقاعسَ البعضُ عن واجبِه.
وقال إن المؤتمر شهد مناقشات فاعلة خلال جلساته العلمية، توصل فيها إلى مجموعة من التوصيات من أهمها: أنَّ إصلاحَ البيئةِ لن يتحقَّق إلاّ إذا صلحَ الإنسانُ؛ لذا لا بدَّ من تنميةِ الوعي البيئيِّ بتثقيفِ الجماهيرِ بصفةٍ عامَّةٍ، من خلالِ المؤسَّساتِ الثَّقافيَّةِ والمنابرِ الدَّعويَّةِ والإعلاميَّةِ، وأنَّ اتِّباعَ التَّعليماتِ والإرشاداتِ الَّتي تصدرُها الجهاتُ المسئولةُ من الواجباتِ الشَّرعيَّةِ.
كما دعا إلى ضرورةُ غرسِ القيمِ الحضاريَّةِ المتعلِّقةِ بالبيئةِ والمحافظةِ عليها لدى النَّاشئةِ من خلالِ المناهجِ والكتبِ الدِّراسيَّةِ بمراحلِ التَّعليمِ المختلفةِ، مع أهمية تكاتفِ جهودِ الجميعِ بدءًا بالأسرةِ، ووصولًا إلى جميعِ المؤسَّساتِ المجتمعيَّةِ للقيامِ بدورِها التَّوجيهيِّ والتَّربويِّ؛ لتحقيقِ أهدافِ الاستراتيجيَّاتِ المعلنةِ، ومنها الاستراتيجيَّةُ الوطنيَّةُ لتغيُّرِ المُناخِ في مصرَ 2050م.
كما تضمّنت التوصيات مناشدةُ الدُّول بسنِّ القوانين والتَّشريعاتِ الدَّاخليَّةِ لملاحقةِ ملوِّثي البيئةِ، وملء الفراغِ التَّشريعيِّ في بعضِ البلدانِ النَّاميةِ، وتعميقُ فكرةِ التَّشاركِ الكونيِّ لدى جميعِ الشُّعوبِ والحكوماتِ والمنظَّماتِ، من خلال برامجَ علميَّةٍ وتوعويَّةٍ مختلفةٍ تتكاتفُ فيها جهودُ مؤسَّساتِ المجتمعِ، بدءًا بالأسرةِ ومرورًا بالمؤسَّساتِ التَّعليميَّةِ والمجتمعيَّةِ، بالإضافة إلى ضرورةُ تبادلِ المعلوماتِ بين الدُّولِ والمنظَّماتِ الرَّسميَّةِ وغيرِ الرَّسميَّةِ، بصورةٍ سريعةٍ ومؤثِّرةٍ، بعيدًا عن الجوانبِ الإجرائيَّةِ والشَّكليَّةِ، للانتفاعِ بها في مواجهةِ أيِّ خطرٍ يهدِّدُ البيئةَ، مع تأكيد الدَّورِ المنشودِ لقادةِ الأديانِ في توعيةِ الأممِ والشُّعوبِ بمخاطرِ التَّحدِّياتِ الَّتي تواجهُ البيئةَ في كلِّ بلدانِ العالمِ؛ نظرًا لما يتمتَّعون به من تأثيرٍ روحيٍّ في الأوساطِ كافَّةً.
فيما أكد الدكتور حسين درويش رئيس المؤتمر أن ما شهدته المؤتمر من فعاليات علمية وورش عمل ومناقشة حيوة للباحثين المشاركين فيه يبعث برسائل مهم أن هذا الكون ملك للجميع والسعي لإنقاذه من كل ما يهدد مستقبله فريضة لابد أن يدرك كل إنسان يعيش في المجتمع دوره فيها، كما وجّه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على رعايته لهذا المؤتمر وللوزراء، وأن هذا الدور يكشف عن تعاون مثمر وبنّاء بين جميع مؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فيما عبّرت الدكتورة لمياء سليم أمين عام المؤتمر والمتحدث الرسمي للمؤسسة، عن عظيم تقديرها لمؤسسة الأزهر وإمامها الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، كما وجّهت الشكر لمجمع البحوث الإسلامية ومؤسسات الدولة التي شاركت في هذا الحدث المهم، والذي اسهم في خروجه بشكل لائق يحقق الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية في مواجهة تحديات التغيرات المناخية في إطار رؤية الدولة المصرية ٢٠٣٠، ويبعث برسائل طمأنينة أن مصر دولة رائدة على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.