مهندس الثقافة بين الشرق والغرب.. ذكرى وفاة الأكاديمي القبطي مجدي وهبة
تحل اليوم ذكرى الأكاديمي القبطي الأرثوذكسي الدكتور مجدي وهبة، العالم الموسوعي صاحب الموسوعات الكبرى وأحد مهندسي مد الجذور بين الثقافة العربية والثقافات العالمية.
وتحدث عنه الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، في دراسة نشرها على خلفية الاحتفالات بذكراه، وقال إنه يمثل العالم الموسوعي الكبير الدكتور مجدي وهبة؛ أهمية كبيرة في تاريخ الثقافة المصرية؛ فهو واحد من القلائل الذي أثروا المكتبة العربية بالعديد والعديد من القواميس والكتب الضخمة؛ كما كان واحداً من أهم رموز مهندسي مد الجذور بين الثقافة العربية والثقافات العالمية.
أما عن مجدي وهبة نفسه؛ فاسمه بالكامل هو يوسف مجدي مراد وهبة، ولد بمدينة الإسكندرية في 19 أكتوبر 1925 من أسرة عريقة في الباشوية؛ فجده هو يوسف وهبة باشا (1852- 1934) كان رئيسا للوزراء في الحكومة المصرية.
ولقد ذكر لي المتنيح الأنبا غريغوريوس في جلسة خاصة أن جده من ناحية والدته هو المرحوم خليل باشا إبراهيم (1832- 1924) الذي قام ببناء كنيسة السيدة العذراء بالزيتون؛ ولقد تلقي مجدي وهبة تعليمه بالمدرسة الإنجليزية بالقاهرة، وكانت اللغة الفرنسية هي اللغة المتداولة بالمنزل؛ ولذلك أتقن منذ طفولته اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وحصل على ليسانس الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946؛ ثم دبلوم القانون الدولي من جامعة باريس عام 1947؛ وبعدها حول مساره نحو دراسة الأدب الإنجليزي الذي عشقه منذ طفولته؛ فحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي من جامعة أكسفورد عام 1949، ثم درجة الدكتوراة عام 1957، وكان موضوع الرسالة “أدب التربية الإنجليزية خلال الفترة من 1775- 1800”.
وعقب عودته إلى مصر؛ عمل مدرسا للغة الإنجليزية بكلية التجارة، وكان ذلك خلال عام 1957. ثم تدرج في الوظائف الجامعية حتي وصل الي درجة أستاذ ورئيس قسم؛ وفي عام 1966 طلب منه وزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة (1921- 2012) الانتداب للعمل بالوزارة علي درجة وكيل وزارة؛ فوافق على الفور، وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى عام 1970.
ومن خلال عمله في وزارة الثقافة، عقد باسم الوزارة اتفاقيات ثقافية مع العديد من دول العالم؛ كما قام بدور هام في تحقيق وتنفيذ احتفالية الفية القاهرة التي أقيمت احتفالاتها عام1969، فنظم مؤتمرا عالميا وتولي اختيار المشاركين فيه والاتصال بهم؛ ونشر بعد ذلك أعمال المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية.
ونظرا لنبوغه وثقافته الموسوعية، اختير عضوا في العديد من اللجان والمجالس المتخصصة. نذكر منها:
1- عضو مجمع اللغة العربية عام 1979.
2- سكرتير عام المعهد المصري.
3- عضو مجلس الشوري خلال الفترة من (1980- 1968).
4- مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة.
5- نائب رئيس اللجنة الدولية للفلسفة والعلوم الاجتماعية بمنظمة اليونسكو.
6- عضو شعبة الثقافة بالمجالس القومية المتخصصة.
7- نائب رئيس جمعية الآثار القبطية.
ومن خلال عضويته في مجمع اللغة العربية؛ شارك في عضوية لجان ألفاظ الحضارة؛ الفنون؛ الادب؛ كما مثل المجمع في العديد من المؤتمرات نذكر منها الأكاديمية الدولية للعلوم في كوبنهاجن (1983) وبروكسل (1948) وصقلية (1985) .
استمر في الكتابة والعمل حتى توفي بسرطان الدم في يوم 4 أكتوبر 1991 في مدينة لندن أثناء تلقيه العلاج هناك؛ ودفن هناك؛ وصلى على جثمانه نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس في كنيسة العذراء المرعشلي.
ولقد أثرى العالم الكبير المكتبة الأدبية بالعديد من الكتب والمؤلفات الموسوعية نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه:
أولا: المعاجم والموسوعات
1- معجم مصطلحات الحضارة.
2- معجم مصطلحات الأدب (إنجليزي – فرنسي – عربي) نشر في بيروت عام 1947.
3- معجم الفن السينمائي (إنجليزي – فرنسي – عربي) بالاشتراك مع أحمد كامل مرسي (نشر عام 1973).
4- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (عربي – إنجليزي) بالاشتراك مع كامل المهندس (مكتبة لبنان 1984).
5- معجم العبارات السياسية الحديثة (إنجليزي – فرنسي – عربي) بالاشتراك مع وجدي رزق غالي؛ نشر في بيروت عام 1978.
6- المختار (معجم إنجليزي – عربي موجز؛ 1989).
7- معجم القرن الحادي والعشرين (النفيس) وهو معجم إنجليزي – عربي؛ نشر بعد وفاته عن طريق مكتبة لبنان ناشرون والشركة المصرية العالمية – لونجمان.
8- An Arabic Phrase Book for use U .A .R.
ثانيا: الترجمات
أولا من العربية إلي الإنجليزية
1- أحلام شهرزاد للدكتور طه حسين؛ نشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
2- إبراهيم الكاتب لإبراهيم عبد القادر المازني : نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ثانياً من الإنجليزية أو الفرنسية إلي العربية
1- رسائل إلي ملينا لكافكا (بالاشتراك مع أحمد أبو زيد) سنة 1959.
2- راسيلاس أمير الحبشة، لصمويل جونسون (بالاشتراك مع كامل المهندس).
3- لن تحدث حرب طرادودة (مسرحية باللغة الفرنسية لجان جيرودو) نشرت كملحق لمجلة المسرح عام 1964.
4- مقال في الشعر المسرحي لجون دريدن (بالاشتراك مع محمد عناني) نشرت عام 1964.
5- إرديل (مسرحية فرنسية لجان أنويه) نشرت كملحق لمجلة المسرح عام 1965.
6- قدماء الإنجليز وملحمة بيولف.
7- ترجمة قصص كنتربري لتشوشر (بالاشتراك مع آخرين).
أعمال أخرى أشرف على إخراجها
1- لمحات عن كافكا.
2- دراسات عن جورج إليوت (بمناسبة مرور مائة سنة على وفاتها).
3- الدراسات الخاصة بالدكتور صمويل جونسون.
4- دراسات القاهرة في الأدب الإنجليزي.
ولقد قامت كلية الآداب جامعة القاهرة؛ بإقامة حفل ضخم لتكريمه بمناسبة بلوغه سن 65 عاما؛ وكان ذلك الحفل بتاريخ 28 أبريل 1991؛ حضره عميد الكلية وقتها الأستاذ الدكتور حسنين ربيع ووكيلا الكلية الدكتور محمود فهمي حجازي والأستاذ الدكتور حمدي إبراهيم والدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في ذلك الوقت؛ كما حضرها أيضا الكاتب الكبير محمد سلماوي . وصدر بهذه المناسبة كتابا تذكاريا عنه باللغة الإنجليزية في أكثر من 270 صفحة.
ولقد كان سيادته نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ونظرا لثقافته الموسوعية، اختاره المرحوم الدكتور عزيز سوريال عطية (1898- 1988) محررا في تحرير الموسوعة القبطية، التي صدرت عن دار نشر ماكميلان بنيويورك عام 1991.
كما قام التلفزيون الأمريكي بتقديم فيلم وثائقي كامل باللغة الإنجليزية عن الرهبنة القبطية، شارك فيه كل من المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، والدكتور مجدي وهبة من العلماء الأقباط.