رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الأسيزي.. «اللاتينية»: كانت فترة شبابه عاصفة لاهية ثم تاب إلى الله

مطران الكنيسة اللاتينية
مطران الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية، برئاسة المطران كلاوديو لوراتي الكومبونياني، اليوم بتذكار القدّيس فرنسيس الأسيزيّ.

ولد في مدينة إسيزي في إيطاليا عام 1182، كانت فترة شبابه عاصفة لاهية، ثم تاب إلى الله وتنازل عن أموال والده ولزم حياة الصلاة والفقر في سبيل الله، وأخذ يعظ في كل مكان بالإنجيل، أسس رهبنة ووضع لها قوانين نالت موافقة الكرسي الرسولي وأسس أيضاً رهبنة نسائية، ورهبنة ثالثة يعيش أعضاؤها في العالم ملتزمين الصلاة وروح الرهبنة الفرنسيسية توفي عام 1226 أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعاً لإيطاليا في 18 يونيو 1939.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: لا يمكن للنفس المشتعلة بالمحبّة أن تبقى غير فعّالة؛ ممّا لا شكّ فيه إنّها كالقدّيسة مريم المجدليّة، تجلس عند قدمي الرّب يسوع، تستمع إلى كلماته العذبة والمضطرمة، قد تبدو وكأنّها لا تقدّم شيئًا، لكنّها تقدّم أكثر من مرتا التي تنشغل بأمور كثيرة وترغب أن تقوم أختها مثلها، إن الرّب يسوع لم يلم أبدًا أعمال مرتا؛ فقد كانت أمّه القدّيسة تقبل على هذه الأعمال بتواضع كلّ حياتها، إذ كان عليها أن تعدّ وجبات الطعام للعائلة المقدّسة، كان يريد فقط أن يصحّح القلق لدى مضيفته الشديدة الحماسة. 

فهم ذلك كلّ القدّيسين، وخاصّة ربّما، أولئك الذين ملأوا الكون بنور عقيدة الإنجيل، ألم يستقِ كلّ من القدّيسين بولس، وأوغسطينوس، ويوحنّا الصليب، وتوما الأكويني، وفرنسيس، وعبد الأحد، والكثير غيرهم من المعروفين بكونهم أصدقاء الله، ألم يستقوا في الصلاة من هذا العلم الإلهي الذي أبهج أكبر العباقرة؟ قال أحد العلماء: "أعطوني رافعة، ونقطة ارتكاز، فأرفع العالم"، ما لم يتمكّن أرخميدس من الحصول عليه، لأن طلبه لم يكن موجّهًا أبدًا لله، ولم يكن سوى من وجهة نظر مادّية، حصل عليه القدّيسون بكامله، فقد منحهم كلّي القدرة كنقطة ارتكاز: نفسه ونفسه فقط؛ وكرافعة: الصلاة التي تشعل بنار المحبّة، وهكذا رفعوا العالم، وما زال القدّيسون المجاهدون حتى الآن يرفعون العالم، وحتى نهاية العالم، سيرفعه كذلك القدّيسون الذين سيأتون.