الضويني يستعرض جهود الأزهر الشريف في مواجهة التغيرات المناخية
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن قيادتنا الرَّشيدة، تقوم بعدد من المشروعاتِ المهمّة، وفي سياقِ الوعيِ الضَّروريِّ لم تألُ مؤسَّسةُ الأزهرِ الشَّريفِ جهدًا في سبيل التَّوعيةِ بخطورةِ التَّغيُّرِ المناخيِّ، ووضعتْ هذه القضيَّةَ المهمَّةَ على قائمةِ أولويَّاتِها، ونادت في أكثرَ مِن مَحفِلٍ بأهميَّةِ تداركِ هذا الأمرِ، وأخذتْ على عاتِقِها التَّوعيةَ والإرشادَ وتدشينَ المبادراتِ والمؤتمراتِ والمنتدياتِ، وتحرَّك الأزهرُ جامعًا وجامعةً لهذه القضيَّةِ الخطيرةِ.
وأضاف الضويني، في كلمته التي ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، أنه في أبريل من عام 2020، في احتفاليةِ يومِ الأرضِ العالميِّ، دعا الأزهرُ إلى «عدمِ إلحاقِ الضَّررِ بالأرضِ الَّتي وهبنا اللهُ إيَّاها نظيفةً نقيَّةً صالحةً للحياةِ، والابتعادِ عن كلِّ الممارساتِ الخاطئةِ الَّتي تَضُرُّ بها وتؤثرُ على حياةِ البشرِ».
وأوضح أن جامعة الأزهرِ أسست لجنةً «لخدمةِ المجتمعِ وتنميةِ البيئةِ» من أهدافِها جَعْلُ الجامعةِ صديقةً للبيئةِ ومنتجةً للطَّاقةِ الشَّمسيةِ.
وأيضا تبنَّى قطاعُ المعاهدِ الأزهريةِ المسؤولُ عن التَّعليمِ الأزهريِّ قبلَ الجامعيِّ، خلالَ العامينِ الماضيينِ، برنامجَ توعيةٍ لتلاميذِ المرحلتينِ التَّمهيديَّةِ والابتدائيَّةِ حولَ الحفاظِ على البيئةِ، وأطلقَ مجمعُ البحوثِ مبادرةَ «مُناخُنا حياتُنا» الَّتي تسعى إلى محوِ الأميَّةِ المناخيَّةِ، وتعمل على نشرِ التَّوعيةِ في ربوعِ مصرَ من خلالِ الوعَّاظِ.
ولفت إلى أن الأزهرُ وقع بروتوكولَ تعاونٍ مع وزارةِ البيئةِ في شهرِ يونيو الماضي؛ لتعزيزِ سُبُلِ التَّعاونِ المشتركِ في مجالِ التَّوعيةِ الخاصَّةِ بالبيئةِ على مستوى الجمهوريَّةِ، ورفعِ الوعيِ البيئيِّ بدايةً من أبنائه الطُّلَّابِ بمختلفِ المراحلِ التَّعليميَّةِ في المعاهدِ والكليَّاتِ مرورًا بالعاملينَ به وانتهاءً بالمجتمعِ بشكلٍ عامٍّ، وذلك بما يملكُه الأزهرُ الشَّريفُ من تأثيرٍ قويٍّ وداعمٍ في المجتمعِ الإسلاميِّ خصوصًا، والمصريِّ عمومًا، وكلُّ هذا منطلقٌ من الواجبِ الوطنيِّ والدينيِّ.
وأكد أننا في حاجة ماسة إلى بث روحِ الجمالِ مرةً أخرى في نفوسِ النَّاسِ، وإلى أن نُعيدَ قراءةَ الكونِ القراءةَ الحقيقيَّةَ الَّتي قرأها مَن سبقَنا من علمائِنا الأكابرِ، فعمَّروه وملؤوه جمالًا أدهشَ كلَّ مَن أتى بعدهم.
وأوضح أنَّ البيئةَ بكلِّ مكوِّناتِها أمانةٌ في أعناقِنا يجبُ أن نحافظَ عليها؛ لتبقى صالحةً كما أرادَها اللهُ، وليستمتعَ كلُّ جيلٍ بحقَّه منها كما استمتعَ مَن سبقَه، مؤكدا أن الأهدافَ الرئيسةَ للاستراتيجيةِ الوطنيةِ للتغيراتِ المناخية 2050 تؤكد ما ذكرناه، ومنها: تحقيقُ نموٍّ اقتصاديٍّ ومنخفضِ الانبعاثاتِ في مختلَفِ القطاعاتِ، وبناءُ المرونةِ والقدرةِ على التكيفِ مع تغيرِ المناخِ، من خلال التخفيفِ من الآثارِ السلبيةِ المرتبطةِ بتغيرِ المناخِ، وأيضا تحسينُ البنيةِ التحتيةِ لتمويلِ الأنشطةِ المناخيةِ.