تحرير عقل أوزوريس.. من قهر إيزيس!
لا زلت أعتقد أن عدم حصول المرأة على حقوقها يعود بالدرجة الأولى إليها. وكنت أُحملها المسئولية لأنها تساهم بشكل كبير فى تكريس التمييز ضدها سواء من خلال ما تمارسه من الفرق فى تربيتها لأطفالها.. خاصة فى التمييز فى المعاملة والحقوق ما بين الأولاد والبنات، أو من خلال تنازلها عن مشاركتها الكاملة وتفويض سلطاتها بالكامل للرجل.. بحسن نية وطيبة قلب.. وغالبًا ما تتحمل ثمنه وحدها.. إذا غدر بها أو طلقها أو تزوج عليها أو استولى على حقوقها وأملاكها، أو أجبرها على التنازل عن حقوقها القانونية فى مقابل الاحتفاظ بحضانة أطفالها، وهو ما تسبب فى وجود خلل فى بناء الأسرة التى تكرس فى نهاية الأمر وجود الرجل باعتباره "سى السيد" فى مقابل وجود المرأة "مكسورة الجناح" والمغلوبة على أمرها.
ورغم اقتناعى الكامل بذلك، فإن الحياة تدور بالشكل الذى ينتج رجالًا لديهم استعداد تام لقهر المرأة حسبما تربى ورأى ما يحدث فى بيته، مثلما تتقبل أخواته البنات الحياة دون كرامة بذل ومهانة وتجاوز لأبسط حقوقها.
مثلما تحتاج تلك الفتيات الصغيرات لمن يعيد لهن الثقة فى الحياة.. يحتاج هؤلاء الرجال لتحريرهم من أفكارهم الظالمة وعاداتهم السوداء.. تحكم نظرتهم لطبيعة المرأة ودورها.
تحتاج المرأة أن تقود بنفسها مبادرات تمكينها بشكل يحافظ على مستقبل التوازن العائلى، كما يحتاج الرجل لتحرير نفسه من الأفكار البالية التى أصبحت بمثابة سجن لعقله من عصور مضت، وهو ما يتلازم مع أهمية مراجعة الأفكار المتشددة، التى تميل إلى استبعاد المرأة وإقصائها من شتى مناحى الحياة.
أسعدنى كثيرًا.. قراءة كتاب د. عزة هيكل عن "تحرير الرجل"، لأنى وجدته يمثل خبرة حياة لكاتبة تتكلم عن المرأة ليس من منطلق كونها امرأة.. بقدر ما هى تنظر لنفسها ولغيرها من أبناء جنسها فى سياق المجتمع الذى تعيش فيه، وليس من خارجه.. باعتبار أن الرجل والمرأة معًا يمثلان نقطة التوازن العائلى والمجتمعى.
أتضامن جدًا مع فكرة أن ثقافة العنف ضد المرأة المصرية تؤكد أنها قد خرجت إلى مشارف الحرية الظاهرية تحت مسميات الحرية والتحرر.. دون حصولها بشكل حقيقى على تلك الحرية، واستمرار تربية الطفلة على أنها الأضعف جسديًا وفكريًا. أما الفكرة الثانية، فهى كون المرأة ملكية خاصة أو ملكية عامة للمجتمع قبل أسرتها.. سواء للقنوات الفضائية التى تتاجر بشكل المرأة فى الإعلانات وكليبات الأغانى، أو بالتعامل معها على اعتبار أنها ناقصة عقل ودين وأهلية.
نقطة ومن أول الصبر.
فى "تحرير الرجل".
- التعليم والثقافة جناحا المرأة اللذان تطير بهما نحو مشارف الشمس التى ترسل أشعة النور للمجتمع والأسرة.
- تحرر من خوفك، ومن غمامة الماضى، وأسر الخرافة.
- حرية المرأة ليست بلا ضفاف، وإلا غمرنا فيضان الفوضى.
- أنت على عكس ما تربيت.. لك حدود وسقف إنساني وأخلاقي.
- عباءة الرجولة تحوى الإنسانية فى صدق وشرف.
- إياك وقهرى.. فهو قهر لك.
- أنت لا ترى سوى طيبتى.. فاحذر أن تجرحها.. فتعود كما كنت غريبًا.
- سأظل أنا إيزيس، وتظل أنت أوزوريس.