رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (6)
عزيزي عمر خورشيد
ها قد التقينا من جديد،
بضع أيام تفصلنا، عن أجمل شهور العام، شهر النصر، شهر أكتوبر.
يخيل إلى أنه شهر خاص جدًا، بل أكثر تميزاً، يختلف في كل شيء ، سحابه هواءه، نهاره، وشمسه الساطعة.. التي أضاءت أيامنا بشموخ وعزة ونصر للأبد.
أحُب هذا الشهر بشكل خاص ، بتفاصيله وكل ما يزين أيامه القليلة التي تمر كالرياح .. كعمرنا وحياتنا على ظهر هذا الكوكب...!
ربما يرجع ذلك لارتباطه بذكريات عدة ، ذكريات الطفولة البريئة، انتظار أول عطلة بعد بدء العام الدراسي بتأفف .. !!
وربما لأن به نحتفل بنصر يوم السادس من أكتوبر العظيم ،
أكبر وأعظم انجاز حربي مر بتاريخ العالم وليس مصر فقط..!
أترقب هذا اليوم المميز، وما تبثه القنوات من احتفالات خاصة بالنصر، بدء بالفواصل التي تزينها الأغاني الوطنية، بتوزيعاتها الحديثة والقديمة فكل لحن شاركنا طفولتنا وأحلامنا شكل وجدان أبناء جيلي .. حيث كانت عاملا رئيسيا في طريق أحلامنا وسبل تحقيقها رغم كافة المعوقات ... لذا اعتبرني وجيلي من أكثر الأجيال حظا ففيه عشنا أشياء يستحيل أن يشعر بروعتها غيرنا..
ناهيك عن الأفلام الحربية وما بها من معارك حربية.
وموسيقاها التصويرية الخالدة التي شاركتنا ملحمة العبور على مدار التاريخ والحياة..
لا سيما فيلمك الذي اعشق ولحنك الذي أحبه ويحبه من يحبك مثلي...!
لكل هذه الأشياء تجدني سعيدة، اعبر تلك الأيام بقفزة واحدة بكل الحيوية والحماس والحيوية.
عزيزي عمر خورشيد
عندما يكون الحديث عن الحماس والحياة يتردد صدى لحنك الذي اعشق في قلبي ليمدني بالشجاعة والثقة بالنفس ، لأجدني أتحدى الزمن، و الظروف، وأشارك من أحب هواياتهم، حتى ولو كانت خطرة....!
يكفي أن تشعر بالنشوة والتحرر من كل القيود،
قيود الحياة والعادات والتقاليد، ورتم أيامنا، ورغبة البعض في وأد تلك الروح الشفافة وكبت الحريات بمصطلحات مغلفة بالحرص والحذر والخوف وهي ابعد ما تكون عن ذلك ..
قد يكون رأيي قاسياً ونظرتي قاصره، لكني لا أراها إلا على هذا النحو، رغبة في التحكم، وفرض السيطرة ، بل في قتل الروح..!
قطع لذلك الخيط الصغير الذي يربطنا بالحياة كالشريان ، فنعيش بفضله في قناعة واستقرار وسعادة وراحة بال....
عزيزي عمر خورشيد
لا يمكن أن نشعر براحة البال إلا إذا أحببنا، ووثقنا فيمن نحب.. ولأنه من النادر أن نقع في الحب أو أن نجد الحب الحقيقي ...!
فأنه عندما نجد بوادر اهتمام أو حُب في شخص ما ، نترك العنان لأنفسنا دون تفكير أو تريث..!
رغبة في التمسك بشبح هذا الحُب وربما ضجرًا من محاولة البحث...!
نتعامل بحذر ، ريبه ثم يتلاشى كل شيء ويتبخر أمام سطوة كلمة "أحُبك" السحرية..
أمام تلك الكلمة تتلاشى الحواجز، وتزول العقبات، ونصبح أسرى لتلك الحالة التي طالما رغبنا في أن نعيشها بكل تفاصيلها..وحماسها .
عزيزي عمر خورشيد
حماس الحُب هو انعكاس لإلحانك التي يتردد صدها في حياتنا، لحنك الملحمي الذي أحب ويحبه من يحبك مثلي.
لحن فيلمك الرائع "الرصاصة لا تزال في جيبي" لحن أخاذ ساحراً قادرًا على تحويل الخريف لربيع وتبديد الظلام لنور..
ربما سر حبي وتعلقي به أن من يحبه مثلي قليليين، أو لم أقابل احداً يعشقه حد الذوبان مثلي، إلا صديقي الفيلسوف، الذي نتجادل كثيرًا ونتناقش أكثر ونضحك أكثر وأكثر..
لا أخفي عليك أحُب مزاحه وأحُب انطلاقه وتشجيعه الدائم لي ودعمه الدائم لأي شيء أقوم به حتى ولو كان جنونيًا....
لاسيما لحنك الملحمي الذي يبثني القوة ويزيدني إصرارا على ما أفعل.. دون ذرة تردد أو لحظة خوف..
فوجود أشخاص تطمئن لصحبتهم مثل صديقي الفيلسوف وصديقة الممر وغيرهم من الأشخاص المميزين ممن يتركون أثرًا طيبًا في القلوب .. وجود مثل هؤلاء في حياتنا يجعل لأيامنا لوناً ولحياتنا رونق .. روح، فهم النور الذي تهتدي له روحي.. كم أود أن تقابل دائرتي تلك بأشخاصها الأكثر تميزًا مثلك..
كلي يقين أن هناك لقاء حتمًا سيجمعنا.. على أنغام لحنك الذي أحُب ..كيف ومتى لا أكترث ...فما أجمل أن تعيش على أمل أن يتجدد اللقاء ....وهذا ما أفعله معك، كل رسالة، أنا ومن يترقب رسائلنا مثلي...!
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير والى لقاء