مصرنا الحبيبة.. وخصوصية أقدم الحضارات
إذا تحدثنا عن الدولة الأولى قدمًا وتاريخًا فستأتى العراق فى المقدمة، حيث يرجع بدايتها إلى سبعة آلاف وثلاثمائة سنة، وتأتى مصر تاريخيًا وعالميًا كأقدم دولة، ويذكر بالتقدير الفرعون نارمر الذى سجل قيادته لمصر فى تاريخ يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح، كما أن العديد من الرسوم يرجع إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
أما الدولة الثالثة فهى كوريا، أربعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وأربعون سنة، وكان أول ملوكها الملك دانجون، وتعرضت هذه الدولة إلى انقسامات، ثم تجمعات، جعلتها متحدة، ومع نهاية الحرب العالمية التانية انقسمت إلى قسمين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
والدولة الرابعة هى فيتنام ويرجع تاريخها إلى نحو أربعة آلاف وثمانى وخمس وتسعين سنة، أما الدولة الخامسة فهى اليونان التى بدأت من ألفين وثلاثمائة وثلاثة وخمسين عامًا، واتحدت اليونان لأول مرة فى عام ٣٣٧ قبل الميلاد فى زمن الملك فليب الثانى مع مقدونيا.
الدولة السادسة هى الصين التى يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف وستة عشرة سنة، والدولة السابعة هى الهند وتاريخها 23387 سنة لذا تعد أقدم الحضارات على وجه الأرض إذ يعود تاريخها إلى عام ٣٢٢ قبل الميلاد، وشملت الهند باكستان وبنجلاديش وأخيرًا حصلت على استقلالها والهند تشمل أجزاء متعددة.
والدولة الثامنة هى الحبشة، تاريخها منذ ٢٣١٦ سنة ويعود اسمها إلى اسم قبيلة كانت تسمى الأحباش التى هاجرت من اليمن إلى أعلى جزء فى إفريقيا، وتعتبر الحبشة منطقة مملكة أكسوم التى تأسست منذ ثلاثة قرون قبل ميلاد المسيح، ثم تأتى إثيوبيا، واسم إثيوبيا الرسمى يعود إلى الإمبراطور الإثيوبى ميولك الثانى الذى أطلق على نفسه ملك ملوك الحبشة بعد انتصاره على النوبيين الأحباش.
ثم إيران أى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهى تقع شرق الخليج العربى وعلى حدود العراق وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمنستان وأفغانستان وباكستان، ولها مكانة متميزة مع كل هذه المواقع المتقاربة لها، كما أن لها شهرة عالمية فى صناعة السجاد اليدوى كما تشتهر بمتاحفها العالمية.
ثم سان مارينو ألف وسبعمائة وخمسة عشرة سنة وهى متجاورة مع إيطاليا وبترتيب الدول تاريخيًا على النحو التالى: العراق، مصر، كوريا، فيتنام، اليونان، الصين، الهند، الحبشة، إثيوبيا، ثم سان مارينو، هذه هى أقدم عشر دول حول العالم.
وعودة إلى مصر أو بالإنجليزية إيجيبت Egypt البلد الذى لم يتغير فى معدنه أو فى عراقته رغم تغير الحكام بل والأنظمة من قديمها إلى حديثها، حتى عندما أريد تغيير الاسم إلى دولة عربية متحدة لم يلغى مصر تاريخًا وحضارة ومهارة ويبقى اسم مصر متفردًا لا شبيه أو محاول وصف منطقة ما فى أى ركن من أركان العالم بجميع قاراته أن يعادل أو يماثل ولو بالشبه إلى مصرنا الغالية.
نعم مصر مهد الحضارات وملاذ المتعبين والمطرودين والدليل الأوضح والأقدم هو ما حدث مع السيد المسيح الذى لجأت به فى طفولته الأم العذراء مريم، هربًا من هجمات حاكم ذلك الزمان الذى أراد التخلص من كل طفل ذكر ولد فى تاريخ ميلاد المسيح الذى تحدثت عنه الملائكة بأنه يولد ولد ليس عاديًا، بل يدعى الملك الأمر الذى أفزع حاكم زمانه، فقرر قتل جميع الأطفال الذين ولدوا فى تاريخ ذلك، الأمر الذى جعل يوسف النجار يأخذ العذراء مريم والطفل ويلجأوا إلى مصر بلد الأمن والأمان حتى فاقت سمعتها جميع البلدان المعروفة فى ذلك الزمان، وجاء المسيح مباركًا لمصر حتى تبقى الدولة الفريدة حتى نهاية الأيام.
ولعل هذه الصورة الأزلية تعيش فى حياة كل مصرى ومصرية يفتخر بمولده على أرضها شرب من نيلها ونما بغذائها يعترف بجمال وحنو أرضها وكل من ولد فيها وعاش على أرضها حتى ولو طال فراقها لكنها لم ولن تنسى من ترابها وحتى تبرها ومن نيلها، وحتى قطرات أمطارها.. وتبقى مصر فى القلوب حية وفى العقول مسرة ويظل كل أبنائها يحيونها بل ويحيون معها ولو تغربوا عنها جغرافيًا لكنها لن تغيب لحظة أو خطوة عن قلوبنا وعقولنا.