كوريا الشمالية تطلق تحذيرا مع بدء مناورات بحرية بين واشنطن وسيول
بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاثنين، أول مناورة بحرية مشتركة بينهما بالقرب من شبه الجزيرة منذ خمس سنوات، ما دفع ببيونغ يانغ إلى إطلاق تحذير من خطر تسبب الحلفاء باندلاع حرب.
وتعهّد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي تولى منصبه في مايو بتعزيز التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة بعد سنوات من الدبلوماسية الفاشلة مع كوريا الشمالية في عهد سلفه.
وقالت البحرية الجنوبية في بيان إن هذه التدريبات هدفها "إظهار الإرادة القوية لتحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للرد على الاستفزازات الكورية الشمالية".
وفي الأمم المتحدة، حذّر سفير كوريا الشمالية كيم سونغ من أن المناورات تثير "قلقا جديا".
وقال السفير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "من الجلي أنه عمل بالغ الخطورة (من شأنه أن) يشعل الفتيل لدفع الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية إلى شفير الحرب".
وتأتي التدريبات غداة إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بالستيا هو الأحدث في سلسلة من عمليات كثيرة مماثلة نفذتها بيونغ يانغ هذا العام.
وأجرت بيونغ يانغ عددا قياسيا من تجارب الأسلحة هذا العام، وعمدت في وقت سابق هذا الشهر إلى تعديل قانون يسمح لها بتنفيذ ضربة نووية وقائية وتعهدت عدم التخلي عن أسلحتها النووية.
وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال كيم إن الولايات المتحدة "أجبرت" الشمال على التحرّك، في إشارة إلى كوريا الشمالية وتسميتها الرسمية جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية.
وتابع "على الولايات المتحدة أن تدرك بكل وضوح أن سياستها الشنيعة والعدائية التي تنتهجها تجاه جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية منذ 30 عاما هي التي أتت بالواقع الذي نعيشه اليوم"، داعيا واشنطن إلى إجراء مراجعة لنهجها لمعرفة "إلى أي حد تريد إطالة أمد الوضع الراهن".
وواشنطن هي الحليف الأمني الرئيس لسيول ولديها حوالى 28500 جندي في كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها الشمالية المسلحة نوويا.
وكوريا الشمالية خاضعة لعقوبات دولية عدة على خلفية برنامجيها النووي والبالستي.
وقالت الصين المجاورة إنها "لاحظت" التدريبات العسكرية المشتركة في المنطقة عندما سئلت عن إطلاق الصاروخ الاثنين ودعت إلى "الحوار والتشاور".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين في مؤتمر صحفي دوري "المسألة الرئيسية هي أن مخاوف الجانب الكوري الشمالي المشروعة والمعقولة لم تتلق الرد المناسب".
وأضاف "على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها وتوقف المواجهة والضغط وتهيئ الظروف لاستئناف الحوار الهادف".
وحذرت الرئاسة الكورية الجنوبية السبت من أن كوريا الشمالية تستعد لاختبار صاروخ بالستي يطلق من غواصة (SLBM) وهو سلاح كانت جربته في مايو.
ومنذ زمن تجري واشنطن وسيول مناورات عسكرية مشتركة تشدّدان على طابعها الدفاعي. لكن كوريا الشمالية ترى فيها تدريبا على غزو.
والشهر الماضي أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أكبر مناورات عسكرية مشتركة لهما منذ العام 2018، في استئناف لتدريبات واسعة النطاق كان قد انحسرت من جراء تفشي كوفيد-19 وإبان الانفتاح الدبلوماسي على بيونغ يانغ.