أمل بكرة.. كيف تبنى «المتحدة» وعى الأطفال بأكبر مشروع لصناعة المحتوى؟
تواصل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تأدية دورها الوطنى، من خلال تقديم النموذج الذى يحتذى به فى العمل الإعلامى الذى يرتقى بالذوق العام، ويصون قيم وعادات المجتمع والأسرة المصرية، فبعد نجاحات عدة فى الدراما والسينما والإعلام، قررت دخول عالم صناعة المحتوى الموجه للأطفال بمختلف أنواعه، من برامج ومسابقات ومسلسلات وأفلام رسوم متحركة وعرائس. وفى هذا الإطار، أعلنت الشركة عن إطلاق أكبر مشروع لصناعة المحتوى الموجه للأطفال فى العالم العربى، من خلال تأسيس شركة «نبتة» التى ستبدأ عملها بـإنتاج ٧ أعمال كبرى، بعضها جاهز للعرض، وسيكون متاحًا للمشاهدة من خلال شبكة قنوات «المتحدة»، بداية من أكتوبر المقبل. «الدستور» التقت عددًا من القائمين على العمل، وخبراء إعلام، وتربويين، للحديث حول هذا المشروع المهم فى إطار «بناء الوعى».
جزء ثانٍ من «يحيى وكنوز»
عبّر الكاتب محمد عدلى، مؤلف مسلسل «يحيى وكنوز»، عن سعادته بإطلاق «المتحدة» مشروعها الضخم لصالح الأطفال.
وقال: «بعد نجاح الجزء الأول من المسلسل، قرر القائمون عليه استثمار المسلسل وتحويل الشخصيات الرئيسية لـ(عرائس يحيى وكنوز وسينو)، وأصبح فقرة فى برنامج (رحلة سعيدة) الذى أشارك فى إعداده». وأضاف: «بدأت التحضير أيضًا للجزء الثانى من العمل والمكون من ٢٦ حلقة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وسأحرص على تطعيمه بالعديد من الأفكار والمفاجآت؛ حيث سأتطرق إلى الرسوم الساخرة فى الحضارة المصرية القديمة والرياضة فى حياة المصرى القديم والفلك، وأهم عواصم مصر التاريخية وأهم المسلات والمعابد وأسرار بناء الأهرامات».
حكايات عن القيم والأخلاق فى «رحلة سعيدة»
قالت الكاتبة سماح أبوبكر عزت، المتخصصة فى أدب الطفل مقدمة ومعدة برنامج «رحلة سعيدة»، إن الخطوة التى أعلنت عنها «المتحدة» ترجمة فعلية لتوجيهات الرئيس السيسى، بالاهتمام بالأطفال.
وأشارت إلى أن المحتوى الذى ستنتجه «نبتة» يغرس فى قلوب الأطفال قيم التسامح والمواطنة وتقبل الآخر، و«كلها أخلاق حميدة تفتقدها شريحة كبيرة متروكة عرضة لمخاطر مواقع التواصل الاجتماعى بما تحويه من انفلات أخلاقى».
وعن برنامجها المنتظر قالت: «البرنامج موجه لجميع أفراد الأسرة، وفكرته هى خلق نوع من التنافس الشريف بين أسرتين ويُطلب من جميع الأفراد ترك الهواتف المحمولة، والانخراط فى مسابقات متنوعة وألعاب، مع تخصيص فقرة لسرد حكاية باسم ماما سماح، عن القيم والأخلاق الحميدة».
«القومى للطفولة والأمومة»: استراتيجية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت
أشاد الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة والسكان المشرف على المجلس القومى للطفولة والأمومة، بما أعلنته «المتحدة» بإطلاق «نبتة» كأكبر شركة إنتاج متخصصة فى المحتوى الإعلامى للطفل.
وأشار إلى عدد من الأعمال الإعلامية التى قدمتها «المتحدة» مؤخرًا، مثل مسلسل «يحيى وكنوز» الذى قدمته شاشة DMC فى رمضان الماضى، ويدعم روح المواطنة وحب الوطن والانتماء، ويقدم فى شكل مسلسل كرتون جذاب للصغار والكبار، بالإضافة إلى المسلسل التليفزيونى الدرامى «نقل عام» الذى قدمته شاشة On E فى يناير الماضى، وقدم عددًا من القضايا مثل تنظيم الأسرة وعلاقته بموضوعات مثل: العزوة وإنجاب الإناث وتعليم الفتيات وتعدد الزوجات.
ولفت إلى ما يتم الإعداد له من مقترح مشروع استراتيجية وطنية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، من منطلق تبنى دعوة ومبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدف «بناء الوعى»، التى تهدف لدعم حق الأجيال القادمة من الأطفال والنشء والشباب فى التربية والتعليم على أسس صحيحة تقوم على المواطنة والتسامح والأخلاق النبيلة وتنمية المهارات والإبداع.
أساتذة إعلام: خطوة تحمى عقول الصغار من «السوشيال ميديا»
أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن عقول الأطفال عرضة للاختراق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى والتطبيقات التكنولوجية الجديدة، موضحة: «أصبحت لدى الأطفال خبرة كبيرة فى التعامل مع التطبيقات والألعاب والأجهزة الجديدة، التى قد تعرض للطفل محتوى غير مناسب لمجتمعنا المصرى، أو محتوى يضم مشاهد عنف».
وأشادت «ليلى» بمشروع «المتحدة»، وقالت: «سيُحدث اختلافًا كبيرًا فى البيئة التى نعيش فيها، من خلال البحث وإعداد محتوى يحتاجه الطفل، وفقًا للأسس العلمية». وأضافت أن هناك فئات كثيرة للأطفال، فهناك سن الطفولة وسن الدراسة وسن المراهقة، حتى سن ١٨ عامًا، وكل فئة لها محتوى يناسبها، متابعة: «يجب أن نقف مع أى تجربة مميزة تهدف لتقديم محتوى يهم أطفالنا وينمى من قدرتهم، وفقًا للمعايير الصحيحة، من خلال البرامج والكارتون وغيرهما من القوالب المختلفة». من جهته، قال الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إن خطوة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية «مهمة جدًا». وأضاف «عبدالعزيز»: «أرى أن هذه المبادرة واحدة من أهم المبادرات التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وقد طالبنا كثيرًا بالاهتمام بصناعة محتوى للطفل، خاصة أن أبناء الجيل الحالى ثقافتهم وقدرتهم مختلفة عن الأجيال السابقة». وتابع: «الاهتمام بالنشء أمر مهم، لأنه يحمى الأجيال الجديدة من الأفكار التى يصدرها لنا الغرب، مثل المثلية»، مشددًا على أن العبث بعقول الأطفال يعنى الإضرار بأمن مصر، لأن الأطفال هم استثمار البلد الحقيقى.
خبير تربوى: حائط صد ضد الأفكار الشاذة المستوردة
أشاد الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوى، بإعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إطلاق أكبر مشروع محتوى أطفال فى الإعلام العربى، من خلال خريطة شاملة تتضمن برامج وأعمالًا درامية وكارتونية موجهة للأطفال بمختلف مراحلهم العمرية.
وقال «حمزة» إن هذه الخطوة الجديدة من قبل «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى غاية الأهمية، لأنها تسهم فى زيادة الوعى لدى الأطفال وأولياء أمورهم ضد الأفكار الهدامة القادمة من الخارج، مثل «المثلية» وغيرها من الأمور التى لا تليق بمجتمعنا. وأضاف: «إطلاق هذا المحتوى المخصص للأطفال سيكون أكبر وأقوى حائط صد ضد الأفكار الشاذة التى لا تليق بمجتمعنا وهويته الخاصة، إلى جانب مساهمته فى الجانب التربوى لدى الأطفال، بما يعمل على خلق جيل مميز يمتلك قاعدة كبيرة من المعلومات الصحيحة المبنية على أسس علمية». ورأى الخبير التربوى أن هذا المشروع سيكون كذلك استكمالًا لسياسة الدولة الهادفة لاكتشاف المواهب فى مختلف المجالات، على ضوء اهتمام وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ببناء شخصيات الأطفال بشكل إيجابى.
أولياء أمور: يحمى أبناءنا من «تيك توك» وأخواتها.. وبلهجة مصرية
رحب عدد من أولياء الأمور بالمشروع، خاصة أنه يحمى أبناءهم من الأفكار الغريبة والمشاهد غير اللائقة، التى تمتلئ بها المنصات الرقمية الحديثة مثل «يوتيوب» و«تيك توك» وغيرهما.
وقالت إسراء أحمد، ولية أمر: «دى حاجة كويسة جدًا.. من زمان بنسأل ليه المحتوى الإعلامى بتاعنا ميكونش فيه برامج أطفال زى زمان، وحاجات تشد بعيدًا عن اليوتيوب والتيك توك وغيرهما من المنصات الرقمية الحديثة الصعبة فى المراقبة والمتابعة، وتتضمن العديد من المشاهد غير اللائقة».
وأضافت: «من زمان نفسنا فى محتوى زى ده، محتوى يكون مصرى خالص، لأن فيه قنوات كتير للأطفال، لكنها صادرة عن دول عربية أخرى، ونتمنى أن يكون المحتوى المصرى ده تعليمى وجاذب للأطفال». ووصفت إعلان «المتحدة» بأنه فى غاية الأهمية، لأن المحتوى المزمع إطلاقه فى الفترة المقبلة سيكون حائط صد ضد الأفكار التى يخاف أولياء الأمور منها على أبنائهم، متابعة: «أنا على المستوى الشخصى بدعم الفكرة وبتمنى أشوف حاجة تكون إضافة حقيقية لأطفالنا».
واتفقت منال العطار على أهمية المشروع، قائلة: «نتمنى أن تكون البرامج هادفة، تحث الأطفال على القيم واحترام الآخر وكتير من الآداب والأخلاق اللى محتاجينها، ومن الضرورى تكون بلهجتنا المصرية». كما طالبت بالتوسع فى مشروع «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب فى كرة القدم، وعدم اقتصاره على الأطفال فى سن ١٤ عامًا فقط، لأن هناك الكثير من المواهب القوية التى تنتظر فرصة.