من تاريخ كأس العالم «4».. فيفا يجامل إيطاليا ولاعب المجر يعود من الإصابة ليهدر ركلتي جزاء
حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، وهذه المواقف يرصدها "الدستور" على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.
الحلقة الأولى من مونديال إيطاليا 1934
بدأت السياسة تتدخل في بطولة كأس العالم في النسخة الثانية التي استضافتها إيطاليا عام 1934، حيث قام نظام بينتو موسوليني الفاشي بالضغط على الاتحاد الدولي لمنح إيطاليا شرف تنظيم البطولة واستخدم طرقا ملتوية حتى يفوز المنتخب الإيطالي باللقب، وقام موسوليني بتخصيص كأس إضافية تمنح للبطل بخلاف كأس جول ريميه تحمل اسم "كأس الدوتشي".
من طرائف البطولة أن إيطاليا كانت الدولة الوحيدة التي استضافت كأس العالم وشاركت في التصفيات، حيث واجهت المنتخب اليوناني في مدينة ميلانو وفاز برباعية نظيفة ولم تقم مباراة العودة التي كان مقررا إقامتها في اليونان، وكان السبب المعلن وقتها أن اليونان تخشى التعرض لهزيمة ثقيلة أخرى، لكن بعد سنوات وضحت الحقيقة وهب أن الإيطاليين عرضوا على الإتحاد اليوناني شراء منزل من دورين ليكون مقر ا له مقابل الغاء المباراة.
فيفا يجامل إيطاليا
المنتخب الإيطالي الذي واجه اليونان في التصفيات ضم ثلاثة لاعبين شاركوا في مونديال 1930 مع منتخبين وهم لويس مونتي وإنريكي جوايتا من الأرجنتين وأمبيلوكيو ماركيز من البرازيل، وكانت اللوائح وقتها تجبر اللاعب الذي يريد اللعب لمنتخب بلد أخر أن يقيم ثلاث سنوات في هذا البلد وأن تمر ثلاث سنوات على أخر مباراة لعبها مع منتخبه السابق ولم تتوافرهذه الشروط في اللاعبين الثلاثة، حيث لعب مونتي أخر مباراة مع الأرجنتين عام 1931ولعب جوايتا أخر مباراة مع الأرجنتين عام 1933 في حين وصل ماركيز الى إيطاليا عام 1931.
الغريب أن الاتحاد الدولي "فيفا" رفض أن يلعب الروماني لوليو بيركاني مع منتخب بلاده لأنه لعب لمنتخب المجر عام 1932 في مثال واضح لسياسة الكيل بميكالين.
السويسري القصير المكير
كان منظر السويسري ليوبولد كيلهوبز لايوحي بأنه لاعب كرة، قدم فقد كان طوله 170 سنتيمترا ويرتدي نظارة طبية بعدستين سميكتين لكنه كان مهاجما متميزا وسجل هدفين في مرمى هولندا في المباراة التي انتهت يفوز سوسيرا 3-1، كما سجل هدفا مرمى تشيكوسلوفاكيا لكن سويسرا خسرت 2-3 وغادرت البطولة التي أقيمت بنظام خروج المغلوب، والغريب أن ليوبولد كان ضمن بعثة المنتخب السويسري في مونديال فرنسا 1938 لكنه لم يشارك في أي مباراة.
غياب القائد المحامي
لم يشارك جيورجي ساروسي قائد منتخب المجر في مباراة فريقه أمام منتخب مصر التي انتهت بفوز المجر 4-2 لأنه كان يعمل في مكتب للمحاماة في بودابست ولم يستطع اللحاق بالقطار الذي كان سينقل المنتخب المجري من بودابست الى إيطاليا لارتباطه ببعض الأعمال الخاصة بالمكتب، وبعدها سافر ساروسي وشارك مع منتخب المجر أمام النسا وسجل هدفا ثم عاد لبلاده بعد الهزيمة 1-2.
عاد من الإصابة ليهدر ركلتي جزاء
في مباراة النمسا والمجر بالدور ربع النهائي أصيب اللاعب المجري ستيفان أفار قبل نهاية الشوط الأول وغادر الملعب لكن ماحدث في الشوط الثاني يدعو للعجب، حيث تقدم منتخب النمسا بهدفين فطلب المدرب أودون ناداسي من أفار العودة للملعب لأن الوصول للتعادل سيكون صعبا والفريق يلعب بعشرة لاعبين، وتحامل أفار على نفسه وعاد للملعب وحصل على ركلة جزاء سددها بنفسه فوق العارضة، ثم احتسب الحكم ركلة جزاء ثانية للمجر وأراد جيورجسي ساروسي التصدى لها لكن أفار أقنعه بأن يترك الكرة له وتكرر نفس الأمر وسدد أفار الكرة فوق العارضة، والطريف أن الحكم احتسب ركلة جزاء ثالثة للمجر لكن هذه المرة تصدي لها ساروسي وسجل هدف، لكن المنتخب المجري أكمل اللمباراة بتسعة لاعبين بعد خروج أفار للإصابة وطرد زميله إمرا ماركوس وفي النهاية فازت النمسا 2-1.