الكاثوليكي إيتين هنري جيلسون.. أمير شراح فلسفة العصور الوسطي

تحل اليوم ذكرى الفيلسوف الكاثوليكي إيتين هنري جيلسون، الملقب بأمير شراح فلسفة العصور الوسطي، وقال عنه ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، في دراسة له إنه يمثل الفيلسوف ومؤرخ تاريخ الفلسفة الفرنسي الكبير ايتين جيلسون حلقة مهمة في تاريخ الفلسفة عموما وتاريخ فلسفة العصور الوسطى  خصوصا.

أما عن إتين جلسون نفسه ؛  فلقد ولد في باريس لأسرة كاثوليكية متدينة في 13 يونيو 1884 ؛  وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ حتى حصل علي ليسانس الفلسفة من جامعة السوربون 1906 ؛ وقد تتلمذ علي يد الفيلسوف الفرنسي الكبير هنري برجسون. 

ولقد بدأ بالعمل في التدريس بجامعة ليل عام 1913 ؛ وقام بتحضير رسالة  الدكتوراة تحت عنوان " الحرية عند ديكارت " ؛ وفي عام  1919 أصبح أستاذا لتاريخ الفلسفة في جامعة ستراسبورج ؛ وقام بالتدريس بجامعة باريس مادة تاريخ الفلسفة في العصر الوسيط خلال الفترة من ( 1921- 1932 ) ؛ ثم انتدب للتدريس بجامعة هارفارد بدعوة من مؤسسة القديس باسيليوس.. ولقد قام بتأسيس للمعهد البابوي لدراسات العصور الوسطى بجامعة تورنتو بكندا. 

ولم يكتف الفيلسوف الكبير بالعمل الأكاديمي فقط ؛ بل شارك أيضا في الحياة الثقافية والسياسية في المجتمع الفرنسي . حيث عمل مستشارا لرئيس الجمهورية الفرنسية خلال خلال عامي (1947- 1948 ) . 

حيث طالب بحياد أوربا أمام أخطار الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي ؛ كما أنتخب عضوا بمجلس الشيوخ الفرنسي .  ولقد أستمر ايتين جيلسون في العمل والانتاج حتي توفي 19 سبتمبر 1978 ويذكر الدكتور إمام  عبد الفتاح إمام تاريخ آخر للوفاة هو 20 مايو 1978، عن عمر يناهز 94 عاما قضاها كلها في العلم والتدريس والكتابة . 

ولقد أثري الفيلسوف الكبير المكتبة الفلسفية بالعديد والعديد من الكتب والمؤلفات القيمة نذكر منها :- 

1- الحرية عند ديكارت وفي اللاهوت ( 1913 ).

2- الفهرس المدرسي المسيحي .

3- التوماوية :- مقدمة لنسق القديس توما ( 1919 ). 

4- دراسات عن الفلسفة الوسيطة ( 1921 ) .

5- الفلسفة في العصر الوسيط (جزءان ) ( 1922 ) .

6- فلسفة القديس بونافتيرا ( 1924 ) .

7- تعليق علي "حديث الطريقة " لديكارت ( 1925 ) .

8- القديس توما الأكويني ( 1925 ) .

9- المدخل إلي دراسة القديس أوغسطين ( 1929 ) .

10- درسات عن تأثير الفكر الوسيطي في تشكيل النظام الديكارتي ( 1930 ) .

11- روح الفلسفة الوسيطة ( 1932 ) .

12- الأفكار والوسائل ( 1932 ) .

13- من أجل نظام كاثوليكي ( 1934 ) .

14- اللاهوت الصوفي عند القديس برنار ( 1934 ) .

15-  الواقعية الممنهجة ( 1935 ) .

16- الفلسفة والمسيحية ( 1936 ) .

17- وحدة الفلسفة والتجربة ( 1937 ) .

18- دانتي والفلسفة ( 1939 ) .

19- التوماوية والواقعية ونقد المعرفة ( 1939 ) .

20- اللاهوت وتاريخ الروحانية ( 1943 ) .

21- إيلوار وأبيلار .

22- ديمقراطيتنا (1947 ) .

23- الوجود والماهية ( 1948 ) .

24- القديس برنار ( نصوص مختارة ) ( 1949 ) .

25- يوحنا الإسكتلندي :- مدخل إلي مواقفه الأساسية ( 1952 ) .

26- مسوخ مدينة الله ( 1952 ) .

27- سلام الحكمة ؛ الأكويني ( 1960 ) .

28- ثلاثة دروس حول إشكالية وجود الله ( 1961 ) .

29- مجتمع الكم وثقافته ( 1967 ) .

30- مديح لبرجسون ( 1967 ) .

31- من أرسطو إلي داروين فعودة (1971 ) .

32 – القديس توما الأخلاقي ( 1947 ) .

33- الإلحاد العسير ( 1979 ) .

 والجدير بالذكر أنه صدرت ترجمة عربية لأحد كتب الفيلسوف الكبير وهو كتاب " روح الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط " قام بترجمة الكتاب إلي اللغة العربية والتعليق عليه الأستاذ الدكتور المرحوم "إمام عبد الفتاح إمام " ولقد صدرت الطبعة الأولي منه في أكتوبر 1973 ؛ وصدرت الطبعة الثانية بعدها ( غير مذكور السنة بالضبط ) كما صدرت طبعة ثالثة عن مكتبة مدبولي  في مايو 1995 . الجدير بالذكر أنه قد صدرت طبعة رابعة لهذا المرجع الهام عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وحول أهمية كتابات جيلسون ؛ يذكر الدكتور إمام عبد الفتاح إمام ؛ أنه آمن بوجود رابطة قوية بين المسيحية والفلسفة ؛ أو الفهم والإيمان، فضلا عن أنه كان يحاول أن يثبت أن أعمال القديس توما الأكويني (1225 – 1274 ) لا تزال تواكب العصر ؛ وأنها قادرة علي أن تجنب حضارتنا الإنسانية الفوضي والضياع .