من تاريخ المونديال «1».. أورجواي 1930.. عامل سيارات صاحب الهدف الأول
حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر وهذه المواقف سيتناولها "الدستور" على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.
بعد الإعلان عن استضافة أوروجواي لأول بطولة لكأس العالم تم اختيار الفترة من 13 إلى 30 يوليو 1930 لإقامة مباريات البطولة حتى تتزامن مع العطلات الصيفية في أوروبا مما يتيح الفرصة لأكبر عدد من المنتخبات الأوروبية للمشاركة في البطولة وهو مالم يحدث وبدأت الاعتذارات الأوروبية تتوالى بحجة معاناة القارة العجوز من أزمة اقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى وعندما أعلن الاتحاد الدولي أن أورجواي ستتحمل تكاليف سفر وإقامة كل المنتخبات المشاركة في البطولة تغيرت الحجة الى أن السفر الى أورجواى يستغرق وقتا طويلا ما يؤدى لحرمان الأندية من لاعبيها عدة شهور وفي النهاية نجح الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي في إقناع حكومات فرنسا ورومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا بالمشاركة في البطولة، وفي الحادي والعشرين من يونيو عام 1939 أبحرت السفينة "كونتي فيردي" وعلى متنها منتخبات فرنسا وبلجيكا ورومانيا في حين سافر منتخب يوغوسلافيا على السفينة فلوريدا.
أول حالة طرد وأقل حضور جماهيري
شهدت مباراة رومانيا وبيرو التي أقيمت بملعب بينارول أقل حضور جماهيري في تاريخ المونديال ولم يتواجد في الملعب سوى 300 متفرج تقريبا، كما شهدت المباراة أول حالة طرد في تاريخ كأس العالم كانت من نصيب بلاسيو جاليندو لاعب بيرو، ووفقا للوائح وقتها كان اللاعب المطرود يتم إيقافه في المباراة التالية ولم يشارك بلاسيو أمام أورجواي وبالتالي كانت مباراة رومانيا هى الأولى والأخيرة له في المونديال لأن منتخب بيرو خرج مبكرا بعد لعب مباراتين فقط.
صاحب الهدف الأول عامل سيارات
الفرنسي لوسيان لوران صاحب أول هدف في تاريخ المونديال كان عاملا فى شركة "بيجو" للسيارات، وشارك في البطولة بعد حصوله على إذن من مسؤولي الشركة، ولم يكن لوران الوحيد في المنتخب الفرنسي الذي واجه متاعب قبل السفر إلى أورجواي، حيث كان زميله مارسيل بينيل جنديا في الجيش ولم يتمكن من السفر إلا بعد الحصول على إذن من كبار الظباط بينما فشل جاستون بارو مدرب المنتخب الفرنسي في السفر مع الفريق لأنه كان يشغل منصب أمين المعهد القومي للموسيقى في باريس ولم ينجح في الحصول على تصريح للغياب عن وظيفته لمدة شهرين لكنه عوض ذلك بقيادة لمنتخب فرنسا في بطولة عام 1938.
صيد وموسيقى وتنس طاولة وقت الفراغ
كان لاعبو منتخب الأرجنتين يقومون بممارسة بعض الهوايات أثناء فترات الراحة فكانوا يقومون بصيد الأسماك على نهر سانتا لوسيا في بعض الأوقات وفي أوقات أخرى كانوا يلعبون تنس الطاولة بينما كان لاعبو منتخب أورجواي يقضون أوقات لراحة في الاستماع للموسيقى ولعب الكوتشينة.
من الوقائع الطريفة في مونديال 1930 أن المنتخب اليوغوسلافي لم يؤد أي تدريب منذ وصوله إلى أورجواي وحتى مباراته مع البرازيل يوم 14 يوليو وعندما سئل مدربهم بوسكو سيمونوفيتش عن ذلك أكد أن لاعبيه ليسوا محترفين وأنهم يحبون التمرد على التدريب والغريب أن منتخب يوغوسلافيا حقق نتائج طيبة وهزم البرازيل 2-1 وفاز على بوليفيا 4- صفر ثم خسر أمام أورجواي 6-1 في نصف النهائي.
أول حالة انسحاب
كان منتخب يوغوسلافيا أول وأخر فريق يرفض خوض مباراة في نهائيات كأس العالم، حيث رفض مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بسبب غضبهم من التحكيم في مباراة أورجواي في الدور نصف نهائي ورغم الهزيمة 6-1 إلا أن لاعبي يوغوسلافيا كانوا يشعرون بالظلم من التحكيم، وما حدث خلال المباراة أن منتخب يوغوسلافيا تقدم بهدف سجله ديوري فويادينوفيتش ورد منتخب أورجواى بهدفين عن طريق شيا وخوان أنسيلمو وفي الدقيقة 30 وفي هجمة لأورجواي كانت الكرة في طريقها الى خارج الملعب لكنها إصطدمت بقدم أحد رجال الشرطة الذي كان يقف بجوار الخط الجانبي للملعب وعادت للملعب دون أن يلحظ ذلك الحكم البرازيلي الميدا ريجو ومساعداه واستمرت اللعبة وأسفرت عن الهدف الثالث لأورجواي واحتج لاعبو يوغوسلافيا دون جدوى.