ودائع المصريون المقيمين ببيروت في خطر.. ماذا يجرى في بنوك لبنان؟
حالة من الترقب والخوف تكتنف ودائع المصريين البنكية المقيمين في لبنان إذ أصبحت الأوضاع مضطربة خلال الأيام القليلة الماضية بسبب عدة حوادث، في وقت تعاني فيه بيروت من أزمات متعددة.
الأزمة بدأت باقتحام عدد من البنوك في لبنان والتي أدت إلى حدوث نوع من القلق بين المصريين في بيروت، نتيجة الخوف على ودائعهم في مصارف لبنان في وقت تحاول فيه الحكومة اللبنانية تهدئة الأوضاع.
فما الذي يحدث هناك وكيف يعيش المصريين ذوي الودائع البنكية في بيروت؟. "الدستور" اقتربت أكثر من المشهد من خلال الحديث مع عدد منهم لمعرفة مصير الودائع البنكية الخاصة بهم.
بداية الاقتحامات
في 16 سبتمبر، حين تم الإعلان عن أن مصرفان من كبرى البنوك في لبنان تعرضا لعملية اقتحام الفاصل بينهم لم يكن سوى ساعتين، كان من بينهم شخص يريد سحب أموال من حسابه في البنك بشكل عاجل.
وفي ذات اليوم شهد 5 مصارف على الأقل اقتحامات متفرقة من مودعوين لبنانيين، من أجل استرداد ودائعهم، وكان ذلك عقب حدوث اقتحام في صباح نفس ذات اليوم لمصرف في مدينة صيدا جنوب لبنان، ثم تم الإبلاغ عن أربع حوادث مماثلة في بيروت وجنوب لبنان.
وعقب تلك الوقائع بدأ الإعلام اللبناني يتكلم عن اقتحام 7 بنوك في بيروت وجنوب البلاد خلال 48 ساعة فقط، من بينها دخول مقتحم بنك لبنان والخليج في الرملة البيضاء، ومطالبته بالحصول على وديعته التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار وهو يحمل سلاح.
أبرز الوقائع
شهد بنك بيبلوس في غازية أحد مناطق صيدا، مواطن يدعى "محمد رضا" والذي اقتحم البنك برفقة ابنه، حاملًا معه سلاح أبيض وعبوات بنزين يهدد من خلالها حرق الفرع إذا امتنعوا عن إعطائه وديعته.
وبالفعل استطاع بتلك الطريقة الحصول على مبلغ 19200 دولار من الوديعة الخاصة به، وسلمه لشخص كان ينتظره في الخارج، قبل ان يتوارى عن الأنظار، إلا أن المقتحم وابنه سلما نفسيها للأمن بعد ذلك.
ومن الوقائع الأخرى البارزة كان اقتحام فتاة أحد البنوك في بيروت، من أجل الحصةل على 20 ألف دولار وهي تحمل سلاح أبيض، تبين فيما بعد أنه مجرد مسدس صوت.
بدأت قصتها بأنها ذهبت إلى المصرف من أجل سحب تلك الأموال لعلاج شقيقتها المريضة، إذ أنها تمتلك حساب لم تتصرف فيه منذ عام ونصف، إلا أن البنك رفض فما كان أمامها سوى عملية الاقتحام تلك.
مصريين عن ودائعهم: "تحويشة العمر ضاعت"
حنان الصايغ، إحدى المصريات اللاتي لديهن ودائع بنكية في مصارف لبنان، منها بنك "بيبلوس" وبنك عودة، تقول: "أودعت منذ سنوات شقى عمري وما جنيته من العمل لفترات طويلة في ذلك البنك على هيئة وديعة بنكية، تعب أكثر من 20 عامًا".
طوال العشرين عامًا عانت حنان من الحرمان حتى توفر تلك الأموال كودائع بنكية لأبنائها: "حرمت من كل الرفاهيات حتى أضمن مستقبل أفضل لأبنائي، وفي العام 2019 طالبت مديرة البنك بأموالي إلا إنها رفضت عملية السحب".
تضيف: "حجزت أموالي ولم استطع سحبها ونعاني نحن هنا من القلق على الودائع الخاصة بنا رغم البيانات الحكومية التي ترغب في بث الاطمئنان بنا، وبذلك أكون خسرت 90% من الوديعة الخاصة بي لأن موعد سحبها ولى".
أما ميرنا سيد، (اسم مستعار) إحدى عضوات جمعية "صرخة المودعين"، والتي تأسست من قبل المصريين واللبنانيين للحصول على الودائع البنكية الخاصة بهم والتي تفرض عليها لبنان قيود عدة.
تقول: "أطلقنا دعوات لاقتحام البنوك ونحمل اسماء مستعارة خوفًا من الملاحقات القضائية، لكن البنوك تفرض قيود غير مفهومة على الودائع البنكية منذ العام 2019 ونحن قلقين بشأنها".
غلق البنوك
إزاء ذلك الجدل والوضع المضطرب، خرج بيان صادم من جمعية المصارف اللبنانية معلنين إغلاق البنوك في لبنان لمدة 3 أيام، وذلك نتيجة المخاوف الأمنية من هجمات المودعين على ودائعهم لاستعادة مدخراتهم المحجوزة.
تلاه بيان أخرى أعلنت عنه وكالة الأنباء اللبنانية بإن هناك جمعية تدعى صرخة المودعين اقتحمت مصرفا في السوديكو، واحتجزت عددًا من الرهائن.
خلفية عن الأزمة
تعاني لبنان من أزمات اقتصادية متفرقة، تدفع المودعون بمحاولة سحب ودائعهم والتي يعاني البعض منها من التجميد بسبب انهيار القطاع المصرفي اللبناني منذ الأزمة الاقتصادية في العام 1850.
وتدل الأرقام عن معاناة بيروت الاقتصادية فقط فقدت العملة أكثر من 90% من قيمتها وهناك 80% من السكان في براثن الفقر منذ العام 2019 وحتى الأن، وهو ما يؤدي إلى اندلاع العنف بين المودعين والبنوك كل فترة.
وبسبب تلك الأزمات الاقتصادية تقيد المصارف في لبنان وصول العملاء إلى الودائع نتيجة تعمق الأزمة المالية منذ ثلاث سنوات، وتفرق قيود صارمة على عمليات سحب العملات الأجنبية والمحلية وتمنع تحويل الأموال إلى الخارج.