لبنان والفوضى.. موجة غضب وتحذيرات من انفلات أمنى
شهد لبنان، اليوم الجمعة، موجة غضب جديدة بين المودعين اللبنانيين والمصارف والبنوك اللبنانية، أسفرت تلك الموجة عن اقتحام 10 بنوك لبنانية حتى الآن.
ولجأ وزير الداخلية اللبنانى، بسام مولوى، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الداخلى المركزى عصر اليوم لبحث تطورات الأوضاع الحالية التى يشهدها لبنان.
اقتحامات متفرقة ومودع يهدد بقتل نفسه
وشهدت فروع بعض المصارف في بيروت سلسلة من الاقتحامات في مناطق متفرقة من العاصمة بيروت، بينها فروع مصارف في مناطق الرملة البيضا والحمرا والطريق الجديدة والكونكورد ودوار الكفاءات والغازية وإقليم الخروب جنوب لبنان.
وقال عبد سوبرة، المودع وأحد المقتحمين، إذ اقتحم مصرف لبنان والمهجر، اليوم: «دخلت لأستعيد وديعتي ولست مقتحمًا للبنك، ولم أشهر السلاح بوجه أحد، والنقيب أخذ سلاحي والبنك هو من أقفل الأبواب بعد دخولي».
وهدد سوبرة بأنه إذا لم يحصل على وديعته سوف يقتل نفسه، مضيفًا: "قالوا لي إنهم سيعطوني 40 ألف دولار على سعر 12 ألف ليرة، ولن أخرج قبل أن أحصل على وديعتي كاملة بالدولار"، وفقًا لما نقله موقع "النشرة" اللبناني.
فيما قال المواطن اللبنانى محمد إسماعيل الموسوي، الذي اقتحم البنك اللبناني الفرنسي في الكفاءات، إنه حصل على مبلغ 20 ألف دولار من وديعته.
وأضاف «الموسوي»، في تصريح مسجل نشره موقع "النشرة" اللبناني، أنه كان بحوزته سلاح بلاستيك وتركه أمام المصرف.
وتابع: "الآن سأذهب لتسليم نفسي إلى القوى الأمنية بعد أن أخذت أموالي بالقوة"، مضيفًا: «تم إفقارنا ونريد أدوية، ولا أتمكن من أن أحضر لأولادي ما يريدونه بسبب أموالي التي في البنك ولا يمكنني الحصول عليها».
من جانبها، أعلنت جمعية المودعين اللبنانيين عن أن الذي اقتحم البنك فى بلدة شحيم بإقليم الخروب، هو ملازم أول بالجيش اللبناني، وفقا لموقع "النشرة" اللبناني.
وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء، بسماع دوي إطلاق نار في خامس اقتحام لبنك اليوم الجمعة، في بنك ميد ببلدة شحيم إقليم الخروب بلبنان.
مصارف لبنان تعلن الإغلاق بداية من الإثنين المقبل
وتعليقا على تلك الاقتحامات، أعلنت جمعية مصارف لبنان، الجمعة، عن إغلاق المصارف أيام 19- 20- 21 من سبتمبر الجارى، استنكارا وشجبا لما حصل، وبهدف اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس الإدارة إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع القادم للنظر بشأن الخطوات التالية.
وقالت المصارف إن قرار الإغلاق جاء عقب الاعتداءات المتكررة على المصارف وما يتعرض له القطاع، خاصة موظفى المصارف، من تعديات جسدية وعلى الكرامات، والتي فصّلها بدقة بيان اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان، يوم أمس، كذلك بعد أخذها بعين الاعتبار المخاطر التي يتعرض لها الزبائن المتواجدون داخل الفروع التي تتعرض للاقتحام.
كما اعتذرت الجمعية، في بيان لها اليوم، من كافة المودعين عن أي إزعاج أو تأخير قد ينتج عن هذا الإقفال، كون سلامة موظفيها وزبائنها تأتي في رأس الأولويات التي تضعها المصارف نصب أعينها، إضافة إلى مصالح المودعين التي تحاول تأمينها بقدر المستطاع في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد.
سياسى لبنانى: الأيام المقبلة قد تشهد نزولًا للشارع مع ارتفاع سعر الدولار
قال عبدالله نعمة، أستاذ العلاقات الدولية ومحلل سياسي لبناني، إن ارتفاع سعر الدولارمقابل الليرة اللبنانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وفقدان مادة البنزين والسولار في البلاد وعدم تشغيل محطات الكهرباء في لبنان، وعدم قدرة الدولة على دعم الاستشفاء، بجانب وفاة المواطنين على أبواب المستشفيات وغياب وزارة الصحة، ونقص أدوية الأمراض المزمنة وارتفاع جميع السلع الغذائية، بجانب تدنى الأجور واحتجاز فلوس المودعين فى البنوك منذ ما يقارب الـ3 سنوات، كل هذا سيولّد انفجارًا في الشارع اللبنانى.
وأضاف نعمة، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يشهده لبنان اليوم من اقتحام للبنوك هو طبيعي جدا وسيزداد كل يوم أكثر وأكثر.
وتوقع نعمة أنه خلال الأيام المقبلة ستشهد نزول اللبنانيين إلى الشارع، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني.
مواطنة لبنانية: نحن مسلوبو الحقوق بكل المجالات الحيوية
من جهتها، قالت هيام فرج، مواطنة لبنانية تعمل بمجال الجمعيات الاجتماعية: «يكفي النظر إلى أحداث اليوم، وأقصد بها الكم من الاقتحامات التي شهدتها المصارف والتي تخطت السبعة، لنعرف مدى اليأس الذي يصيب اللبنانيين في هذا البلد».
وأكدت «فرج»، لـ"الدستور"، أن المواطن مسلوب الحقوق بكل المجالات الحيوية الطبيعية، إضافة إلى سرقة أمواله من قبل المصارف.
وتابعت قائلة: "تبدو النوايا خبيثة وراء قرار إقفال المصارف، وهناك خوف كبير أن يكون وراء هذا القرار نية للانقضاض على ما تبقى من ودائع المواطنين".
واختتمت تصريحاتها قائلة: "من الناحية النظرية لا بد من الارتطام بالقعر وتفكك الدولة، والفوضى الناجمة سيدفع ثمنها المواطن، وبأقصى درجات التفاؤل البلد يحتاج إلى سنين طوال وعجاف للعودة إلى المسار الطبيعي والإيجابي، فلترعانا عين الله جميعا".