علمت أوروبا أصول النظافة الشخصية.. الأقباط يحتفلون بذكرى القديسة فيرينا
يحيي الأقباط الأرثوذكس داخل مصر وخارجها، ذكرى القديسة المصرية فيرينا، والتي كان لها فضلا في تعليم الأوروبيون بدء من سويسرا أصول وقواعد النظافة الشخصية.
وأوضحت دراسة للباحث ماجد كامل عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، أن كل من يقوم بزيارة للسفارة السويسرية في القاهرة يشاهد تمثالا لفتاة وهي تمسك مشطا في يدها اليمنى وأبريقا للاستحمام في يدها اليسري، وتحت التمثال موضوع اسم سانت فيرينا.
وأضاف الباحث ماجد كامل، أن فيرينا هذه فتاة صعيدية جاءت من بلدة تدعي كركوز؛ وهي حاليا قرية صغيرة بمركز قوص محافظة قنا وهي بنت أحد العائلات الغنية هناك وقد تربت تربية مسيحية حقيقية، وفي عصر الإمبراطور مكسيميان (286-305) حدثت ثورة في بلاد الغال (فرنسا حاليا)، فتقدم بجيشه من روما إلي هناك لإخماد هذه الثورة وعندما وصل واكتشف ضخامة حجم المتمردين وعدم قدرته على ردعهم وحده، طلب من والي الاسكندرية أن يمده بالعون من القوات الأضافية لمقاومة هذه الثورة؛ فأرسل إليه كتيبة من طيبة (بلاد الأقصر حاليا) ويبلغ قوامها حوالي 6 آلاف و600 جندي، وكان قائد الكتيبة يدعى موريس، وكانت الكتيبة كلها من المسيحيين فتحركت السفينة بالكتيبة متوجهة إلي مدينة روما، وهناك قسمت الكتيبة إلي فصائل وكل فصيلة تضم نحو 500 جندي.
وكان من عادة الجنود أن يقدموا ذبائح للأوثان قبل الدخول في الحرب لضمان أن ينتصروا في المعارك؛ وبالطبع رفض موريس وباقي أفراد الكتيبة تقديم الذبائح فاستدعاهم الإمبراطور مكسيميان وطلب إليهم تقديم الذبائح، فأرسل موريس رسالة إلي الإمبراطور يرفض فيها تقديم مثل هذه الذبائح.
فاستشاط الإمبراطور غضبا وأمر أن يقتل عشر كل مجموعة من فصائل الكتيبة لعل الباقي يخاف ويرتدع و لما رأى إصرار الجميع على عدم تقديم الذبائح أمر الإمبراطور بقتلهم جميعا، وتم ذلك في مدينة آجون مقاطعة فاليس جنوب غرب سويسرا، وهذه المنطقة تعرف حاليا بمدينة سانت موريتس وتبعد حوالي 100 كم عن جنيف وتعتبر من أشهر المدن السويسرية
وكانت فيرينا قد سافرت مع الكتيبة الطيبية إلى سويسرا للقيام بخدمة التمريض وإسعاف جرحى الحروب، فلما استشهد جميع أفراد الكتيبة بقيت هي في هذه المنطقة، وهناك اهتمت بتعليم شعبها تعاليم الدين المسيحي، كما اهتمت بتعليمهم مبادئ الصحة العامة والنظافة فعلمتهم استعمال المشط للعناية بالشعر ونظافته.
كما علمتهم ضرورة الاستحمام المستمر وحسن الهندام؛ لذلك يرمز لصورها وتماثيلها بفتاة تمسك في أحدي يديها إناء به ماء؛ وفي اليد الأخرى تمسك بمشط، واستمرت فيرونيا في خدمتها بالمنطقة تقوم برعاية المرضي والفقراء، ثم انتقلت إلى مدينة تورتساخ على نهر الراين وهي تقع على الحدود بين سويسرا وألمانيا؛ وصارت تخدم وتكرس حياتها لخدمة أهل هذه المدينة، واستمرت تخدم في هذه المنطقة حوالي 11 سنة وتوفت في عام 344م ويعيد الغرب بعيد وفاتها في يوم 1 سبتمبر من كل عام، أما في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فتعيد لها يوم 4 توت من التقويم القبطي الموافق 14 سبتمبر.