لماذا انضمت سويسرا للأمم المتحدة بعد عزوفها لسنوات؟
فى مثل هذا اليوم من عام 2002، أصبحت سويسرا عضوا بمنظمة الأمم المتحدة، وقبلت الجمعية العامة بحضور أعضائها الـ 190، عضوية سويسرا عن طريق التزكية.
جاء قبول سويسرا بمنظمة الأمم المتحدة عقب رفض مطلق من قبل المواطنين للانضمام للمنظمة الأممية، إذ رفض 75% من الشعب في استفتاء عام هذا الانضمام سنة 1986.
وفى انتخابات 3 مارس 2002، صوت 55% فقط من المقترعين لإنهاء الاستثناء السويسري، وعقب النصر الذي تحقق لنعم في الإنتخابات، قدمت الحكومة الفدرالية في يوليو من نفس السنة طلبا رسميا للانضمام إلى المنظمة.
وفي 10 سبتمبر، قبلت الجمعية العامة بحضور أعضائها المائة والتسعين، عضوية سويسرا عن طريق التزكية.
الأسباب وراء الانضمام
عام 1969، قدمت الحكومة الفدرالية أول تقرير لها حول احتمال انضمام سويسرا للأمم المتحدة، وفيه خلصت إلى أن البقاء خارج المنظمة أصبح مصدرا للعديد من السلبيات، لكنها مع ذلك تقر بأن الانضمام سابق لأوانه.
وفى عام 1977، عندما صدر موقف عن الحكومة يقول بأن الالتحاق بالمنظمة الدولية أمر محبذ وأرسل أربع سنوات بعد ذلك، مذكرة إلى البرلمان بهذا المعنى، لكن هذا المسار سيتوقف بسبب الرفض الشعبي سنة 1980.
كذلك كان انهيار جدار برلين في نوفمبر 1989، له أثر كبير فى فكرة انضمام سويسرا إلى الأمم المتحدة، وفقد الحياد السويسري من أهميته على الساحة الدولية وتهاوت بالتالي آخر عقبة أيديولوجية داخل البلاد.
وظهرت مسألة جديدة على النقاشات في سويسرا وهي الانفتاح على العالم والانضمام إلى الأمم المتحدة و الإلتحاق بالإتحاد الأوروبي.
أسباب الرفض الشعبى لانضمام سويسرا للأمم المتحدة
كان السبب وراء الرفض هو الحفاظ على الحياد، أحد أسس الدبلوماسية السويسرية المتعارف عليها وكان هذا الموقف مسكونا دائما بالخوف من رؤية جنود سويسريين منخرطين في نزاعات خارجية في زي قوات القبعات الزرق.
ومن خلال الانضمام إلى عصبة الأمم في عام 1920، اختارت الحكومة السويسرية انتهاج حياد يتأقلم مع التطورات أي أن الكونفدرالية تظل بلدا محايدا من الناحية السياسية لكنه يشارك في تطبيق عقوبات اقتصادية.
أما في عام 1938، وبوجه التهديدات العدوانية القائمة، عادت الحكومة الفدرالية إلى ممارسة حياد شامل ومطلق.
وأدى الرفض الشعبي لانضمام سويسرا إلى الأمم المتـحدة إلى استبعاد الموضوع سنوات طويلة، ولم يعد طرحه إلا في منتصف التسعينات، عندما بادر بعض السياسيين إلى إثارة الموضوع من جديد، في حين ظل المجلس الفدرالي بعيدا عن ذلك، لأنه كان مستغرقا في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول الاتفاقيات الثنائية، وكان يخشى فتح جبهتين على مستوى السياسة الخارجية في نفس الوقت.
وفى عام 1998 أصدر المجلس الفدرالي تقريره الرابع حول علاقة سويسرا بمنظمة الأمم المتحدة وجعل هذه المرة، الانضمام إلى المنظمة هدفا استراتيجيا للتحقيق في أقرب الآجال السياسية الممكنة، وكان من الضروري إطلاق مبادرة شعبية وتنظيم استفتاء ولقد لقي طلب الانضمام تزكية من كل من الحكومة والبرلمان بغرفتيه.