خبراء: وصلنا لنقطة «اللاعودة» في قضايا المناخ والدول الكبرى وراء الأزمة
تشهد العديد من دول العالم تغييرات عنيفة فى المناخ، ورغم أن بداية شهر سبتمبر الجارى في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كان بداية الخريف، لكنه جاء خاليا من الطقس اللطيف المعتدل الذي يمتاز به هذه الفصل عن باقي فصول السنة.
وتنبأ خبراء فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العالم سيشهد موجة عنيفة من تغييرات المناخ، من بينها ارتفاع درجة الحرارة وموجة الجفاف التى شهدتها العديد من الدول وارتفاع منسوب سطح البحر وارتفاع درجة حرارة المحيطات وغيرها.
ووفقا لتقرير حالة المناخ السنوى الثانى والثلاثين، الذى نشرته الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية، وصلت تركيزات الغازات الدفيئة ومستويات البحار العالمية والمحتوى الحراري للمحيطات إلى مستويات قياسية في عام 2021.
ناقوس خطر.. موجة عنيفة من تغييرات المناخ
بداية أوضحت منار غانم عضو المكتب الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن السبب وراء ارتفاع درجات الحرارة، ارتفاع غازات الاحتباس الحرارى، التى تؤدى لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوى والتى ارتفعت بمقدار درجة ونص، لتدق ناقوس خطر لدول العالم.
وأشارت غانم فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه ارتفاع حرارة الغلاف الجوى ناتجة عن زيادة النشاط البشرى فى استخدامات الطاقة غير النظيفة والوقود الأحفوري وزيادة غاز الميثان وثانى اكسيد الكربون، أدت إلى ارتفاع غازات الاحتباس الحرارى التى تحبس الحرارة الخارجة من سطح الأرض تؤدى لإرتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
وأوضحت غانم أن هناك تغيير فى منظومة التوزيعات الضغطية حول العالم، ولذلك نشهد حالة من التغييرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة فى أوروبا، سقوط الأمطار والسيول والفيضانات فى عدد من دول العالم الناتجة عن ارتفاع الاحتباس الحرارى.
وأضافت غانم أن تأثير التغييرات المناخية تختلف من بلد لاخر نتيجة طبيعتها المناخية وموقعها، إذ تأثرت الدول الأوروبية بالجفاف وشهدت حرائق وارتفاع درجات الحرارة، فيما شهدت دول شرق آسيا فيضانات وسيول وامطار.
وحول انتهاء تلك الفترة من تغييرات المناخ، قالت غانم إن تلك التغييرات ستستمر ولن تنتهى أو تختفى ولكن يمكن معالجتها من خلال تقليل الانبعاثات الحرارية، التزام الدول بالاتفاقيات والمعاهدات فى مؤتمرات المناخ بتقليل الانبعاثات الحرارية.
وأشارت غانم إلى أن معظم الدول الصناعية الكبرى هى التى تؤثر بشكل كبير جدا فى ارتفاع درجات الحرارة، متابعة "حتى ننتهى من كل هذا لابد من تقليل الانبعاثات الحرارية".
وحول الوضع فى مصر، قالت غانم إن القاهرة شهدت عنف ظواهر جوية غير معتادة خلال الفترة الماضية، منها سقوط أمطار شديدة غير معتادة فى مارس الماضى، ارتفاع معدلات الأمطار على الإسكندرية، بجانب موجة الصقيع فى الشتاء الماضي، مشيرة إلى أن الدول العربية ومن بينها مصر لم يكن لها تأثير قوى فى الاحتباس الحرارى مثل ما قامت به الدول الاقتصادية الكبرى.
ارتفاع غازات الاحتباس الحراري وراء تغيير المناخ
من جانبه، قال الدكتور محمود القياتى عضو المكتب الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن التغيير المناخى هو تغيير فى الصفات المناخية وعناصر الطقس الرئيسية على منطقة معينة على ان يستمر لفترة زمنية معينة تتخطى العقود.
وأضاف القياتى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أسباب التغيير المناخى لها عوامل كثيرة أهمها زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحرارى فى الجو، فى الغلاف الجوي يتكون من نسب معينة لغازات معينة، وأى إخلال فى هذه النسب هو اخلال فى العمود الهواء الذى يؤثر على سطح الكرة الأرضية وبالتالي تغيير فى الصفات المناخية على سطح الارض.
وتابع القياتى "بدأنا نشهد خلال السنوات الماضية وفقا المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من خلال تقارير ترسلها للدول الأعضاء ومنها مصر بأن هناك عوامل وشواهد على تغيير المناخ على مستوى العالم أبرزها ارتفاع غازات الاحتباس الحرارى، ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجة حرارة المحيطات.
وأوضح القياتي أن ارتفاع غازات الاحتباس هى السبب الرئيسي وراء تغير المناخ في مختلف دول العالم، منها ظهور الجفاف وقلة سقوط الأمطار فى الدول الأفريقية، لكن على مدار السنوات القليلة الماضية شهدت الدول الأوروبية والاقتصادية الكبيرة بدأت تتأثر بتغير المناخ والدول الأوروبية حطمت أرقام قياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار القياتى إلى أن استمرار الوضع كما هو عليه، واستمرار الانبعاثات، فنحن مستمرون فى التغيير ومن أسوا لأسوا، ومع انهيار الأنهار الجليدية فنحن وصلنا لنقطة اللاعودة، والرجوع وفقا للعلماء تخطى حاجز المائة عام، فنحن نسعى لمئات الأعوام حتى نعود للمعدلات الطبيعية، وعلى الدول أن تتخذ العديد من الإجراءات والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية حول المناخ، معربا عن أمله فى اختراع بعض الآلات التى تسحب تركيزات غاز الاحتباس الحرارى من الجو.