رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (4)
عزيزي عمر خورشيد
كيف حالك أظنك بخير لأني كذلك
هناك أمور أعيشها ينعكس أثرها على بشكل مباشر.. لاسيما المبهجة منها ..
دعيت لحفل ما ودعوت البعض ممن اعتز بهم...
يمكنك أن تقول انه أحد تلك الأيام التي تقطر سعادة التي عايشتها في حياتي..!
بت أؤمن أن السعادة عدوى، كالحزن والألم تمامًا..
لذا اجتهد في الابتعاد عما يتسبب في إزعاجي بأي شكل ما.
أجمل ما في الحفل "الحضور" .
تفقدت الوجوه وجدتها مبتسمة- سعيدة حقًا ..ليست ابتسامات مصطنعة ولا سعادة لحظية.. فالقلوب عندما تبتهج، تضاء الملامح وتلقي بظلها على العيون..!!
السعادة كالحُب، كالعطر، تفوح رائحته مهما حاولنا التظاهر بعكس ذلك.!
أصبحت اختلق أي شيء لأضحك، لأسعد الجميع.. فأنا على يقين أن ما تبحث عنه يبحث عنك..!
قررت مؤخرًا أن أبعد الحزن عن الجميع لا سيما من حولي وأحبهم.
السعادة قرار...يمكنك أن تحققها بأقل الأشياء.. يكفي أن تحاول، أن تسعى .. وستجدها تأتيك ركضًا مثلي ومثل من يترقب رسائلنا إليك..!
عزيزي عمر خورشيد
قررت أن أعوض ما فاتني من سنوات، لا أدري فيما مرت..، ولا كيف مرت...؟!
رغم أنني استمتعت بها أيضاً، يكفي أنها كانت لحظات عائلية خاصة جداً..!
لكن عندما نتمهل ونتطلع حولنا، ندرك أن هناك أفاق أكثر، أمال أكبر بل أحلام اكبر، تلوح لنا من بعيد.. بانتظار أن نركض إليها.!
من ذا الذي يرفض يد النور التي تمتد إليه وسط العتمة..؟!
قررت تجاوز تلك السنوات، وتعويض ما فاتني حتى ولو كان بقفزة واحدة مميتة، يكفي أنني نلت شرف المحاولة، وعثرت على ذاتي ونفسي مع من أحُب وأحلامي التي لن أتخلى عنها مهما حدث..!
لذا
قررت أن أشارك أعزائي كل لحظاتهم الخاصة، الجيدة منها والسيئة حتى ولو كان على حساب راحتي الجسدية.
متعتي في القرب منهم، في الفناء في ظلهم، في البقاء في ذاكرتهم.!
من الجيد أن نقوم ببناء ذكريات مع من نحُب.. حتى ولو كان لهذه الذكرى أثرًا سيئًا على المدى البعيد..
عندما يقول القدر كلمته ونصبح طي النسيان.
سأقف هناك على الجانب الأخر من هذا العالم المجهول وأتابع من أحب بكل الشغف ، بكل اللهفة والحرص على مشاركتهم نجاحاتهم...!
أوصيهم دومًا ألا يبكون عندما يفارقهم جسدي، كما أوصيهم بعدم زيارتي.. فأنا أشفق عليهم من وجع الفراق وهول المشهد..فالخوف من المجهول يؤلم أكثر مما نجهله ..لذا أرفض زيارتهم لقبري..أوصيهم بذلك.. يكفي أن يغمضوا أعينهم في مكانهم وسيجدوني أمامهم ..!!
أريدهم رفقاء للسعادة دومًا، الابتسامة تزين وجوهم.. لاشيء غيرها يملك تلك القدرة السحرية على تجاوز الحياة بكل عقباتها ومحنها..!!
يتعجبون مما أقول..!
ابتسم ولا أناقشهم..!
ليقيني أنني اسكن قلوبهم، ومن يسكن القلب يستحيل أن يفارقها..فالقلوب وحدها ذلك المستقر الآمن الأبدي، الذي لا يدخله إلا كل من هو فريد ومميز وعزيز..
احرصوا أن تكونوا من سكان القلوب لا سكان العقول .. فالقلب ذاكرته أبدية أما العقل ذاكرته وقتيه، متجددة تسقط بالتقادم..
وأنا لا أريد أن اسقط بأي شكل كان..!!
عزيزي عمر خورشيد
أقامت الدولة، مهرجان القلعة الغنائي، أحياه العديد من عمالقة الفن.
تابعت بشغف الحضور وتفاعلهم مع المطربين وحرصهم على الحضور والاندماج مع من يغني.. أسعدني الحظ وحضرت إحدى الحفلات لمطربي المفضل ..
ما لفت نظري حقاً..
قدرة هؤلاء العمالقة على إحياء الحفل الذي يمتد لساعات تتعدى الثلاثة دون أن يكون للهندسة الصوتية دورًا رئيسيًا فيما يغنون..
ليستحقوا عن جدارة شهرتهم ومكانتهم في القلوب ..!
استوقفتني أغنية "نسيانك صعب أكيد".
دققت في كلمات الأغنية وسمعتها بأذني الناضجة لا قلبي العاطفي المتيم الغارق في الرومانسية ..لأدرك كم يعاني المحبين من خذلان وقسوة المحبين.!
فهذا يختفي من حياة حبيبته ويتبخر وكأنه لم يكن..!
وهذا يغلق الباب تماماً في وجهها دون وداع أو تبرير لما يفعل بشكل مفاجئ بعد لقاء اعتيادي هادئ ..ليتركها والحيرة رفاق لبقية العمر؟!
قد يتألم لا أنكر، لكنها قطعاً الأكثر تألمًا ..
لأنها الأكثر تعلقًا ،الأكثر حبًا، الأكثر عاطفية ،الأكثر عطاء... الأكثر حيرة و جهلاً لفعلته..!
أتعجب حًقا من فرار شريكها لأسبابه الخاصة التي طرأت وبرر بها فعلته فأسكت بقايا ضمير كان يملكه.
تساءلت لماذا لم يواجهها بحقيقة ما استجد من ظروف تهدد خطر استمرار علاقتهم...؟!
أراه هروبًا ..لا ليس هروبًا فقط .. إنه فرار ..!
فعل خسيس... يفتقر لأبسط قواعد الإنسانية...!
يبرر الطرف الآخر تصرفه بأنه فكر والتفكير هو من أوقف هذه الرحلة وهدم قصة الحُب من الأساس.
لا اخفي عليك أراه جبنًا، فمن لا يملك الشجاعة لا يفعل مالا يتحمل ..!
أناقش ما حدث مع رفاقي، يبرر أصحاب الطرف الهارب فعلته متفننين في اختلاق عشرات الحجج....!
لم اقتنع... يقولون فكر...!
أقول وأين كان عقله وتفكيره عندما بدأ مغامرته السرية؟!
يقولون تنازلت وارتضت أن تعيش في الظل؟
أخبرهم أنها فعلت ذلك بالاتفاق وتحت سمع كلا من الأسرتين، في النطاق الضيق، وليست رغمًا عنه أو عنها.. تقديراً لظروف الجميع.. وليس رغبة في العيش في الظل..كما يتوهم المدافعين.
يرون الظروف أقوى...؟!
أرى أن الظروف ما هي إلا حجة.. وسيلة للفرار .. للبعد والتخلي..!
ما حدث لم يكن حباً.. ما حدث ليس إلا نزوة..!
أنهم يغتالون القلوب باسم الحُب ..!
و يغتالون الحُب.. باسم الغريزة..!
يسيئون إليه مجددًا.. تارة باختلاق الحجج الوهمية للهرب.. وتارة لإنهاء قصة وبداية أخرى..
يبرع هؤلاء في اغتيال الأرواح.. فالاغتيال ليس بقتل الأجساد فقط وإنما الاغتيال الحقيقي هو سلب الأرواح، اغتيال الروح، النفس... وطمأنينتها...!
لست ادري لماذا يفعلون كل هذا.!
لماذا يصرون على الإساءة إليه وتشويهه ..
هل هو المشوه أم نحن لا أدري..؟!
لا أخفي عليك بت انزعج ..!
أريدهم أن يتركوه وشأنه، إذا لم يتحلوا بالشجاعة الكافية لحمايته..!!
وإلا فإن ما يحدث يعد عبثًا وتلاعبًا بالمشاعر والقلوب.!!
يميت اسمي المشاعر الإنسانية في هذا الكون على المدى البعيد..!
توقفوا عن الإساءة للحُب والمحبين...
توقفوا عن استغلال القلوب، فلا أذاقكم الله كسرة قلب ولا أذاقكم الله حرقته.. فالله وحده العالم بكم قلب مطعون يعيش بيننا كالشبح .. رفات إنسان ..!!
لا تكونوا من طاعني القلوب..؟!
كونوا من زارعي الخير.. زارعي الحُب أينما حللتم..
كونوا أصحاب ذكرى طيبة في حياة الآخرين..
لا تكونوا ملعونين في قول أخر..
عزيزي عمر خورشيد
أظنني أثقلت عليك لكني لا أجد غيرك منصتًا لما يشغل ذهني، لذا دمت لي صديقا وفيًا، أكتب له عسى أن تضيء رسائلنا درب من يقرأ ..
كن بخير و
إلى لقاء