«المديفر» يكشف دلالات توقيت زيارة وزير خارجية السعودية لمصر
شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورا كبيرا عبر الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين من البلدين، وكان آخرها استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في قصر الاتحادية بالقاهرة أمس الأحد.
دلالات التوقيت
الكاتب والباحث في الدبلوماسية العامة السعودي «عماد المديفر»، قال إن الزيارة تأتي في وقت يترقب فيه الجميع ما ستصل إليه المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي سيئ الصيت.
وأضاف «المديفر» في تصريحات لـ«الدستور»: «هنا يتطابق الموقف المصري السعودي في دعمهما لجميع الجهود الدولية الرامية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، وتهديد المنطقة والعالم».
وتابع: «السعودية تولي اهتماما بالغا لنظام عدم الانتشار النووي، حيث تعد هذه المعاهدة حجر زاويته بما يؤدي إلى عالمية المعاهدة والتنفيذ الكامل لأحكامها التي تهدف إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. وامتلاك إيران أسلحة نووية قد يؤدي إلى تسابق نووي في المنطقة».
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في ضوء هذا التوقيت الحساس؛ خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تركز حاليا فقط على القضايا النووية، على أمل، بحسب ظنونها، أن استقرار الاتفاق يمكن بمرور الوقت أن يفضي إلى مناقشات أوسع حول الاستقرار الإقليمي وبرنامج إيران للصواريخ والطائرات المسيرة، ودعم الجهات الفاعلة غير الحكومية في لبنان وسوريا والعراق.
ملفات مشتركة
وأوضح أن مصر والمملكة العربية السعودية تجمعهما علاقات قوية وراسخة، مؤكدا وجود تعاون وتنسيق بين البلدين في كل الملفات، وأهمها الملف الليبي وضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وإجراء الانتخابات الليبية دون تأخير، بالإضافة إلى الملف الإيراني، والقضية الفلسطينية، وجهود الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة، وأيضا سوريا وجهود التوصل لحل سياسي للازمة، وبحث دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن في تمديد الهدنة في البلاد، وحل القضية اليمنية وفق قرار الأمم المتحدة ٢٢١٦، ومخرجات الحوار الوطني اليمن والمبادرة الخليجية.
وأضاف: «المتابع للمشهد يرى أن العلاقات بين البلدين في تطور مستمر وهناك تنسيق بين قيادتي البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فالعلاقة بين المملكة ومصر علاقة خاصة واستراتيجية لما تمثله من ركيزة لاستقرار المنطقة العربية بأسرها، وتدعيم أواصر العمل العربي المشترك».
واختتم تصريحاته: «في يونيو الماضي، زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القاهرة وجرى توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، كما حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة جدة للتنمية والأمن التي استضافتها المملكة منتصف يوليو بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو أمر يؤكد خصوصية العلاقة بين البلدين وتطورها وازدهارها المستمر».
روابط تاريخية
وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، قد بعث رسالة شفهية للرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بأواصر الأخوة والروابط التاريخية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها.
كما أكد ولي العهد اهتمام وحرص المملكة على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وتقوية التضامن العربي بشكل شامل، بما يحقق تطلعات وآمال الدول العربية وشعوبها في التقدم والرخاء والازدهار.
ونقل الرسالة الشفهية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له في قصر الاتحادية بالقاهرة.