واشنطن بوست: الشعب لا يؤيد تولي ليز تراس لمنصب رئيسة وزراء بريطانيا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية الفائزة في انتخابات حزب المحافظين لم تكن الخيار الأفضل بين نواب حزب المحافظين، وأغلب البريطانيين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي أنها ستكون رئيسة وزراء "فقيرة" أو "فظيعة"، إلا أن أعضاء حزب المحافظين لم يكن أمامهم اختيار آخر، بسبب الخلفية السيئة لريشي سوناك وقربه من بوريس جونسون في فترة حكم الأخير.
وتابعت الصحيفة، أن "تراس"، حصلت على دعم القاعدة الشعبية لحزبها بوعود بتخفيضات ضريبية وولائها لرئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي أجبره المشرعون من حزب المحافظين من داونينج ستريت على الاستقالة.
وأضافت أن منافسها ريشي سوناك يبدو أنه على الرغم من أنه الخيار المفضل بين أعضاء البرلمان المحافظين، فإنه يواجه صعوبة في إقناع ناخبي حزبه بأن معالجة التضخم يجب أن تأتي قبل التخفيضات الضريبية، ويبدو أن الدور القيادي الذي لعبه "سوناك" في الإطاحة بجونسون أضر به على مستوى القاعدة الشعبية.
- ليز تراس وآراء متغيرة
وبحسب الصحيفة، كان رحيل سوناك الناري عن منصب وزير الخزانة في شهر يوليو هو الذي أطلق التمرد ضد جونسون، تبع ذلك سيل من الاستقالات، وقال نواب حزب المحافظين إنهم لم يعد بإمكانهم الوثوق برئيس وزراء راوغ طريقه عبر فضيحة تلو الأخرى.
وتابعت أنه نظرًا لأن هذه لم تكن انتخابات عامة شعبية وإنما انتخابات مقتصرة على أعضاء حزب المحافظين، فقد كان معظم بريطانيا يجلس على الهامش في حين أن "مجموعة مختارة" من 150 ألف إلى 200 ألف من أعضاء حزب المحافظين الذين يشكلون حوالي 0.3٪ من السكان، يحددون المستقبل السياسي للبلاد.
ووفقًا لاستطلاع "يو جوف"، قال 12 % من عامة الناس إن "تراس" ستكون رئيسة وزراء جيدة أو رائعة مقارنة بـ 52 في المائة ممن قالوا إنها ستكون فقيرة أو فظيعة.
- تناقض في مسيرة ليز تراس
وأشارت إلى أنه من الصعب معرفة ما يمكن توقعه لأن تروس البالغة من العمر 47 عامًا، سياسية متغيرة الشكل، حيث كانت ديمقراطية ليبرالية وسطية في شبابها قبل الانضمام إلى حزب المحافظين، ودعت إلى إلغاء النظام الملكي قبل التأكيد على دعمها له، وصوتت لبريطانيا للبقاء في الاتحاد الأوروبي قبل أن تصبح من أشد المؤيدين لـ"بريكست".
وأوضحت أنها كوزيرة للخارجية، كانت حليفًا موثوقًا به في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وداعمًا لأوكرانيا، وتحدثت بشدة عن روسيا ورئيسها، فلاديمير بوتين، و قادت حملة معاقبة الأوليجارشية الروسية الذين عاشوا حياة رفاهية في لندن.
وتابعت الصحيفة أن في الاتحاد الأوروبي ينظر إليها القادة على أنها محرض، وانتهازية مناهضة لأوروبا يمكن أن تزيد الأمور سوءًا في علاقة ما بعد تخارج بريطانيا من الاتحاد.
وأضافت أنه بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيرث رئيس الوزراء الجديد مجموعة واسعة من المشاكل الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة، والتضخم المتصاعد، والركود الذي يلوح في الأفق.